تعليقاً على الاغتيالات التي ينفذها جيش الاحتلال بحق شخصيات وأفراد من حزب الله انتقاماً للعمليات المرهِقة للكيان في الجبهة الشمالية، يُجمع عدد من المحللين والخبراء الإسرائيليين على عدم جدوائية هذا الخيار في احراز تقدم يذكر. وتشير صحيفة هآرتس العبرية إلى أن "اغتيال كبار أعضاء حزب الله لم يعد نابعاً من الاعتقاد بأنه سيغير التوازن الاستراتيجي بين إسرائيل والحزب. بل أصبح بديلاً عن الإنجازات الاستراتيجية، والمقصود منه أن يكون بمثابة استغاثة للمطالبة في إسرائيل بشن حرب شاملة في الشمال". وقالت في تقرير ترجمه موقع الخنادق، أنه "يجب أن نشكك في الحكمة السياسية للاغتيالات".
النص المترجم:
ثمن القتل المستهدف للجيش الإسرائيلي دفعه هذه المرة نوا ونير بارانيس من كيبوتس أورتال في شمال مرتفعات الجولان. قتل الزوجان يوم الثلاثاء عندما أصاب صاروخ أطلق من لبنان سيارتهما بالقرب من قاعدة نافاح العسكرية. تركوا وراءهم ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 18 و15 و13 عاماً.
وقال حزب الله إن الغارة كانت انتقاماً لمقتل ياسر نمر قرنباش، الحارس الشخصي السابق لزعيمه حسن نصر الله. ونسبت وسائل إعلام أجنبية عملية القتل، التي قيل إنها وقعت بالقرب من موقع للجيش السوري، إلى إسرائيل.
يوم الخميس الماضي، قتل الرائد (احتياط) إيتاي جاليا، 38 عاماً، بصاروخ أطلقه حزب الله على مرتفعات الجولان. وجاءت الضربة رداً على اغتيال محمد نعمة ناصر، أحد كبار قادة التنظيم.
في كلتا الحالتين، كان الأمر يتعلق ب "تصفية حسابات" مع إسرائيل بشأن عمليات القتل المستهدف التي نفذها الجيش الإسرائيلي. وفي كلتا الحالتين، قرر الجيش تنفيذ الاغتيالات بينما خاطر برد حزب الله الذي كان من شأنه أن يؤدي إلى مقتل مزيد من الإسرائيليين.
لقد حان الوقت لنتساءل: إلى جانب الإنجاز التكتيكي والقيمة المعنوية لقتل كبار الشخصيات (لم يكن قرنباش مسؤولاً كبيراً)، هل تعزز الاغتيالات عودة السلام والأمن إلى إسرائيل وتساهم في أمن سكان الجليل ومرتفعات الجولان؟ هذا، خاصة عندما تبدو منظمات مثل «حزب الله» قادرة على استبدال كبار قادتها، وغالبا بشخصيات أكثر تطرفاً؟ بالإضافة إلى ذلك، توفر عمليات القتل هذه الوقود للتصعيد التالي.
يبدو أن اغتيال كبار أعضاء حزب الله لم يعد نابعاً من الاعتقاد بأنه سيغير التوازن الاستراتيجي بين إسرائيل والمنظمة الإرهابية. بدلاً من ذلك، أصبح بديلاً عن الإنجازات الاستراتيجية، والمقصود منه أن يكون بمثابة استغاثة للمطالبة في إسرائيل بشن حرب شاملة في الشمال.
وبالإضافة إلى مسألة العبث الاستراتيجي في الشمال، يجب أن نشكك في الحكمة السياسية للاغتيالات، تماماً كما سنحت الفرصة لدفع صفقة الرهائن مع حماس، وربما في أعقابها، نهاية الحرب في غزة ولبنان. الأعمال العسكرية التي تشجع على التصعيد في الشمال والجنوب (أمرت إسرائيل سكان مدينة غزة بالإخلاء قبل الهجوم) تعيق فقط الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن.
ولم تفعل الهجمات المستهدفة شيئاً حتى الآن لتغيير ميزان التهديدات في قطاع غزة أو الشمال. وتشير الوفيات والأضرار التي سببتها إلى عدم الجدوى وغياب الرؤية. الطريقة الوحيدة لإعادة الرهائن وإعطاء سكان الشمال فرصة للعودة إلى ديارهم هي وقف إطلاق النار في غزة، وبذل جهد حقيقي للتوصل إلى ترتيب دبلوماسي في الشمال.
المصدر: هآرتس