الخميس 18 تموز , 2024 03:52

خطاب الحسم: جبهة الإسناد اللبنانية مستمرّة في المرحلة الثالثة من الحرب

خطاب السيد حسن نصر الله

أكّد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ختام المسيرة العاشورائية الكبرى التي نظمها ‏حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأربعاء 17-7-2024، على استمرارية جبهة الإسناد اللبنانية "مادام العدوان مستمراً على قطاع غزّة وأهلها ومقاومتها بأشكاله المختلفة"، وبهذا حسم الخطاب النقاش حول مصير الجبهة اللبنانية في المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، التي ستأخذ شكل العمليات الخاطفة والمركزة في مناطق بعينها.

خسائر الكيان الاستراتيجية

استعرض الخطاب خسائر الاحتلال الاستراتيجية الذي مُني بها خلال الحرب على غزة وعلى الجبهات الأخرى لمحور المقاومة، فتحدّث نصر الله عن الخسائر البشرية بتركيزه على الجنود والضباط الجرحى الذين "بلغ عددهم 9254 بينهم 3000 بترت أطرافهم، و650 أصيبوا بحالة شلل، و185 أصيبوا بالعمى الكامل، وعدة آلاف يعانون من صدمات نفسية حادّة". ولفت إلى أنّ هذا الرقم "يشمل الذين خرجوا من الخدمة نهائياً باعتراف الاحتلال، أمّا مجمل من أصيبوا خلال هذه المعركة فيشمل الآلاف من جنود وضباط الاحتلال" وتأتي هذه الأرقام بالاستناد إلى شعبة التأهيل في الوزارات المختصة وما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال السابق ‏لابيد.

أما الخسائر المادّية فتمحورت حول نقطتين:

أولاً، نقص في الدبابات والذخيرة: اعترف الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً بأنه يعاني من نقص في الدبابات والذخيرة، فعنونة صحيفة يديعوت أحرونوت "الجيش الإسرائيلي يعترف لأول مرة في الحرب: إننا نفتقر إلى الكثير من الدبابات المتضررة - والذخيرة". وذكر السيد حسن نصر الله مسألة النقص في الدبابات والذخيرة بقوله " يُعاني العدو من نقص في الدبابات ‏بسبب تضرّرها في جبهات القتال في قطاع غزّة والشمال وعدم إمكانية استعمالها في الميدان ثانيةً أو حتّى في التدريب، إضافة ‏إلى نقص الذخيرة، وأنّ كمية الدبابات المتوفرة حاليًّا ليست كافية للمجهود الحربي - ويريدون أن يشنوا ‏حربًا على لبنان!"

وهدد السيد نصر الله كيان الاحتلال قائلاً "إذا جاءت دباباتكم إلى ‏لبنان لن تُعانوا من نقص في الدبابات لأنّه لن تبقى لكم دبابات".

ثانياً: إفلاس ميناء إيلات: أعلن ميناء إيلات الإسرائيلي إفلاسه رسمياً، بعد أكثر ثمانية أشهر من الشلل التام في نشاطه التجاري نتيجة هجمات أنصار الله في البحر الأحمر، وتناول السيد نصر الله مسألة إفلاس ميناء إيلات قائلاً: "بالأمس وبشكل رسمي يعترف المسؤولون في ميناء ‏إيلات أن الميناء أفلس، وأنه ‏لم يستقبل خلال الأشهر الماضية إلا سفينة واحدة، وجعلت مقاومة اليمن أسعار ‏الشحن البحري إلى الكيان ‏الغاصب تشهد ارتفاعًا متواصلًا وصل قبل أشهر إلى نسبة 200 % و300 % ‏وهذا له انعكاسات كبيرة ‏وخطيرة ومهمة على اقتصاد الكيان وعلى غلاء الأسعار فيه".

من الجدير الإشارة أن ميناء إيلات يعتبر الميناء الإسرائيلي الوحيد الذي لا يقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ولا تحتاج السفن القادمة إليه من الجنوب والشرق للمرور عبر قناة السويس. ويخدم الميناء بالدرجة الأولى مستوردي السيارات، حيث تمر عبره المركبات القادمة من شرق آسيا، كما أنه يعتبر نقطة انطلاق لصادرات البوتاس إلى الشرق الأقصى وتحديداً إلى الهند والصين، وكذلك استقبال السفن والحاويات التي تشحن معها احتياجات الاقتصاد والسوق الإسرائيلي، من معدات وماكينات ومواد خام، ومواد غذائية وتموينية، ومختلف السلع المستوردة.

الجبهة اللبنانية

رسم السيد نصر الله معادلة جديدة نتيجة الاستهداف المتكرر للمدنيين اللبنانيين، بقوله " إنّ التمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة ‏لم يتم استهدافها في السابق". ‏وذكر نصر الله بأن المقاومة الإسلامية ردت بعدد كبير من الصواريخ بلغ ما يقارب 120 صاروخاً في الاستهدافات الأخير التي شملت مدنيين لبنانيين.

في الختام، أطلق السيد حسن نصر الله وعداً للمواطنين اللبنانيين الذين تهدمت بيوتهم بإعادة إعمارها، فقال "نحن نؤكد لأهلنا الذين هُدّمت بيوتهم بالكامل أو ‏بشكل جزئي، نحن سنعمل وإياكم يداً بيد وكتفاً بكتف وبكل وضوح نحن نُطلق هذا الوعد، كما أطلقناه في ‏السابق، سنعيد إعمار بيوتنا ومنازلنا، سنشيّد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل ممّا كانت".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور