الأربعاء 03 كانون الثاني , 2024 12:19

بايدن يحبط خطة إسرائيلية للعدوان على لبنان

نتنياهو وبايدن

إن هدف عملية "السيوف الحديدة" الذي أعلنه نتنياهو بوضوح في بداية المعركة، هو القضاء على حماس واستعادة جميع الأسرى المختطفين، إلا أن الجدول الزمني لتحقيق هذه الأهداف لا يزال غامضاً، وكذا الخطوط العريضة لنهاية مُحتملة للحرب في غزة، وبحسب مقال "affairs foreign" ترجمه موقع الخنادق، يشير إلى أن حرية الكيان في متابعة هذه الأهداف، ستكون مقيدة إلى حد كبير، لولا دعم الولايات المتحدة، إلا أنه ومع استمرار القتال تظهر الفجوات بين الموقف الأمريكي والإسرائيلي، ومع ذلك فإن لدى "إسرائيل" أسباباً قوية للحفاظ على تحالفها الأساسي "سليمًا".

ويُشير المقال، إلى أن إسرائيل لكي تضمن بقاء هذا التحالف سليمًا، عليها ليس فقط إدارة الحرب بحكمة، بل أيضاً معالجة المشاكل السياسية الداخلية، وأن تحدد كيف تخطط لتسوية الصراع مع الفلسطينيين. كما كشف الموقع الأميركي عن أن بايدن أقنع قادة الكيان بإجهاض خطط لضربة استباقية ضد حزب الله في لبنان في الأيام التي أعقبت هجوم حماس الأولي.

النص المترجم للمقال:

مع استمرار القتال ونشوء الفجوات بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي، فإن لدى إسرائيل أسباباً قوية في الحفاظ على تحالفها الأساسي سليماً. ولضمان بقاء روابطها مع الولايات المتحدة بعد الحرب، يتعين على إسرائيل ليس فقط أن تدير الحملة العسكرية الحالية بحكمة، بل يتعين عليها أيضاً أن تعالج المشاكل السياسية الداخلية وأن تحدد إلى الأبد الكيفية التي تخطط بها لتسوية صراعها مع الفلسطينيين.

فضّل بايدن احتضان إسرائيل علناً، ونقل تحفظات الولايات المتحدة في محادثات خاصة مع القادة الإسرائيليين، ومن الواضح أنه يعتقد أن هذه الاستراتيجية تمنحه نفوذاً أكبر على حساب إسرائيل. أسفرت النداءات الشخصية للرئيس عن بعض النتائج، على سبيل المثال، من خلال المساعدة في إقناع إسرائيل بإجهاض خطط ضربة استباقية ضد حزب الله في لبنان في الأيام التي أعقبت هجوم حماس الأولي. يشير المتشككون في أساليب بايدن إلى حجم الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بغزة، على الرغم من جهود الدبلوماسية الأمريكية، لكن الولايات المتحدة تعمل أيضاً على مصلحتها الخاصة في إنجاح إسرائيل بهزيمة حماس، وبالتالي، استفادت إسرائيل بشكل كبير من صداقة حليفتها...

ربما يسعى نتنياهو بالفعل إلى إثارة خلاف مع واشنطن من أجل تحسين موقفه السياسي مع انخفاض معدلات تأييده. لكنه أعلن أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست في 11 ديسمبر/كانون الأول أن "رئيس الوزراء الذي لا يستطيع تحمل الضغط الأمريكي يجب ألا يدخل مكتب رئاسة الوزراء". لكن الانخراط في مشاجرات عامة مع الولايات المتحدة هو آخر شيء تحتاجه إسرائيل الآن. لتجنب مستقبل تضطر فيه إسرائيل إلى مقاومة المخاطر الوجودية دون اللجوء إلى الترسانة العسكرية الأمريكية أو حق النقض في مجلس الأمن الدولي، يجب على صانعي السياسة الإسرائيليين تغيير مسارهم. وعلى وجه الاستعجال، تحتاج إسرائيل إلى صياغة موقف واضح بشأن القضية الفلسطينية. عندما تم إنشاء دولة إسرائيل قبل 75 عامًا، كان عليها محاربة التهديدات لبقائها؛ واليوم، يجب على الإسرائيليين صياغة رؤية متماسكة لوجهتها النهائية. وإلا فإنهم سيكافحون لإقناع الولايات المتحدة ودول أخرى بالبقاء إلى جانبهم.

سواء كانت إسرائيل تريد دولة واحدة أو دولتين أو أي شيء آخر، فإن قادتها ومواطنيها بحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن مسارهم قريباً. وينبغي أن يعترفوا أيضاً بأنه مهما كان قرارهم - وقرارهم وحدهم - سيكون له عواقب ليس على إسرائيل نفسها فحسب، بل أيضاً على علاقتها الأساسية بالولايات المتحدة. إذا شعرت الولايات المتحدة بخيبة أمل من السياسات الإسرائيلية لدرجة فرض شروط على تقديم المساعدات العسكرية، فقد تجد إسرائيل نفسها مقيّدة بشكل كبير. قد يكون تأخير إدارة بايدن مؤخراً في تصدير أكثر من 20000 بندقية من طراز M-16 مخصصة لفرق الدفاع المدني الإسرائيلية سببه مخاوف الولايات المتحدة بشأن عنف المستوطنين في الضفة الغربية ما يشكل نذيراً لمزيد من العوائق.

مع تعهد حماس بتكرار 7 أكتوبر/تشرين الأول حتى "إزالة" إسرائيل، وتصعيد حزب الله هجماته عبر حدود إسرائيل مع لبنان، وتعطيل الحوثيين في اليمن الشحن الإسرائيلي في البحر الأحمر، وتعليق المملكة العربية السعودية لعملية التطبيع، يمكن أن تكون تحركات إسرائيل التالية هي الفرق بين تشديد العنف، والتقدم نحو السلام.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور