عام على حرب طوفان الأقصى، ولا يزال الكيان المؤقت يتكبّد المزيد من الخسائر، وتلحق به أضرارًا جسيمة وفادحة طالت مستويات متنوعة؛ اقتصادية، تجارية، مالية، عسكرية، بشرية، بالإضافة إلى الأسواق وفروع العمل، في هذا المقال متابعة للوضع الاقتصادي للكيان المؤقت في ظل الحديث عن ارتفاع معدلات الدين والعجز في الموازنة كما والخسائر الاقتصادية الباهظة، والأثار المترتبة عن الغرق في حرب طوفان الأقصى.
أثرت الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي بتكاليف باهظة الثمن، فأدت الى انكماش بنسبة 27% بالربع الأخير من العام 2024 مما سبب تدهوراً في الصادرات والاستثمارات وإنفاق المستهلكين وبالتالي أصبح إيراد "إسرائيل" صفر نفطياً وتكنولوجياً وزراعياً وسياحياً، ومن المتوقع أن تزداد على الاقتصاد الاسرائيلي التكاليف التي فاقت 400 مليار دولار منذ بداية طوفان الأقصى، وفق معهد راند للدراسات.
وتم تخفيض الائتمان الإسرائيلي للسنة الثانية على التوالي، بسبب مخاطر الجيوسياسية المستمرة والصراع الذي طال أمده في لبنان، فانخفض الائتمان من A2 إلى Baa1 مع الحفاظ على منظور سلبي، ويثير هذا التدهور مخاوف بشأن قدرة تل أبيب على إدارة مواردها المالية والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي طالما أن الحرب في غزة ولبنان قد تطول دون أن يكون هناك حل واضح في المستقبل. وهنا إذا طال أمد الحرب في الكيان فإنه من المحتمل أن تزداد الخسائر، خاصة وأن الانتاج الزراعي من غلاف غزّة قد تدمّر والاستثمارات والتداول بالبورصة العالمية قد سُحبت، والموارد التكنولوجية التي تؤمن نصف صادراتها وايراداتها الضريبية والسياحة المدنية والدينية قد توقفوا وشركات التأمين أكدت انها لا تستطيع تسديد ما هو متوجب عليها من التزامات، وتراجع التصنيفات الائتمانية نتيجة زيادة المخاطر العسكرية والسياسية والاقتصادية سيؤدي الى فرض ضرائب جديدة على المصارف حتى تستطيع إكمال الايرادات وجذب الاستثمارات بعد تضرر البنية التحتية بالمناطق المتواجدة تحت صواريخ المقاومة.
وضعت إسرائيل تقديرات لكلفة حربها على لبنان التي بلغت بين 6 و28 مليار دولار، مما يؤدي ويؤشر الى حرب طويلة الأمد خصصت اسرائيل منها 8,7 مليار دولار لتغطيتها بشكل مباشر والباقي بشكل غير مباشر لدعم الدفاعات الجويّة، وتمويلها لتحقيق هدفها المنشود من لبنان.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني: "لقد تضررت المالية العامة ونتوقع عجزاً في الميزانية بنسبة 7.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024 وأن يظل الدين أعلى من 70% من الناتج المحلي الإجمالي في الأمد المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تتدهور مؤشرات الحوكمة للبنك الدولي".
وتقول الوكالة إن العوامل الأخرى التي تدفع إلى خفض التصنيف هي "الانقسام السياسي في البلاد، والضرورات العسكرية" التي تعرض تدابير التعزيز المالي الجديدة للخطر.
الخسائر الاقتصادية
بالتفاصيل والأرقام:
- الخسائر الاقتصادية الشهرية للعدو: 20 مليار $.
-العجز في الموازنة: 32 مليار $ (أي 6,8%).
-نسبة الدين من الخارج: 60 مليار $ إضافة الى الديون السابقة 300 مليار $.
-7.75 مليار دولار خسارة عائدات الضرائب.
-15% تراجع مؤشر البورصة (تامي 35)، في حين تراجعت أسهم بعض الشركات فيه أكثر من 35%، كما تراجعت أسهم أكبر 5 بنوك مدرجة في بوصة تل أبيب بنسبة 20% خسارة تجاوزن 25 مليار دولار.
-25 مليار دولار ما فقدته القيمة السوقية للبورصة خلال شهر نيسان 2024.
-انخفاض القيمة الإجمالية للأسهم المسجلة على المؤشر الرئيسي لبورصة تل أبيب بنحو 19 مليار دولار
-10% خسارة في الأسهم المرتبطة بإسرائيل على مستوى العالم / تقديرات الأسبوع الأول.
-11% انكماش في الاقتصاد الإسرائيلي بحسب ترجيح بنك " جي بي مورغان تشيس" الأميركي.
-4.25 مليار دولار كلفة التعويضات المقدرة لجميع المتضررين من الأفراد والشركات.
-25 مليار دولار تقدير تكلفة إعادة إعمار 30 مستوطنة في غلاف غزة تضررت جراء المعركة.
-1.4 مليار دولار تقدير تكلفة الأضرار التي لحقت بالممتلكات.
-17.5 مليار دولار خسائر الاحتلال بسبب الشلل الاقتصادي (بمعدل 300 الى 400 مليون دولار إسرائيل تخسر يومياً بسبب الشلل الاقتصادي).
-0.5 مليار دولار انکماش صادرات خدمات السفر وصادرات خدمات النقل ما يشكل 0.2 من GDP، حيث تم إلغاء 1135 رحلة طيران من أصل 2662 كانت مجدولة حتى تاريخ 19 اكتوبر حسب شركة Cirium الرائدة العالمية في تحليلات الطيران.
-8.4 مليار دولار خسائر اقتصادية منذ بداية المعركة بسبب تغيب الموظفين عن عملهم (بمعدل 1.2 مليار دولار أسبوعيا وفق إحصاءات القسم الاقتصادي لاتحاد أرباب الصناعة).
-7 مليارات دولار خسائر الشيكل رغم ضخ البنك المركزي 45 مليار دولار من احتياطاته لدعم العملة.
-3.5مليار دولار خسارة في عائدات السياحة. وقد تراجع عدد الوافدين من 300 ألف إلى 50 ألف سائح شهرياً.
- بلغت خسائر قطاع الغاز 2.5 مليار دولار منذ بدء الحرب. كما أن انخفاض إنتاج الغاز أدى إلى زيادة تكلفة الكهرباء بنسبة 10%، وأثر ذلك سلباً على الصناعات المعتمدة اعتماداً كبيراً على الطاقة.
-خسائر في قطاعات صناعية وتكنولوجية وصحية والتعليم بعد استدعاء 300 ألف عامل يعتبروا جنود احتياط.
-1.9 مليار خسارة في قطاع الرافعات في مواقع البناء حسب رويترز - معدل يومي 37 مليون دولار.
-25 مليون دولار خصصت لمساعدة 100 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا للصمود خلال الحرب بحسب الرئيس التنفيذي لهيئة الابتكار الإسرائيلية التي تمولها الدولة.
-7.6 مليار دولار خسارة الدخل الضريبي بحسب بيت الاستثمار الإسرائيلي "ميتاف".
-ارتفاع أجور تأمينات السفن والنقل البحري المتجه للكيان 10 أضعاف القيمة المعتادة.
-0.25 مليار دولار بدل معيشة يومي صرفتها الحكومة ل 330 ألف تم إجلاؤهم من الشمال والجنوب خلال 20 يوم بحسب رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ (NEMA).
- تضرر الأمن الغذائي: 60 مليار$.
-البطالة: 11%. وتجاوز عدد العاطلين عن العمل في إسرائيل 750.000.
-انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بنسبة 1.4% في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالربع المقابل من العام السابق، إذ تراجع من 420 مليار دولار إلى 414 مليار دولار.
- شلل شبه كامل في قطاع السياحة.
-تراجع في قطاع التكنولوجيا وتجميد عقود بقيمة 71 مليار. $
-خسائر في قطاع البناء:7.5 مليار دولار وإغلاق 60 في المئة من المؤسسات التي تعمل بقطاع التشييد والبناء.
- تراجع في القطاع الصناعي: 56%.
- تخلف عن سداد القروض: 299.000 شخص.
- شلل مرفأ إيلات وخسائر تجاوزت 14 مليار$.
- زيادة تكاليف الاقتراض، إذ ارتفعت معدلات الفائدة على السندات الحكومية من 3.5% إلى 4.2%.
- 726 ألف شركة إسرائيلية أغلقت منذ بدء الحرب، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 800 ألف بحلول نهاية العام. وهذا الرقم يعادل نحو 10% من إجمالي الشركات المسجلة في إسرائيل.
- تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 40%، من 25 مليار دولار في عام 2023 إلى 15 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024. فالمستثمرون الأجانب يخشون الاستثمار في بلد غير مستقر كإسرائيل. بحسب القناة 12العبرية.
- وفقًا لتقرير النظام السيبراني الذي تميز بحرب السيوف الحديدية، فقد وقع حتى الآن هذا العام أكثر من 3380 هجمة سيبرانية على الشركات المتداولة في البورصة الإسرائيلية.
- بحسب تحليل اقتصادي للأضرار الناجمة عن الهجمات السيبرانية في إسرائيل العام الماضي، تقدر منظمة السايبر الوطنية أن التكلفة الإجمالية تقدر بنحو 12 مليار شيكل سنويا.
تنامي الديون الإسرائيلية بسبب الحرب:
- 43 مليار دولار إجمالي الاستدانة في عام 2023 (حسب وزارة المالية الإسرائيلية).
-21 مليار دولار الديون الإضافية بعد اندلاع الحرب على غزة (حسب وزارة المالية الإسرائيلية).
-16.6 مليار دولار إجمالي القروض في عام 2022.
-بلوغ نسبة الدَّين إلى الناتج المحلي مستوى 62.1% في عام 2023.
-توقع بلوغ نسبة الدَّين إلى الناتج المحلي مستوى 67% في عام 2024.
-8 مليارات دولار من بيع سندات دولية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
-31 مليار دولار إجمالي الدَّين المحلي في 2023.
-بلوغ نسبة الدَّين المحلي مستوى 72% من إجمالي القروض في 2023.
-304 مليارات دولار إجمالي الدَّين العام الإسرائيلي حتى نهاية 2023.
-بنسبة 8.7% بلغت الزيادة في الدَّين العام في 2023 مقارنة بعام 2022.
الأسرى الإسرائيليين
-أصبح عدد الأسرى الإسرائيليين بحوزة المقاومة الفلسطينية الآن 109 وفق الإعلام الإسرائيلي.
الهجرة العكسية
- أكثر من 470.000 مستوطن غادروا الكيان المؤقت بعد 7 اكتوبر 2023.
-33% من المستوطنين يفكرون فعلياً بالهجرة.
800.000 -إسرائيلي يقيمون في الخارج ولا يرغبون بالعودة الى الكيان.
- ارتفاع طلبات الحصول على الجنسية من قِبل الإسرائيليين، ومنها: البرتغالية بنسبة 68%، والفرنسية بنسبة 13%، والألمانية بنسبة 10%، والبولندية بنسبة 10%.
- بلغ عدد الرحلات الجوية من مطار بن غوريون لوحده 120 رحلة يومياً وبمعدل 24 ألف مسافر.
القتلى الإسرائيليين
عدد القتلى الإسرائيليين أكثر من 2723 بين جندي وضابط.
- منهم 2531 قتيل في غزة.
-أكثر من 158 قتيل في الجبهة الشمالية.
-تصنيف القتلى من جيش الاحتلال: 4 قادة ألوية، 40 قائد فصيل، 13 قائد سرية. اضافة الى الضباط والجنود.
الجرحى الإسرائيليين
-11549جريح، منهم 5000 جندي، وسيتم الاعتراف بـ 3400 جندياً كمعاقين، بالإضافة الى 1000 من الجنود النظاميين والعسكريين.68% من المصابين جنود في صفوف الاحتياط.
-3500 جريح عالجتهم مستشفى برزيلاي وحدها منذ 7 أكتوبر بحسب معاريف نقلاً عن مدير المستشفى.
-جرحى العمليات البرية 1550 جندي وضابط.
-جرحى حالاتهم خطرة: 497 جندي وضابط.
- تم تسجيل طلبات 12500 كمعاقين، ومن المتوقع ان يتقدم 20.000 طلب للاعتراف بهم كمعاقين.
- جنود تعرّضوا لصدمات وظهرت عليهم أعراض 10500. ولم يعد منهم حوالي 1900 أي 18%.
وحدات سكنية مدّمرة
-تدمير (كلي أو جزئي) لأكثر من 10000 وحدة سكنية للمستوطنين في عشرات المدن الاسرائيلية إثر عمليات المقاومين في غزة وجنوب لبنان.
- أكثر من 9000 وحدة سكنية في الجبهة الشمالية مع لبنان، و نحو 1000 وحدة سكنية في جبهة غزة.
ارتفاع حاد في معدّل الاضطرابات النفسية لدى الاسرائيليين بسبب الحرب
تشير بيانات جمعية A.R.N "ער"ן" النفسية الإسرائيلية في تقرير لها بعد مرور ستة أشهر على الحرب ان أكثر من 172.000 إسرائيلي (بمتوسط 33.000 استشارة شهريا) راجعوا الجمعية واستشاروا أطباء نفسانيين.
وأضافت ان هناك ارتفاعاً في معدل الاستشارات بسبب الضغوط النفسية لدى الجنود الذكور والإناث في الخدمة العسكرية والاحتياط. كما سُجلت زيادة بنسبة 125% في عدد استشارات الضغط النفسي بين المراهقين والشباب تحت سن 17 في الأسابيع الأولى من الحرب.
وأظهر البيان زيادة حادة بنسبة 950% في الاستشارات النفسية بشأن حالات القلق، الصدمة، والخسارة مقارنة بالنصف الأول من العام. مع تقدم الحرب، كان هناك ارتفاع في الاستشارات التي تتعلق بالاكتئاب، الضيق النفسي الشديد، والعزلة.
خلال النصف الأول من العام، تلقت أكثر من 38,000 استشارة (22%) من الأطفال والشباب حتى سن 24. من بينهم، 60% فتيات و40% فتيان. وكانت الأسباب الرئيسية للاستشارات هي القلق والصدمة. وكان هناك زيادة بنسبة 10% بين الرجال مقارنة بالسنوات السابقة.
ختاماً، ما وصلت اليه "إسرائيل" اليوم اقتصادياً وعسكرياً يعد الأخطر منذ حرب 1973. وأثبتت الحرب أنها أكثر تكلفة مما كان متوقعا، نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي، ويؤكد في هذا الإطار كبير خبراء الاقتصاد في وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، شموئيل أبرامسن: "الحرب ستؤدي إلى تغييرات في نظام الاقتصاد وفي إسرائيل على المدى القصير في 2024، وعلى المدى الطويل". ما سينعكس سلباً على حياة كل إسرائيلي، وسيفتح ثغرات كبيرة بين اقتصاد الكيان واقتصادات الغرب، الذي سيواجه صعوبات على الساحة العالمية، وسيكون تمويل أي حرب مقبلة أصعب على الحكومة وأكثر تعقيداً.
الكاتب: غرفة التحرير