الجمعة 31 أيار , 2024 12:16

معاريف: بيع الأوهام للجمهور.. إسرائيل على وشك هزيمة تاريخية

جنود الجيش الإسرائيلي

"بيع الأوهام للجمهور: إسرائيل على وشك هزيمة تاريخية" بهذه الكلمات لخّص الكاتب في صحيفة معاريف "حاييم رامون" حال "إسرائيل" هذه الأيام في مقال ترجمه موقع "الخنادق".

يدور المقال حول فكرة هزيمة إسرائيل الاستراتيجية على الرغم من الإنجازات التكتيكية التي حققها جيش الاحتلال، فالكيان لم يحقق الأهداف التي رسمها باجتياحه البري، لم تهزم حماس ولم يتم تدمير قدراتها العسكرية، ولازالت تشكل تهديداً على إسرائيل، ولا يزال الأسرى الإسرائيليين في قبضتها، "ولا رؤية لتحقيق الأهداف في المدى المنظور"، وفي ظل وتدهور وضع إسرائيل على الصعيد العالمي.

ينتقد الكاتب بشكل لاذع وزارة الحرب والأركان العامة، وفشل الجيش، حين استطاعت حماس استعادة موطئ قدمها العسكري في خان يونس وجباليا بعد إعلان الجيش عن سيطرته وتفكيك قدرات الحركة هناك. بالإضافة إلى سيطرة حماس المدنية القائمة في قطاع غزة.

النص المترجم للمقال

منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر، قوضت حكومة الحرب والأركان العامة الجمهور بكلمات متبجحة وأنصاف حقائق. الآن، في ضوء المواجهات بين أعضاء حكومة الحرب الذين يتهمون بعضهم البعض بالفشل الاستراتيجي للحرب، حان الوقت لفضح الحقيقة المرة.

بعد مذبحة 7 أكتوبر، حددت حكومة الحرب أربعة أهداف للحملة: انهيار نظام حماس وتدمير قدراتها العسكرية؛ وإزالة التهديد من قطاع غزة على إسرائيل؛ وبذل أقصى جهد لتحرير الرهائن؛ على الرغم من أن رتبة القتال (حتى رتبة عميد) أظهرت بطولة وتضحيات تذكّرنا بجيل 1948، وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قتل الآلاف من المقاتلين وألحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية العسكرية لحماس، فمن الواضح للجميع أن أهداف الحرب لم تتحقق.

حتى أن رئيس الجمعية الوطنية "تساحي هنغبي" اعترف بذلك في لجنة الشؤون الخارجية والأمن: "لم نحقق أيا من الأهداف الاستراتيجية للحرب، لا شروط لصفقة الرهائن، لم نسحق حماس، ولم نسمح لسكان المنطقة بالعودة إلى ديارهم سالمين". وسأضيف أن مجلس وزراء الحرب وهيئة الأركان العامة ليس لديهما خطة تنفيذية حول كيفية تحقيق هذه الأهداف في المستقبل المنظور.

وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بقوات حماس، لا تزال الحركة قائمة. في كل منطقة من قطاع غزة انسحب منها الجيش الإسرائيلي، تمكنت حماس من استعادة موطئ قدمها العسكري. وقد عاد مقاتلو حماس بالفعل إلى خان يونس، حيث يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي منذ أشهر، وحتى في شمال قطاع غزة، الذي هاجمه الجيش الإسرائيلي بكل قوته، لا يزال هناك ما بين 4,000 و5,000 مقاتل من حماس.

وفي كانون الأول/ديسمبر، أوضح الجيش الإسرائيلي أيضاً أن العملية في جباليا أدت إلى تفكيك القدرة العسكرية لكتيبة جباليا ولواء حماس الشمالي الذي يعمل في المنطقة، ولكن في الغارة الثانية على جباليا، فوجئت قواتنا بعدد مقاتلي حماس الذين بقوا هناك وكمية النيران التي تمكنوا من إطلاقها.

 ومرة أخرى، تفيد تقارير جيش الدفاع الإسرائيلي بأن كتيبة جباليا قد تم تحديدها، وسوف نتفاجأ مرة أخرى بقوام الكتيبة عندما نعود إلى جباليا في المرة القادمة، حيث أطلقت حماس في الأشهر الأخيرة عشرات الصواريخ على إسرائيل، مع إطلاق بعض الطلقات من شمال قطاع غزة الذي انسحب منه جيش الدفاع الإسرائيلي. من وجهة نظر مدنية، تسيطر حماس بشكل شبه كامل على قطاع غزة وتوزيع المساعدات الإنسانية. معظم المختطفين لا يزالون في قطاع غزة، وتدهور الوضع الدولي لإسرائيل إلى حافة الانهيار.

يبدو أن إسرائيل تواجه هزيمة استراتيجية لم تتعرض لها من قبل، وما زال كبار القادة السياسيين والعسكريين يواصلون تغذية الجمهور بالأوهام وكأن العملية المحدودة في رفح ستكون النهاية. النقطة الحاسمة في الحرب في نهاية المطاف، حتى لو ألحق الجيش الإسرائيلي أضراراً جسيمة بكتائب حماس الأربع في المدينة، كيف سيغير ذلك الوضع العام للحملة العسكرية؟

خلاصة القول هي أنه على الرغم من الإنجازات التكتيكية المثيرة للإعجاب التي حققتها القوات على الأرض، فقد فشلت وزارة الحرب والأركان العامة فشلاً ذريعاً في تحقيق أهداف الحرب، والآن نحن على شفا هزيمة استراتيجية. على الرغم من أن فشل الحرب واضح بالفعل للجميع، إلا أن الجيش الإسرائيلي يواصل استراتيجيته الفاشلة المتمثلة في الهجوم ثم الانسحاب ولا يحاول السيطرة على الأراضي. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام، وخاصة المعلقين على شؤون الجيش والمراسلين العسكريين، يواصلون إخفاء الحقيقة عن الجمهور عن فشل الجيش.


المصدر: صحيفة معآريف

الكاتب: حاييم رامون




روزنامة المحور