الجمعة 11 تشرين أول , 2024 03:17

ما هي المخاطر والتحديات الإسرائيلية المتعلّقة بالرد على إيران؟

الرد الإسرائيلي على إيران

لا يزال الرّد الإسرائيلي على إيران وتبعاته، يحتل اهتمام الإعلام العبري وتحليلاته، بصورة أصبح العالم يترقّب هذا الرّد وما يمكن أن يترتّب عليه من تأثيرات سواء على الجمهورية الإسلامية نفسها كما تأثيره على محور المقاومة وتطوّر الأحداث والمعارك الحالية، بالإضافة إلى انعكاسها على تبدّل السياسات والاستراتيجيات في المنطقة ككلّ لا سيما وأن هكذا قرارات في الأساس هي قرارات أمريكية، بتسليح وتمويل وتنسيق وحماية الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة. وفي رصد للتحليلات والتصريحات العبرية، برز في العديد منها الحديث عن عواقب ومخاطر لجوء الكيان لقرار ضربة قوية وقاسية غير محسوبة النتائج، وأبرز المخاطر والتحديات التي تمّ الإشارة لها:

رد فعل إيراني مقابل:

- لجوء إيران لتسريع عمليات تطوير السلاح النووي نتيجة استهداف منشآتها (تجاوز إيران عتبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90%).

- سيرتدّ الرد على الكيان وواشنطن ولا مصلحة للطرفين للانشغال في هذه الجبهة البعيدة، مع حاجة الكيان إلى إغلاقها للتركيز على الجبهات الأخرى لا سيما لبنان منعًا من اندلاع الحرب الإقليمية.

- هناك مخاطر قد تنشأ نتيجة رد أكثر حدّة من جانب الإيرانيين على ضربة إسرائيلية واسعة النطاق، كرد قاس ضد أصول الطاقة التي يستخدمها الغرب في الشرق الأوسط، ويمكن أن يعطل الاقتصاد العالمي قبل شهر من الانتخابات الأمريكية.

- التخوّف من أن يتم إطلاق مئات الصواريخ في نفس الوقت على مراكز سكانية: غوش دان، وحيفا، الخليج والكريوت وبئر السبع والقدس، ما سيلحق بالكيان الدمار والخسائر الباهظة والكبيرة.

الدعم الأميركي:

- واحدًا من التحديات العسكرية الأكثر تعقيدًا التي يواجهها الكيان، مع انخفاض فرص النجاح دون دعم أمريكي كبير. وعليه، هناك تخوّف من أن تؤدي الضربة الإسرائيلية إلى تعارض مصالح الكيان مع المصلحة الأمريكية، ما يشكّل عائقًا أمامه لعمل مستقل، لأنه بدون الدعم الأميركي، تشتد المخاطر والتحديات بشكل كبير.

التحديات اللوجستية المعقدة للقوات الجوية:

- المسافة الشاسعة، وسيتطلب مسار الرحلة عبور المجال الجوي لعدة دول، ويمكن لأي من هذه الدول أن ترصد الطائرات الصهيونية وتنبه إيران، مما يسمح لها بالاستعداد للدفاع.

- تحدي الوقود. ستتطلب الرحلة الطويلة إلى الأهداف والعودة الاستنفاد الكامل لقدرات التزود بالوقود الجوي لدى القوات الجوية. ولن يكون هناك أي خيارات تقريبًا لحدوث أخطاء أو تأخيرات غير متوقعة.

- قد يؤدي عطل فني صغير أو تغير في الطقس إلى تعريض العملية بأكملها وحياة الطيارين للخطر.

- التعامل مع الدفاع الجوي الإيراني، إذ تحظى المنشآت النووية الإيرانية بحماية جيدة من خلال أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. وعليه ستحتاج القاذفات الصهيونية إلى حماية نحو 100 طائرة، أي ما يقرب من ثلث إجمالي الطائرات المقاتلة في سلاح الجو. وهذا عدد كبير من الطائرات للقيام بعملية واحدة، الأمر الذي سيجعل الكيان عرضة لهجمات مضادة.

تجنّب ديناميكيات التصعيد الخطير الخارج عن السيطرة:

- في ظل الخشية من اندلاع حرب إقليمية سعى الرئيس جو بايدن إلى منعها منذ عام تقريبًا. في هذا الإطار يقول دنيال إدلسون، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت في نيويورك، إن البيت الأبيض يعمل على الحد من قوة الرد الإسرائيلي، خوفًا من اندلاع حرب إقليمية، وتخشى الولايات المتحدة وأوروبا من أن يلحق الكيان الضرر بأهداف اقتصادية في إيران، مثل أصولها النفطية، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير. ووفقاً لمسؤول أوروبي كبير، أشارت طهران منذ فترة طويلة إلى أن الهجمات على صناعة النفط والغاز لديها ستكون "خطاً أحمر". 

تلخيصاً على ما سبق يقول إيتمار آيخنر من صحيفة يديعوت أحرونوت "أشار محللنا العسكري والأمني ​​رون بن يشاي هذا الأسبوع إلى أن على دولة الكيان أن تأخذ في الاعتبار عدة قيود، بما في ذلك الطلب الأمريكي بعدم إشعال حرب إقليمية.  ومن الممكن أن يؤدي مثل هذا الهجوم أيضًا إلى تسريع عمليات تطوير الأسلحة النووية في إيران، وكذلك إلى حرب إقليمية.  لذلك، من المرجح أن يتم اختيار هدف إيراني ترى واشنطن فيه أنه رد مناسب ومشروع ومدروس من جانب الكيان".





روزنامة المحور