يسلط هذا المقال الذي نشره موقع "طهران تايمز" وترجمه موقع الخنادق الضوء، على أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، لم يعلقوا بكلمة واحدة حول جرائم الكيان المؤقت ضد المدنيين في لبنان وغزة.
كما بيّن المقال عدم تأثير الغطرسة الإسرائيلية على قوة المقاومة الإسلامية في لبنان من خلال هذه الاعتداءات. مؤكّداً بأنه إذا صعدت إسرائيل الموقف أكثر بإرسال قواتها إلى لبنان، فسوف تضطر إلى مواجهة عواقب وخيمة. لا سيما وأن حزب الله يمتلك قوة مخصصة تتألف من 100 ألف مقاتل ملتزمين بالدفاع عن لبنان. بالإضافة إلى ما تمتلكه المقاومة مما يقرب من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك آلاف الذخائر الدقيقة القادرة على تحويل المدن الإسرائيلية إلى أنقاض.
النص المترجم:
شنت إسرائيل غارات واسعة النطاق على لبنان يوم الاثنين بحجة ضرب أهداف لحزب الله.
تركزت الهجمات الإسرائيلية في الغالب في جنوب لبنان، لكن بعضها وصل إلى شرقي وشمال شرقي البلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وقال وزير الصحة اللبناني بعد ظهر الثلاثاء إن حصيلة القتلى جراء الغارات الإسرائيلية منذ يوم الاثنين بلغت 558 قتيلاً، بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، و1835 جريحًا.
ووفقًا لفراس أبيض، فإن الغارات السابقة أصابت المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف.
وقد أمرت الحكومة اللبنانية بإغلاق المدارس والجامعات في معظم أنحاء البلاد وبدأت في إعداد الملاجئ للنازحين.
بينما يتعافى لبنان من المذبحة الإسرائيلية، تعهد جيش الكيان "بتسريع العمليات الهجومية". وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي لصحيفة جيروزالم بوست: "سنواصل العمل بكامل قوتنا. الوضع الحالي يتطلب استمرار العمليات المكثفة على جميع الجبهات".
ومع ذلك، تلعب الولايات المتحدة، التي تُتهم بتغذية آلة الحرب الإسرائيلية، لعبة إلقاء اللوم.
وقال الرئيس جو بايدن يوم الاثنين: "كان فريقي على اتصال دائم بنظرائهم، ونحن نعمل على تهدئة الأمور بطريقة تسمح للناس بالعودة إلى ديارهم بأمان".
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في مقابلة مع شبكة إم. إس. إن. بي. سي يوم الثلاثاء إن بايدن عازم على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن الأسرى، بينما يسعى أيضًا إلى تهدئة التوترات بين إسرائيل ولبنان.
ومن غير المستغرب أن الولايات المتحدة، التي تقدم لإسرائيل دعمًا سياسيًا وعسكريًا ثابتًا، لم تدن مذبحة الكيان للشعب اللبناني.
ومنذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تزايدت المخاوف بشأن امتداد الصراع إلى المنطقة، بما في ذلك لبنان.
لقد أدلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون والإقليميون بتصريحات انتقادية بشأن خسارة أرواح المدنيين في غزة، لكنهم فشلوا في اتخاذ أي إجراء عملي لمنع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في القطاع، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 41500 فلسطيني على مدار ما يقرب من عام.
ولم تثر مذبحة سكان غزة أو مقتل أكثر من 500 لبناني في يوم واحد فقط، أي إدانة قوية من الدول الغربية. فيبدو أن حياة الفلسطينيين واللبنانيين مهمة بالنسبة لهم!
أشارت إسرائيل إلى أن ضرباتها على لبنان تهدف إلى تأمين عودة النازحين إلى شمال إسرائيل.
لقد أصبح عشرات الآلاف من الناس نازحين في شمال إسرائيل وجنوب لبنان وسط تبادل إطلاق النار بين نظام تل أبيب وحزب الله منذ الثامن من أكتوبر. أي بعد يوم واحد من شن إسرائيل للحرب على غزة.
قالت المقاومة اللبنانية إنها ستوقف الهجمات إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقل المحادثات الرامية إلى إنهاء حرب غزة بوضع شروط جديدة.
ومن هنا، فإن نظام نتنياهو يستطيع أن يضع الأساس لعودة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى شمال إسرائيل من خلال وقف الإبادة الجماعية في غزة. ويتوهم نتنياهو بأن الضغط العسكري قد يركع حزب الله.
وتأتي مثل هذه الأوهام في وقت فشلت فيه إسرائيل في الوفاء بوعدها بتحقيق النصر الكامل على حماس والقضاء على جماعة المقاومة بعد أكثر من 11 شهراً من الحرب في غزة.
ولكن الهجمات الوحشية التي تشنها إسرائيل على لبنان مكنت النظام على الأقل من تحويل الانتباه العالمي عن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. وفي الوقت الحالي، يعدّ هذا مقامرة بالنسبة لإسرائيل.
وكرد فعل أولي على الجرائم الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل، بما في ذلك على قواعد عسكرية. كما استهدف مرة أخرى منشآت شركة رافائيل الدفاعية، ومقرها في حيفا يوم الثلاثاء. كما استخدم حزب الله صاروخاً جديداً، فادي 3، في هجوم على قاعدة للجيش الإسرائيلي.
إذا صعدت إسرائيل الموقف أكثر بإرسال قوات إلى لبنان، فسوف تضطر إلى مواجهة عواقب وخيمة.
وقد أعرب عدد كبير من جنود الاحتياط الإسرائيليين، الذين يشكلون أغلبية الجيش، عن مخاوفهم العميقة إزاء إرهاقهم في ذلك.
ولكن حزب الله يمتلك قوة مخصصة تتألف من 100 ألف مقاتل ملتزمين بالدفاع عن لبنان. كما تمتلك المقاومة ما يقرب من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك آلاف الذخائر الدقيقة القادرة على تحويل المدن الإسرائيلية إلى أنقاض.
المصدر: طهران تايمز - Tehran times
الكاتب: غرفة التحرير