لم تكن المعلومات الواردة حول بناء 39 برجاً للمراقبة و37 قاعدة ومركز عمليات متقدمة على كامل الشريط الحدودي اللبناني مع سوريا الا استكمالاً للمشروع الذي بدأته بريطانيا منذ عام 2009، حيث بدأ التدخل البريطاني من بوابة الجيش اللبناني وبشكل مباشر، فتم تشكيل 3 أفواج برية أُعلن أن مهمتها مكافحة التهريب وضبط الحدود ومكافحة الإرهاب.
ولاحقاً تم وضع قبب 3 أبراج مراقبة بين عرسال وشدرا، وأبراج أخرى في رأس بعلبك ، إضافة إلى تدريب ما يقارب 18000 جندي على العمليات العسكرية المختلفة بما يتناسب مع القتال في المناطق المأهولة والحدودية، ومؤخراً تزويد الجيش اللبناني ب 100 عربة عسكرية مدرعة من نوع لاند روفر.
ورغم الأموال التي تنفقها بريطانيا والولايات المتحدة على تقديم المساعدات للجيش اللبناني والتي تبلغ ما يقارب 150 مليون دولار أميركي سنوياً، الا انها لم تؤهل الجيش اللبناني ليكون قادرا على الدفاع أمام أي اعتداء إسرائيلي او خارجي، ولا يبدو أنها تستهدف تعزيز القدرات العسكرية اللبنانية في مواجهة التهديدات والأطماع الإسرائيلية ، فما الهدف من وراء هذه الأبراج إذن؟
في العام 2013 زار وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هيو روبرستون لبنان، للاطلاع على بناء 12 برج مراقبة وتجهيزها والاتصال بالأقمار الاصطناعية وصرّح حينها بأن أجهزة الامن الاستخباراتي التي تعمل في المنطقة كإسرائيل وأميركا وفرنسا تستطيع أن تراقب تحركات حزب الله وامداداته العسكرية على الحدود.
واليوم بعد الزيارة المريبة والاستعراضية للسفيرة الأميركية دورثي شيا إلى منطقة غزة البقاعية ، تتضح بعض الحقائق التي تشي بأن كل هذه الأبراج والمراكز ليست بهدف ضبط الحدود، ومنع تهريب السلاح أو المخدرات لأوروبا فحسب كما نشرت صحيفة التايمز البريطانية، بل أبعد من ذلك ، فاستطلاع او رعاية افتتاح بئر ماء لا يحتاج حضور قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي، مع تعتيم إعلامي ، واستبعاد لكل فعاليات المنطقة وغياب التنسيق معهم كما صرّح رئيس اتحاد بلديات السهل محمد المجذوب ، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول توقيت الزيارة واهدافها.
ان ما تخفيه أجهزة الاستخبارات البريطانية ومن خلفها الولايات المتحدة أعظم، فلطالما كانت بريطانيا جزء من هذه المواجهة وتتدخل في شؤون لبنان والمنطقة ، وإن كانت تعمل خلف الأضواء وبالغرف المظلمة ، مع محاولتها الدؤوبة للتحريض على المقاومة، وفي هذا الاطار يأتي تصريح القائم بالاعمال البريطاني مارتن لنغدن لمجلة الجيش اللبناني اليوم حيث قال "كانت الأمم المتحدة واضحة في أن الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى التابعة للدولة اللبنانية يجب أن تكون القوى الشرعية الوحيدة في لبنان".
ويبدو حسب المعطيات والمعلومات ورغم محاولات السفارة البريطانية اظهار حسن النوايا، الا ان الحقيقة والواقع يبدو مختلفاً تماماً، فالغاية من كل ذلك هو مراقبة دقيقة لكافة نقاط الحدود اللبنانية السورية لمحاصرة المقاومة ، وتدويل أبراج المراقبة، في اطار مساعي لتوسيع دائرة تطبيق القرار الدولي 1701 ليشمل الحدود مع سوريا.
ويرى خبراء عسكريون أن أجهزة التجسس البريطانية تؤمّن الغطاء الاستخباراتي والأمني لأي إنزالات جوية إسرائيلية في أي حرب قادمة، و تكشف مناطق واسعة تتمتع بأهمية جيوبوليتكية بالنسبة للبنان وسوريا والمقاومة.
حزب الله حركة جهادية مقاومة، وحزب سياسي لبناني يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة ، لديه كتلة نيابية وازنة في البرلمان. أُعلن عن تأسيسه عام 1985، وأمينه العام الحالي السيد حسن نصر الله.
حقق انتصارات على كيان الاحتلال الاسرائيلي أهمها تحرير الجنوب عام 2000 ، تموز 2006 ، وهزيمة الجماعات الارهابية عام2017. ومن أهم أهدافه مقاومة الاحتلال ، تحرير الأرض المحتلة، كما يُعد من أبرز حركات وقوى محور المقاومة.
المصدر: وكالات
الكاتب: غرفة التحرير