ضمن سلسلة الإخفاقات التي تؤخذ على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تعيين اشخاصاً متطرفين ومستفزين للإدارة الأميركية. وتتساءل صحيفة هآرتس: "في الفترة التي يتوسل فيها رئيس الحكومة للحصول على دعوة من البيت الأبيض، يدس إصبعاً في عين الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي. ما المنطق في ذلك؟".
النص المترجم:
تعيين مراسل القناة 14 جلعاد تسفيك مستشاراً إعلامياً في مكتب رئيس الحكومة هو أحد أعراض ظاهرة خاصة ببنيامين نتنياهو: استخدام وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الممأسسة والحزبية (التي يصعب التمييز بينها). وهذا نوع من الدمج بين الخدمات والمكافآت.
انتقال البيبيين من أحد أطراف الشاشة أو الصحيفة أو تويتر إلى أروقة الحكم يذكر بتوزيع الأدوار في طائفة مغلقة. البوابة الدائرية ترفع الخدم ليصبحوا من المقربين وتسمح لحملة البشرى المسممة بأن يصبحوا جزءاً من الآلة التي تنتجها. المتملقون له ومن ينشرون رسائله يكسبون في نهاية فترة أثبتوا فيها الولاء والاستعداد للغوص في وحله وروثه وقطرانه هو وزوجته، هدية كمكافأة، سواء في حزبه أو في مكتبه.
تسفيك، الذي نشر عن تعيينه للمرة الأولى في هآرتس، مزود دعاية قديم لنتنياهو وزوجته، ويصفي الحسابات من قبلهما، وبرغي نشط في ماكينة السم. كرئيس مكتب التحقيقات في قناة العائلة، نشر قصصاً قذرة عن الزوجين غئولا بن ساعر وجدعون ساعر، اللذين يكرههما نتنياهو. فعل ذلك، لكن حسابه في تويتر مليء بالتغريدات المهينة للرئيس الأمريكي جو بايدن، التي سماه فيها بأنه "غير كفؤ ولا يتحدث بشكل مستقل". وقال عنه بأنه "يدمر الولايات المتحدة". تصريحاته الأخرى تضعه في مركز منطقة الصيد، التي أصبح فيها اليمين العميق لبيبي شبيهاً لعش الوقواق لترامب وبوتين وأمثالهما.
ونشر مقالات لها طابع عنصري عن السود في أمريكا، وقال إن ضابطاً رفيعاً في جيش أوكرانيا يضع وساماً نقشت عليه إشارة الصليب المعقوف (الأمر غير الصحيح بالطبع). يبدو أنه لا توجد نظرية مؤامرة هستيرية لأتباع ترامب لم يشارك فيها تسفيك ولم يؤيدها، كما في أحداث "سرقة الانتخابات" عام 2020. أمس، بعد أن طفا الروث على سطح الماء، غرد تسفيك بذعر وقال إنها ليست مواقفه. لقد تاب. من المهم أن من غرد لم يكلف نفسه عناء إشراك متابعيه بمواقفه الجديدة حول كفاءة بايدن مثلاً.
حتى في العصر الذي بات فيه كل شيء غبياً وسطحياً، يعد تسفيك نموذجاً غير عادي. وربما عُين لأسباب غير واضحة، ربما تكون متعلقة بالابن الذي يعيش في المنفى وراء المحيط. في الفترة التي يتوسل فيها رئيس الحكومة للحصول على دعوة من البيت الأبيض، يدس إصبعاً في عين الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي. ما المنطق في ذلك؟
الأشخاص الجديون والعقلانيون يبتعدون عن هذا المكتب ابتعادهم عن شخص مصاب بالصرع منذ سنوات. ليس أمام نتنياهو خيار باستثناء إخراج رجاله من القعر. مكتب رئيس الحكومة لم يكن يوماً يتكون فقط من أشخاص ذليلين مهنياً، والتذلل عقيدتهم.
في هذه المرة، لا سيما أمام الولايات المتحدة، فهذا يشكل شهادة أخرى على فقدان القدرة على التقدير من قبل الشخص الذي يقوم بالتعيين. فتعيين شخص كهذا مستشاراً إعلامياً لرئيس الحكومة هو مثل تعيين المراسل العسكري للقناة 14، هيلل بيتان روزن (الذي نشر توقعات قبيحة عن ظروف قتل الجندي والجندية على الحدود مع مصر)، كمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي. حسب تعبير تسفيك، يكمن السؤال: هل يعين نتنياهو أشخاصاً في مكتبه بصورة مستقلة وتلقائية؟
المصدر: هآرتس
الكاتب: يوسي فيرتر