الخميس 30 أيار , 2024 12:28

اليوم التالي للحرب: من الذي سيحكم القطاع؟

اليوم التالي بين الرؤية الأميركية والإسرائيلية

كثر الحديث عن "اليوم التالي للحرب" مرفق مع إشكالية: من الذي سيحكم القطاع؟ وتعددت معه الفرضيات، في حين كانت ترى الولايات المتحدة الأميركية والوكيل الأصيل لها في المنطقة الكيان المؤقت أن وجهة اليوم التالي للحرب ستكون بتحييد حركة حماس عن قطاع غزة بعد الانتهاء من الحركة عسكريًا وسياسيًا والذي كان معلنًا في الأهداف التي وضعتها الإدارة الأميركية-الإسرائيلية للحرب.

الا أنّ الفشل الذي لحق بهذا المخطط نتيجة الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية يليه المتغيرات وتفعيل جبهات الاسناد لمحور المقاومة جعل الطريق الى اليوم التالي للحرب بحسب الرؤية الأميركية طويل وصعب، ومن غير الواضح إذا ما زال قابل للتحقيق. ومع اقتراب الحرب من شهرها التاسع لا زالت العقدة لم تحل.

 وفي أحدث تقرير متعلق باليوم التالي للحرب كشفت "بوليتيكو" عن وثيقة سرية لوزارة الخارجية الأميركية وجاء فيها أن الولايات المتحدة تستعد للعب دور "بارز" في غزة ما بعد الحرب، وحددت الوثيقة كيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في "تحقيق الاستقرار" في غزة بعد وقف إطلاق النار لكن دون ذكر عدد القوات الأجنبية أو البلدان التي ستستقدم منها هذه القوات ولفتت الى أنّ القوة "المدنية" التي ستدير القطاع سيكون معظمها من الفلسطينيين دون تحديد وفي حين أن العديد من الخطط تتضمن نوعا ما من قوة حفظ السلام، إلا أن المناقشات لا تزال محتدمة حول تشكيلها والسلطات التي ستمنح لها بالإضافة إلى أنّ إدارة بايدن تحاول إقناع دول عربية بالانضمام إلى قوة حفظ السلام. وذكرت الوثيقة أنّ هناك أيضا اتفاقا واسع النطاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية للمساعدة في تشكيل مجلس فلسطيني يضم فلسطينيين من غزة ليكون بمثابة هيكل حكم مؤقت.

في هذا المقال سنقدم السيناريو المتعلق بـ "الإدارة المؤقتة" لقطاع غزة من المنظور الأميركي-الإسرائيلي، مع الموقف الغربي. 

رؤية واشنطن

أبرز ما جاء في الرؤية الأميركية لليوم التالي للحرب في الأشهر السابقة، والى تاريخ ليل 23 مايو/أيار 2024، كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية من مصادرها عن أخر ما وصلت اليه الإدارة الأميركية وجاء في تقريرها بعنوان "الولايات المتحدة تستعد للقيام بدور "بارز" في غزة ما بعد الحرب" أنّ  إدارة جو بايدن تدرس تعيين مسؤول أمريكي في منصب كبير المستشارين المدنيين لقوة تتكون بمعظمها من فلسطينيين لتأمين غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، في خطوة تؤكد سعي الولايات المتحدة للمشاركة إلى حد كبير في تأمين مرحلة ما بعد الحرب في القطاع.  وبحسب "بوليتيكو"، "سيتخذ المستشار المدني من المنطقة مقرا له، وسيعمل بشكل وثيق مع قائد القوة، الذي سيكون إما فلسطينيا أو من إحدى الدول العربية". وفيما يتعلق بـ حماس قالت مصادر الصحيفة أنّ ترسل الولايات المتحدة قوات إلى غزة، وستقدم واشنطن أيضًا دعمًا استخباراتيًا ضد التهديدات، خاصة من حماس والمسلحين الآخرين في غزة.

رؤية الكيان المؤقت

لم يتنازل القادة الصهاينة الى الآن عن الأهداف التي وضعت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لاعتبارات عدة، الا أن الجوهر الذي يتفق عليه قادة الكيان هو القضاء على حماس، وهذا ما لم يحدث، ويختلف قادة الكيان في وضع خطة مستقبلية لإدارة القطاع في حين أن الحكم العسكري الإسرائيلي للقطاع هو أسوأ خيار من جميع الخيارات السيئة كما تحدث عنه وزير الحرب يوآف غالانت، ويمكن اعتبار أن لليوم التالي للحرب برؤية العدو منقسمة الى رأيين.

الأول: رؤية نتنياهو، وكتلة اليمين: شكل الهدف القضاء على حركة حماس بقطاع غزة قاسماً مشتركاً لجميع قادة الكيان، لكن السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع عقب الحرب وإعادة احتلاله يعد جدلي، وعبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال تصريحات له في 6 نوفمبر 2023، والذي قال حينها: "أعتقد أن إسرائيل ستتحمل لفترة غير محددة المسئولية الأمنية الشاملة في القطاع لأننا رأينا ما يحدث عندما لا يكون لدينا تواجد هناك".

فيما بات واضحًا أن هذا الطرح يتعارض مع المستوى العسكري لدى الكيان والذي عبر عنه وزير الحرب يوآف غالانت بتاريخ 15 مايو/أيار 2024، الذي قال في مؤتمر صحفي: بأنّه سيُعارض "أي حكم عسكري إسرائيلي لقطاع غزة، لأنّه سيكون دموياً ومكلفاً، وسيستمر أعواماً". وهو الرأي الذي وافقه عليه عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، وأكد الأخير في بيان مصور إن وزير الدفاع يوآف غالانت "قال الحقيقة". وأضاف "مسؤولية القيادة هي فعل الصواب للبلاد، بأي ثمن".

رؤية الغرب

اقترحت المفوضية الأوروبية إنشاء "قوة سلام دولية بتفويض أممي" من أجل ضمان القضاء على حماس وعدم عودتها لبناء ترسانتها العسكرية. ووفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرج" في 16 نوفمبر/تشرين الاول 2023، نقلاً عن عدد من المسئولين الأمريكيين والأوروبيين، فإن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان وضع خطة لنشر "قوة حفظ سلام أممية" في قطاع غزة بعد الحرب.





روزنامة المحور