الثلاثاء 23 نيسان , 2024 02:04

اليهود المسيانيون ... ومستقبل الكيان المؤقت!

(المسيا) الموعود لدى اليهود

بدعم من اليمين المتطرف الإسرائيلي، تتطور الجمعيات اليهودية ذات الدعوة المسيحانية في إسرائيل، فما جذور هذا التيار المؤسس لأيديولوجية الصهيونية الدينية في إسرائيل أو اليهود المسيانيون؟

هم طائفة عِرقيَّة دينيَّة تضُم يهوداً اعتنَقوا المسيحية كما يدل اِسمهم لكنهم لا زالوا يحافظون على جزء من طقوسهم اليهودية، وكلمة “المسيانيون” تشير إلى أنهم أتباع المسيح (المسِيا المنتظر لدى اليهود). وهم يريدون "التعجيل بمجيء المسيح" لإسرائيل.

في الواقع، بدأت اليهودية المسيانية منذ 2000 عام. كان يشوع نفسه يهوديًا ملتزمًا، وكان معظم رسل وكتاب العهد الجديد من اليهود، وكانت الغالبية العظمى من المؤمنين الأوائل بيسوع يهودًا أيضًا. لكن لا تعتقد اليهودية الحاخامية التقليدية اليوم أن يشوع هو المسيا اليهودي.

والمسيحانية أو المسيانية هي عبارة عن معتقد الشعب اليهودي الذي يؤمن بيشوع (الاسم العبري ليسوع) باعتباره المسيح (المسيا) الموعود والمنقذ والمخلص في الكتب العبرية المقدسة، والذي سوف يأتي في آخر العالم ليخلص شعبه إسرائيل.

لكن لا تعتقد اليهودية الحاخامية التقليدية اليوم أن يشوع هو المسيا اليهودي. كما أن جمعية "هار هبايت" ("جبل الهيكل" بالعبرية) لا تتوفغ عن تنظيم الرحلات ذهابا وإيابا ولا تأبه بهذه الاعتبارات، لأن أعضاءها يعتقدون أن المطالبة بهذا المكان المقدس هي السبيل لبناء الهيكل الثالث الذي سيؤدي لا محالة إلى تسريع ظهور المسيح، حسب زعمهم.

وليست هار هبايت وحدها التي تعمل على "تسريع مجيء المسيح"، فمنذ ضم البلدة القديمة في القدس عام 1967، أدى الفكر المسيحاني للحاخام أبراهام يتسحاق ها كوهين كوك، المعروف باسم راف كوك، إلى تأجيج إنشاء العديد من الجمعيات.

كما بفوم معهد الهيكل منذ عام 1987 على إعادة بناء الأغاني والتقاليد والأواني المفقودة، في حين انصب اهتمام جمعية "بونه إسرائيل" (بناء إسرائيل) على استيراد البقرات الحُمر من ولاية تكساس، وهي التي يزعمون أن "التضحية بها ضرورية لكهنة الهيكل الثالث المستقبلي".

يزع بعض المتابعين أن هذه الجمعيات لا تزال أقلية، فإنها تشهد تطورا كبيرا نتيجة لتمويل الشبكات المسيحية الإنجيلية الأميركية، كما أنها تتلقى دعما رئيسيا منذ عامين من مؤيدي الصهيونية الدينية داخل حكومة بنيامين نتنياهو.

هناك توجهين أما هذه الجماعات والجمعيات؛ أولا، "تجمع الشتات اليهودي على أرض إسرائيل"، أي فيما يسمونها "الأراضي التوراتية".

ثانيا، بناء الهيكل الثالث في القدس. لكن لا يزال ثمة خلاف في الأوساط اليهودية، إذ هل يجب أن يتم إنهاء التشتت بواسطة البشر أم بواسطة الرب؟

في هذه النقطة، تختلف الدوائر الحسيدية الأرثوذكسية التي نشأت في القرن السابع عشر، عن المبادئ الصهيونية في القرنين التاسع عشر والعشرين، إذ يرون أنه إذا كان على اليهود أن يعودوا إلى إسرائيل، فليس من حق البشر أن يتدخل في ذلك.

ينتشر اليهود المسيانيين اليوم في كافة أنحاء العالم بسرعة، وأيضاً في الولايات المتحدة، مع تواجد خاص في إسرائيل.

وكان عقد في شباط/ فبراير 2015 فيي كنيسة في لوفلاند  كولارادو في الولايات المتحدة مؤتمراً تم فيه الاعلان عن تأسيس جمعية لدعم اسرائيل من اليهود وغير اليهود المسيانيين.

حضر المؤتمر 1700 شخصا تواجدوا في قاعة الكنيسة الكبيرة (والآلاف من انحاء العالم عبر الانترنت) حيث قدم القس وين هيلستيند راعي كنيسة ملك الملوك المسيانية الخمسينية في القدس الحركة الجديدة واسمها FIRM (اي ثابت بالعربية). وقال القس هيلستيند في خطابه ان الحركة هي شركة عالمية لمؤمنين مؤسسة على الكتاب المقدس وملتزمة بتطوير العلاقات المتمركزة على المسيح وهدفها مباركة مواطني اسرائيل (من اليهود وغير اليهود) والمجتمع اليهودي عامة في كل العالم. واوضح هيلستيند انه أحس قبل عدة سنوات ان اسرائيل والشعب اليهودي يتجهان نحو عصر يتميز بالهزات على اصعدة مختلفة-داخلية وخارجية.  واضاف ان هناك قوى متنامية تحاول ازالة الشرعية عن الشعب اليهودي ومن هنا اسس حركته هذه.

وشارك في المؤتمر متكلمين من امريكا مثل القس جوناثان ويغينز وهو راعي الكنيسة المضيفة بالاضافة الى المحامي المسياني اليميني النزعة كالب مايرز من القدس والذي وصفه منظمو المؤتمر بانه محامي لحقوق الانسان.

يبدو أن تزايد الضغط، وخاصة وقع طوفان الأقصى على الكيان المؤقت، الى جانب نشوء المزيد من الجماعات اليهودية المتطرفة، إلى جانب الهزائم المستمرة بدءاً من غزة ووصولاً الى لبنان حيث كانت أولى الهزائم في 2000 و2006، كل ذلك سيؤدي الى سقوط الكيان المؤقت ونهايته.


الكاتب:

نسيب شمس

-كاتب وباحث سياسي




روزنامة المحور