في الذكرى الرابعة والثلاثين لانطلاقة حركة حماس في فلسطين، رفعت الحركة شعارها "درع القدس وطريق التحرير"، وقد حدّدت من خلاله رؤية استشرافية للمرحلة المقبلة من الصراع مع كيان الاحتلال، ويقسّم المحاور العملية الى اثنين:
_ معادلة القدس
_ وإمكانات واستراتيجيات التحرير
وفي هذا السياق، مقابلة خاصة لموقع " الخنادق" مع ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، لشرح الأهداف المقبلة للحركة وارتباطاتها بالقدس وأطراف محور المقاومة في عقدها الرابع.
تحرير كامل فلسطين
يجب التوقف عند معركة "سيف القدس"، بكل إنجازاتها السياسية والعسكرية، والتي تعتبر حدث تاريخي مفصلي في الصراع مع الكيان الإسرائيلي، والتي تستوجب اعتبارها نقطة تحوّل من ما قبلها الى ما بعدها.
وحركة حماس تعتبرها خطوة متقدمة في مشروع التحرير والعودة، ولذلك فان المقاومة الان تعكف على تعزيز قدراتها ومقدراتها حتى تبني على الشيء مقتضاه، وعلى إنجازات معركة "سيف القدس" لكي تتقدم خطوات نوعية أخرى في إطار مشروعها.
وكتائب القسام وكل الفصائل الفلسطينية والشعب في قطاع غزّة، يعيشون حالة من الانتصار الكبير ويعتبرون أنهم معنيون – اليوم أكثر - بتحرير أجزاء كبيرة من المناطق المحتلّة الأخرى تمهيداً لتحرير كامل فلسطين. ومسار مشروع التحرير، هو اليوم فعلياً عند هذه النقطة، بحيث ان كتائب القسام وفصائل المقاومة ليست معنية فقط بقطاع غزّة، والمقاومة التي تراكم قوتها ليست من أجل غزّة بل إنهم معنيون بالتقدم بخطوات ميدانية عسكرية استراتيجية لأجل المرحلة المقبلة.
ويقع على كتائب القسّام مسؤولية تطوير قدرات المقاومة، وهي مستمرة بذلك، والكشف عن صاروخ "العياش" الذي أطلق على مطار "رامون" بمدى بعيد يصل الى 250 كم لا يعني أنه أقصى المديات التي تمتلكها الكتائب بل هذا ما كُشف فقط، والمقاومة تملك إمكانات أكبر وأهم على المستوى النوعي. وتم الإعلان في تصريحات قيادات حماس ان ما تم استخدامه في "سيف القدس" لا يشكل الا جزء قليلا من قدرات المقاومة.
وعلى الرغم من ذلك تواصل كتائب القسام التطوير ومراكمة القدرات على كافة المستويات: مدى الصاروخ، دقته – التي أصبحت ممتازة اليوم -، ورأسه المتفجر وأيضاً على المستوى الطائرات المسيرة والغواصات، وأي تقنيات عسكرية أخرى.
أما على مستوى تدريب وتأهيل العناصر المقاتلة، فان كتائب القسّام لديها شبه أكاديميات عسكرية وأمنية، وعديد الكتائب اليوم يقدّر بعشرات الالاف تعتبر من النخب في المعركة والمواجهة وتنافس جنود النخب في جيش الاحتلال الذي يعترف بذلك، ومن خلال العمليات التي قام بها أفراد الكتائب في المعارك أثبتوا إمكانات عالية وحرفية العمل العسكري.
وكل ذلك في نهاية المطاف يصب في الهدف الأكبر: تحرير كامل فلسطين المحتلّة.
الارتباطات الإقليمية
القدس، وعلى اعتبارها احدى أهم المعادلات الجديدة التي ثبتتها المقاومة الفلسطينية، توسّع محور المقاومة ليطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "ان القدس تعني حرباً إقليمية"، لكن العلاقة بين حماس وحزب الله لم نتشأ ولم تعتبر قوية لان معركة "سيف القدس" حصلت دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى، بل إنها علاقة تحالفية على المستوى الاستراتيجي في مشروع مقاوم للاحتلال ومن يدعمه من مشروع أمريكي.
العلاقة الاستراتيجية قديمة وتعزّزت خلال الفترة الماضية وتطورت بشكل كبير، وتعتبر حركة حماس أنها تشترك مع حزب الله في مواجهة الاحتلال وفي مشروع مقاوم واحد. وهذه العلاقة تحصر حماس على تطويرها وتعزيزها حتى تسجيل نقاط على هذا الاحتلال في إطار رؤية التحرير والعودة. والمواجهات السابقة في غزّة ضد الاحتلال وكما مواجهات المقاومة في لبنان أيضاً سواء التحرير عام 2000 او حرب تموز عام 2006 كلها عزّزت العلاقة وسجلنا تقدّماً في المشروع المقاوم ونريد ان نبني عليه وصولاً للتحرير الأكبر.
والسيد حسن نصر الله تربطه علاقة شخصية خاصة قوية مع قيادات حركة حماس ولا سيما مع رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وهو بالنسبة الى الحركة شخصية إسلامية وطنية مقاومة لها كل التقدير والاحترام.
العلاقة مع اليمن:
ومع إعلان السيد عبد الملك الحوثي انضمام أنصار الله في اليمن الى قلب هذه المعادلة الإقليمية، فبالنسبة الى الشعب الفلسطيني، هو يشكر ويقدّر كل من يقف ويدعم مقاومته وحقوقه وثوابته وبالتالي أي جهد يمكن ان يدعم المقاومة الفلسطينية سواء كان جهد عسكري أو سياسي أو مالي فهذا مشكور.
أما بالنسبة الى الفصائل في العراق فان حركة حماس أيضاً حريصة على أفضل العلاقات.
الكاتب: غرفة التحرير