الجمعة 20 أيلول , 2024 01:08

بخطاب هادئ وواقعي.. السيد نصر الله: "لن تستطيعوا إعادة سكان الشمال"

السيد حسن نصرالله وجرى التفجير في لبنان

أطل السيد نصرالله يوم أمس الخميس الى جمهوره ومحبيه والى اللبنانيين والعالم، بخطاب هادئ وواقعي، مؤكداً لبيئة المقاومة المفجوعة بشهدائها، وجرحاها، أن الانتقام الغامض آتٍ، من دون تحديد أفق زمني، تاركاً الاحتمالات مفتوحة ومحصورة بدائرة ضيقة، ولا يستبعد من خطاب السيد نصرالله أن يكون الرد أمني باعتبار أن الاعتداء الذي شهده لبنان أمنياً بالدرجة الأولى، وشدد على أن "الخبر هو فيما سترونه لا فيما ستسمعونه، لأننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقاً في المواجهة". وبشأن إعادة المستوطنين النازحين إلى شمالي فلسطين المحتلة، الذي حدده الاحتلال كأحد أهداف الحرب سأل السيد نصر الله نتنياهو: "هل يمكنك إعادة النازحين إلى الشمال؟"، ليعقب بالقول لقادة الاحتلال: "هذا تحدٍّ بيننا، ولن تستطيعوا إعادتهم، وافعلوا ما شئتم".

لن تُسقطنا ضربات الاحتلال

لم يقم السيد نصرالله بإنكار أن الضربة كبيرة جداً، واصفاً إياها بـ"الكبيرة، أمنياً وإنسانياً، وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة، وربما في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي"، مضيفاً: "تلقينا ضربة قاسية، لكن هذه هي حال الحرب، وندرك أنّ لدى العدو تفوقاً تكنولوجياً، ولاسيما أنّه مدعوم أميركياً وغربياً". لكنه أكد أيضاً عدم قدرتها على تحقيق الهدف منها، القضاء على مركز القيادة والسيطرة.

 وشدد على أن "ضربات العدو الإسرائيلي ستزيد المقاومة وبيئتها قوّة ولن تُسقطها". لم يكن المقصود من الخطاب أن يكون حماسياً بل خطاب هادئ وواقعي، يُبرز الثبات على الموقف، بالاستمرار بدعم غزة واستمرار جبهة الإسناد اللبنانية.

أما عن التهديدات الأخيرة باجتياح بري للبنان قال السيد نصرالله أنّ المقاومة تبحث عن دبابات العدو الإسرائيلي "بالسراج والفتيلة"، وإنّ أقدم على اجتياح لبنان، فـ"سنَعُدّ هذا التهديد فرصة تاريخية نتمناها".

وأكد أنّ نائب سابقاً لرئيس أركان إسرائيلي وصف ما يجري في الشمال بأنه هزيمة تاريخية لـ "إسرائيل"، وأن الجبهة اللبنانية هي جبهة ضاغطة بقوة، ومن أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية اليوم، لتحقيق الأهداف ووقف العدوان.

أما البعد الإنساني والتضامني الذي شهده لبنان في الأيام الماضية أشار السيد نصرالله إلى أنّ الجهود البشرية، واللهفة التي تم رصدها من الناس، "ساهمت في تقليل الإصابات الخطرة"، مؤكداً أنّ "هذه اللهفة والجهود البشرية والهمة العالية ضيّعت جزءاً كبيراً من هدف العدو".

وأكد أنّ هذه الضربة الكبيرة "لن تُسقطنا"، مؤكداً أنّ "تصريحات الجرحى أنفسهم تعكس معنوياتهم وصبرهم العظيم وعزيمتهم على العودة إلى الميدان، وهذا ردٌ آخر على العدو".

جبهة لبنان لن تتوقف إلا إذا توقفت الحرب على غزّة

كشف السيد نصر الله تبلّغ المقاومة، عبر قنواتٍ رسمية وغير رسمية، تهديداتٍ بمزيد من الضربات "إذا لم نوقف إطلاق النيران من الجنوب"، ودعت أيضاً إلى إيقاف مساندة المقاومة في غزّة.

وأوضح أنّ "العدو اعترف بخسارة الشمال"، الأمر الذي اضطُر نتنياهو وغالانت إلى البحث "حل لهذه الجبهة، التي تُعَدّ إحدى أهم جبهات الاستنزاف".

وتوجّه السيد نصر الله إلى عوائل الشهداء في الداخل وجبهة الجنوب "بأكبر التبريكات بالحصول على وسام الشهادة"، وللجرحى بـ"الشفاء العاجل".

ووجّه الشكر إلى الحكومة اللبنانية، والجسم الطبي في لبنان، على التعاطي الجدي، وإلى كلّ من تبرّع بالدم في مختلف المناطق اللبنانية، كما شكر كل من بادر إلى نقل جريح وأعلن استعداده للتبرع بأعضاء من جسده للجرحى.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور