الثلاثاء 04 حزيران , 2024 03:56

حزب الله يكرّس المعادلة: الحريق يقابله الحريق

في ردّ على الاعتداءات الإسرائيلية التي تتعمد إحراق المناطق الخضراء في جنوب لبنان، تقوم المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله بإطلاق الصواريخ على المساحات الزراعية والأحراش في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتؤكّد لإسرائيل بالنار، أن لديها الردّ المناسب على كل اعتداء يتجاوز سقف المواجهة العسكرية.

ففي الأيام والساعات الماضية، شهد شمال فلسطين المحتلة، العديد من الحرائق الضخمة، التي استمرت لعشرات الساعات، وطالت العديد من المناطق فيه، من الجولان وصولاً إلى أكبر المستوطنات: كريات شمونة.

ومن الطريف أن الحرائق في هذه المنطقة لا يتسبب بها حزب الله فقط، بل يساعده على ذلك أيضاً الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية. مثلما حصل في منطقة صفد، حيث أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن فشل اعتراض صاروخي في سماء المنطقة، أدى إلى اشتعال حريق فيها.

كريات شمونة قبل الحرائق

كريات شمونة بعد الحريق

المعادلة أثبتتها آلاف الدونمات المحروقة

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد تم حرق العشرات، بل حتى المئات والآلاف من الدونمات خلال الشهر الماضي، في منطقتي الجليل وهضبة الجولان. بحيث تحولت الحقول الخضراء والصفراء إلى اللون الأسود. وبحسب لجنة الإطفاء في الكيان المؤقت، شهد الشهر الماضي وحده ما لا يقل عن 168 حريقا نتيجة نيران الصواريخ أو الصواريخ الاعتراضية. ولم تتمكن عشرات فرق الإطفاء من السيطرة بسهولة على هذه الحرائق لضخامتها، فيما أدّت الى الحرائق الى سقوط عشرات الإصابات. وقد أفاد مستشفى صفد بالأمس الإثنين، عن استقباله 16 مصابا جراء حرائق كريات شمونة بينها 7 جنود.

ومن أبر المناطق التي تحول لونها إلى الأسود: ناحال تنور، قاعدة عسكرية بالقرب من المطلة، وأجزاء كبيرة من سلسلة جبال رميم، وادي الحولة، منطقة موشاف مرغليوت، مسكاف عام، تل هاي وكفار جلعادي.

وفي التقديرات الإسرائيلية أيضاً، فإن الحرائق التي اندلعت أمس في هضبة الجولان، إثر إطلاق المقاومة صواريخ ضد منطقة كاتسرين، فقد اشتعلت النيران في نحو 10 آلاف دونم. بالإضافة إلى أن إعادة ترميم بعض المناطق التي دمرتها النيران الكبيرة على مسارات المشي في المنطقة، فإنها ستستغرق عدة سنوات. أما بالنسبة لمنطقة الجليل الأعلى، فقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الحرائق التهمت آلاف الدونمات، مضيفة بأن الحجم الحقيقي للأضرار لا يزال غير معروف.

تهديدات إسرائيلية لا قيمة لها

هذه المعادلة بحرائقها الأخيرة، دفعت زعيم ما يُعرف بالمعارضة الإسرائيلية "يائير لبيد" للقول بأن "الشمال يحترق ومعه أيضا قوة الردع الإسرائيلية". أما وزير ما يُسمى بالأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير فقال بأن الحرائق في شمال إسرائيل دليل إفلاس واستمرار لسياسة الاحتواء، ومهدداً بالقول "حان الوقت ليحترق لبنان".

وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية بأن مجلس وزراء الحرب في الكيان، سيعقد جلسة له هذه الليلة (4 حزيران / يونيو 2024)، لمناقشة التطورات في الجبهة اللبنانية.

وتبقى كل هذه التصريحات الإسرائيلية، تصبّ في خانة التهويل والاستهلاك السياسي داخل الكيان، كون وقائع المواجهة لا تتيح لإسرائيل بالقيام بأي توسيع للمواجهة نحو الحرب، مع العلم بأن المقاومة جاهزة لك السيناريوهات حتى الحرب الشاملة، كما أكّد أمينها العام السيد حسن نصر الله مراراً.

وعليه فإن قرار الحزب ثابت ضمن سقف عدم الإنجرار الى أي توسعة، وسقف خوض الحرب إن فُرضت عليه من قبل الكيان. وإذا ما قررت إسرائيل توسيع الحرب على لبنان فإن ذلك سيقابله خراب ودمار وتهجير في الكيان.

أما بالنسبة للقدرة الإسرائيلية على القيام بأي توسعة، فإن ذلك يمنعه العديد من المعطيات أهمها، عدم جاهزية قوات جيشه البرية للقيام بأي تغيير من هذا النوع. فإسرائيل من أجل ذلك تحتاج إلى قوات المناورة من الفرقة 98 والفرقة 162 والفرقة 99، والتي مازالت فرقتان منها غارقتان في قطاع غزة.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور