"أراد الإمام الخميني من إعلان يوم القدس استنهاض المسلمين وتذكيرهم بمسؤوليتهم تجاه فلسطين ومقدساتها وأراد إبقاء مشاعر الرفض للصهاينة حية في نفوس المسلمين"، هكذا يرى قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي يوم القدس الذي يحيه الشعب اليمني في مسيرات وفعاليات تجديد الموقف من القضية الفلسطينية.
ولأجل هذا الموقف يُقصف الشعب اليمني من التحالف بقيادة السعودية، حسب ما صرّح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد شلح لموقع "الخنادق"، وارتكب بحقه أقسى المجازر التي خلّفت أكثر من 47 ألف يمني بين شهيد وجريح، ويستمر هذا التحالف بإطباق الحصار الذي جعل أكثر من 400 ألف طفل يمني يعاني من سوء تغذية.
وتابع شلّح أن حركة الجهاد الإسلامي، ترى في الجماهير اليمنية التي تخرج يوم القدس حداثاً مهيباً، كما تنظر إلى هذه المشاهد بكلّ فخر واعتزاز"، مضيفاً أن "اليمن لديه قاسم مشترك مع فلسطين حيث أنه ما زال يتلقى الضربات من هذا التحالف الصهيو – أمريكي في المنطقة وهناك عداء يشبه العداء للشعب الفلسطيني وأثبت اليمنيون جدارتهم في المواجهة والصمود مثل الشعب الفلسطيني، ونحن على يقين بأن هذه المسيرات والحشود ستزداد يوماً بعد يوم".
اليمن: القتال الى جانب فلسطين
ولم يُبقِ اليمن هذه المواقف مجرّد شعارات وخطابات، بل إن حركة أنصار الله على استعداد الى القتال الى جانب الفصائل الفلسطينية، ففي معركة "سيف القدس" تواصلت مع الفصائل وطلبت احداثيات لمواقع اسرائيلية لأجل استهدافها لو تجاوز الاحتلال في عدوانه على قطاع غزّة الخطوط الحمراء، كما أن "أنصار الله" كانت السباقة في الانضمام الى المعادلة الإقليمية دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى.
وعلى الصعيد المادي، لم يبخل اليمن بالمال رغم ظروفه الصعبة والقاسية، لأنّ اليمنيون حدّدوا فلسطين وقضيتها كأولوية، وشدّد شلّح أن "هذا الدعم خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، والمعركة عام 2021، لن ننساه لهم". وكان السيد الحوثي قد أعلن عام 2014 "نحن الى جانبكم بكل ما نملك وبكل ما نستطيع، وبودّنا – ويعلم الله ويشهد الله – بودّ جماهيرنا وأبناء شعبنا، أننا اليوم في فلسطين نقتال الى جانبكم، جنباً الى جنب، وكتفاً بكتف".
الاتصال دائم والعلاقة قوية
وعن التواصل بين الحركتين، أكّد شلّح أن هناك اتصال دائم ومستمر خاصة من جانب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة رغم الظروف الأمنية الصعبة، كما "لنا إخوة في اليمن على تواصل مع قيادة أنصار الله وعلى علاقة قوية، ونحن نعتز بهذه القيادة الرشيدة للسيد عبد الملك الحوثي".
غزّة بدورها الى جانب اليمن
وأمام عظيم ما يقدّم اليمن لأجل فلسطين، "نقف بدورنا الى جانبه، وفي غزّة نقيم المسيرات – ما استطعنا – دعماً للشعب اليمني ولا نخشى في ذلك لومة لائم، ونقول له لبيك، فنحن كلنا في معركة واحدة"، ختم شلّح.
وعلى المستوى العسكري في الحركة، شكّلت كلمة الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة" الخطاب العسكري الأول في فلسطين الذي يخصّ بالذكر هذا الشعب حيث قال "نشكر الشعب اليمني الذي ما خذل القدسَ يوماً وجعل منها عقيدة وعنواناً للمقاومة والفداء".
الكاتب: مروة ناصر