الخميس 01 شباط , 2024 04:10

أمريكا بانتظارها ضربات يمنية قاسية لم ترها حتى في أسوأ كوابيسها

يوماً بعد يوم، ستواجه القوات الأمريكية ومن يخاطر بنفسه ويتحالف معها، ضربات يمنية عسكرية قاسية، ربما لم يحسب لها كبار مخططي البنتاغون أي حساب، بل ولم يروها حتى في أسوأ كوابيسهم. فالقوات المسلحة اليمنية اليوم وبتعبير بسيط، تذلّ أمريكا بعملياتها البحرية ضد السفن التجارية الإسرائيلية أو تلك التابعة للدول الأخرى والمتجهة الى فلسطين المحتلة، معلنةً استمراراها في ذلك حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وفي الوقت نفسها تستمر بضرب السفن العسكرية والتجارية الأمريكية والبريطانية حتى وقف عدوان هذه الدول على اليمن، معلنةً بأنها ستواجه التصعيد الأمريكيّ البريطانيّ بالتصعيد ولن تتردد في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة ونوعية ردا على أيّ حماقة منهما. فهل هناك من دولة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية - باستثناء القليل من الدول كالجمهورية الإسلامية في إيران – استطاعت تحدّي الغطرسة الأمريكية بقوة، وقامت باستهداف مباشر للقطع البحرية العسكرية أو السفن التجارية الأمريكية؟

ففي الساعات القليلة الماضية، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليتين نوعيتين، الأولى استهدفت خلالها المدمرة الأمريكية "يو إس إس غريفلي - USS Gravely" (التي أثارت دهشة العديد من الخبراء العسكريين وبالتأكيد مخاوف القادة العسكريين الأمريكيين)، والثانية استهدفت خلالها سفينة تجارية أمريكية "كول" كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة بصواريخ بحرية وأصابتها بشكل مباشر. وقد نُفذت هاتين العمليتين، بالرغم من إقدام تحالف العدوان الأميركي البريطاني، مساء الأربعاء 31 كانون الثاني / يناير 2024، على شن عدوان جديد على اليمن، مستهدفين خلاله محافظتي صعدة والحديدة.

المدمّرة الأمريكية غريفلي تستخدم آخر وسيلة دفاع لديها!

وقد أثار الهجوم اليمني على المدمّرة "غريفلي" دهشة الكثير من الخبراء العسكريين ووسائل الإعلام الأمريكية تحديداً (قناة CNN)، لأن المدمرة غريفلي بحسب ما كشف مسؤولون أمريكيون اضطرت إلى استخدام نظام (CIWS)  لأول مرة من أجل إسقاط صاروخ الكروز اليمني بعد أن وصل الى مسافة تبعد عنها حوالي 1600 متر فقط (أي على بعد حوالي 6 إلى 7 ثواني من إصابة المدمّرة)، منذ أن بدأت أمريكا في اعتراض الصواريخ اليمنية أواخر العام الماضي (بدأت بهذا المسار دعماً لإسرائيل ولكي تُثبت بأنها ما زالت القوة الرادعة والمهيمنة في العالم). فقد أضاف المسؤولون الأمريكيون بأن المدمرات الأمريكية تعترض هذه الصواريخ عادةً على مسافة 8 أميال أو أكثر، ونظام (CIWS) مصمم للاعتراض الصواريخ قريبة المدى، وهو أحد الخطوط الدفاعية النهائية التي تهدف إلى إسقاط الصاروخ عندما تفشل المنظومات الأخرى في اعتراضه، وهو ما يعني حصوله هذه المرة، والذي يفتح الإحتمال أمام تكرار في مرات أخرى، خاصةً إذا ما تم الهجوم اليمني عبر مجموعة من الصواريخ وربما من الطائرات المسيّرة في وقت واحد.

فللتجهز أمريكا لأسوأ الكوابيس

لذلك على أمريكا أن تعي بأن حربها المباشرة مع اليمنيين خاسرة، وستكلفها الكثير حتماً إذا ما استمرت، لأن القيادة اليمنية (التي تفخر بمواجهة للقوات الأمريكية مباشرةً) حدّدت شروطها لوقف هذه المواجهات، ولن تتراجع عنها إطلاقا. وبالتالي ليس أمام الإدارة الأمريكية ومن يتبعها إلا الرضوخ لهذه الشروط، وإلا فلتجهز نفسها لأسوأ الكوابيس والسيناريوهات، بل ولما قد يفوق لها القدرة على تخيله.

فاليمن يمتلك منظومات صاروخية مضادة للسفن متعددة المديات، ومنها ما يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، ما يعني قدرته على استهداف السفن والبوارج الأميركية والبريطانية قبل أن تدخل مناطق الاشتباك حتى. كما أن اليمنيين يمتلكون نقاط قوة عديدة منها: الموقع الجيوستراتيجي لبلدهم الذي يمكّنهم من كشف كل الأهداف الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، وامتلاكهم لمنظومات صاروخية بحرية وبرية ورادارات متعددة ترصد وتتبع السفن وتعرف هُويتها واتجاهاتها في بحري العرب والأحمر، تطور الطيران المُسيّر البحري عندهم الذي يستطيع إشغال وإنهاك المنظومات الدفاعية الأميركية ومن ثم يمكن استهدافها بالصواريخ البحرية.

19 عملية حتى الآن

حتى اليوم، ومنذ الـ19 من تشرين الثاني / نوفمبر 2023، نفذت القوات المسلحة اليمنية 19 عملية بحرية استهدفت خلالها:

_ 3 سفن إسرائيلية (غلاكسي ليدر،يونِتي إكسبلورر، نمبر ناين).

_ 9 سفن ومدمرات أمريكية منها (جينكو بيكاردي/ كيم رينجر/ أوشن جاز OCEAN JAZZ/  lewis B  puller / يو إس إس غريفلي).

_ السفينة النفطية البريطانية (مارلين لواندا).

_ 10 سفن مرتبطة بالكيان المؤقت هي (استريندا / ميرسيك جبرلاتر / إم إس سي ألانيا /  إم إس سي بالاتيوم / سوان اتلانتك / إم إس سي كلارا/ ، MSC يونايتد / ميرسك هانغزو /  سي إم أي سي جي إم تَيج /  زوغرافيا).


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور