الإثنين 22 كانون الثاني , 2024 01:33

تأثير الطوفان على الحكومات الغربية وفضح جرائم الاحتلال

مظاهرات الشعوب الغربية

ساهمت المظاهرات والتحركات كما والإعلام الموازي على المستوى العالمي بشكل عام والغربي بشكل خاص، التي انطلقت نصرةً لغزة، في تحقيق التغيير على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، حيث عززت الوعي والتضامن، وتوجيه الضغط السياسي، وتغيير السياسات والقرارات الدولية، وتحقيق التغيير الاجتماعي والثقافي.

فيما يلي أبرز تأثيرات تأييد فئات واسعة من الشعوب الغربية للقضية الفلسطينية على الصعيد الغرب نفسه وعلى كيان الاحتلال:

- جمع وتوجيه آلاف الأصوات حول قضية جرائم الاحتلال والتي أجبرت القادة السياسيين الغربيين للجلوس والاستماع إليهم.

- إيجاد فجوة كبيرة بين الحكومات وشعوبها خاصة في الدول الغربية.

- زيادة الوعي بواقع الحياة في غزة وتحديات الشعب الفلسطيني، والتعرف على الظلم والاضطهاد الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين لأكثر من 75 عامًا، حيث عزز ذلك التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وتحول إلى دعم عملي مرفق بمواقف سياسية قوية.

- وضعت القضية الفلسطينية في صدارة الأحداث العالمية وفي قلب الاهتمام الدولي حقوقياً وإعلامياً وسياسياً.

- تهديد حظوظ الرئيس جو بايدن المؤيد لإسرائيل في الانتخابات الرئاسية القادمة.

- كسر احتكار وسائل الإعلام المؤيدة لإسرائيل في الغرب للمشهد والرواية الإعلامية، حيث أدى الجيل الثالث من المهاجرين العرب والمسلمين خصوصا في الجامعات الأميركية والغربية دورًا كبيرا في نشر الوعي، وبدا أن جيل الشباب الغربي -ومن ضمنه تيارات يهودية- أكثر تحررا في رؤاه، وأكثر عمقا في وعيه من الأجيال التي سبقته.

- توثيق انتهاكات الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية والإضاءة على تصريحات مسؤولين إسرائيليين التي تتباهى بإبادة الفلسطينيين أو تنتهك حقوقهم مثل التهديد باستخدام السلاح النووي أو وصفهم بالحيوانات البشرية، وملاحقتهم قانونيًا في الدول الغربية التي يسمح قانونها بذلك، وبالتالي محاصرتهم سياسيًا، والتشهير بهم إعلاميًا.

- إن الصورة "الإرهابية" التي تقدمها "إسرائيل" للعرب أصبحت أقل قابلية للتصديق مع الارتفاع المتواصل في عدد الضحايا المدنيين من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وهو ما يعني أن "إسرائيل" ستواجه في كل مرة تحاول تقديم نفسها بشكل إيجابي أو تقارن الطرف الفلسطيني بجهات متطرفة بالتشكيك في رواياتها، في ظلّ الصورة الحالية للسلوك الإسرائيلي في غزة والتي أصبحت مرجعية في ذهن المتلقي.

- إن السياسات الإسرائيلية عززت من وجهة النظر الغربية، على الرغم من محدوديتها حتى الآن، التي ترى أن "إسرائيل" أصبحت عبئا أكثر منها عوناً وذلك بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

- زيادة الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لاتخاذ إجراءات لحماية الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة له. تتمثل هذه الإجراءات في فرض عقوبات على الجهات المعتدية، ودعم قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وتعزيز التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في غزة.

- إن لجوء أي مسؤول إسرائيلي للحديث عن الهولوكوست أو معاداة السامية سيتم تذكيره بما فعلته حكومته في غزة، وهو ما سيجعل "إسرائيل" أقل ميلاً لتكرار هذا الحديث لأنها أقدمت على الفعل نفسه بحق الفلسطينيين، وبالتالي، هذه الفكرة (الهولوكوست) لم تعد مجدية بالقدر الذي كانت عليه سابقاً، وهو ما تم العمل على توثيقه وتفنيده وتسليط الضوء عليه من قبل المناصرة الشعبية الإعلامية وبدأ الاعلام الغربي يشير له.

- دلت المؤشرات في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على أن الأجيال الشابة (قادة المستقبل) هم أكثر تعاطفاً مع الموقف الفلسطيني، وهو ما يعني أن احتمالات التغير التدريجي في اتجاهات لا تتناسب مع السياسة الإسرائيلية أمر سيتزايد.

بالمحصّلة، أدّى الضغط السياسي والدبلوماسي الممارس من قبل الشعوب الغربية إلى تغيير في سياسات الحكومات والمؤسسات الدولية، وتحريك القوى السياسية نحو دعم الحل العادل للقضية الفلسطينية، كما أثّرت حملات التوعية على الرأي العام العالمي وبالتالي على صورة القضية وتعزيز التعاطف والدعم الشعبي حولها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور