السبت 28 أيلول , 2024 03:01

من تحت الركام: صواريخ حزب الله تبدد المزاعم الإسرائيلية

لا شك أن ما تمر به المنطقة يشكل تحولا غير مسبوق في سياق الحرب الممتدة منذ السابع من اكتوبر، إلا أن المسار الذي رسمه بنيامين نتنياهو والأهداف التي وضعها، تعطي انطباع واضح أن جيش الإحتلال سيصل الى ما وصل إليه اليوم. وكنا قد ذكرنا، قبل أيام في مقال نشره موقع الخنادق، السيناريوهات التي سيسلكها، من جملتها الهجوم البربري الذي طال ضاحية بيروت الجنوبية والذي أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ناهيك عن حالات النزوح المتواصل.
زعم الإحتلال في سلسة الأحزمة النارية التي شنها في حارة حريك، إغتياله الأمين العام لحزب الله،  السيد حسن نصرالله، رفقة عدد من القياديين. وفي الإستهداف الآخر، ضرب القدرات البحرية للمقاومة، مدعيا أنها تتواجد أسفل المباني. وكعادته، تعمد الجيش الإسرائيلي، إختياره أوقات الليل، لإعطاء ضرباته رونقاً خاصاً، في إطار العمليات النفسية، من خلال إظهار وتعظيم الحرائق وألسنة الدخان وبث الرعب في نفوس النساء والأطفال.
وبعيدا عن نتائج  هذه العمليات،  فقد إعتادت المقاومة الإسلامية اللبنانية-حزب الله منذ تأسيسها على التضحية بقادتها وتقديمهم شهداء نصرة للحق، بيد أن قيادة العدو الاسرائيلي لا تزال تعتمد نفس الاستراتيجية التي لم تفلح يوما في إيقاف المقاومة، فمنذ التأسيس ودماء الشيخ راغب حرب، مرورا  بإغتيال الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، وصولا الى القادة الشهداء من مغنية الى بدرالدين فشكر وعقيل... ولم تتزعزع هذه المقاومة، بل على العكس دائما ما كان حزب الله يخرج أقوى وأقوى...
ومنذ ساعات الصباح، أكد حزب الله، فشل جيش الإحتلال في تحقيق أهدافه، فلم تهدأ الراجمات الصاروخية التي غطت البقع الجغرافية لمناطق الجليل الأعلى والأسفل وصولاً الى شرقي حيفا وتل أبيب، مرورا بالجولان المحتل، وبضربات مكثفة ومركزة ومنظمة؛ لتثبت أن منظومة القيادة والسيطرة للمقاومة لا تزال سليمة، ولم تتأثر بعمليات الإغتيال، والغارات المتواصلة...
بعد هذه النتائج، يجد نتنياهو نفسه أمام مأزق جديد، فلم يفلح الأخير  رغم الهجمات الجنونية التي طالت الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية في تحقيق هدفه، بل على العكس، باتت تضج الملاجئ الإسرائيلية بما يصل الى اكثر من مليون مستوطن يوميا نتيجة الضربات المتواصلة، فيما لا يزال حزب الله يعمل وفق استراتيجيته  المعهودة، بهدوء وبذكاء مطلق في التحكم بسير العمليات ، حتى أن معظم أسلحته بما في ذلك النوعية، لا تزال خارج الخدمة، وهذا ما صرحت به الصحيفة العبرية يديعوت أحرونوت التي قالت "أن حزب الله لم يستخدم سوى 10%  من قدرته".
لذلك من المتوقع أن يكثف جيش الإحتلال الإسرائيلي من هجماته على ضاحية بيروت، ومن ثم سينتقل للعملية البرية التي يتجنبها حتى الآن، سعياً لتحقيق هدفه، لكن سيدرك عندها، أنه إرتكب أكبر خطأ استراتيجي عند دخوله الأراضي اللبنانية، لأن المقاومة أعدت العدة جيدا، وتنتظره بكثير من المفاجآت...





روزنامة المحور