ضابط مخابرات: كلما تطورنا أساليب عملنا تزداد العمليات الفلسطينية

مجاهدو المقاومة في جنين

تقلق مستويات كيان الاحتلال من التطور السريع للمقاومة في الضفة الغربية، والذي بدا واضحًا في عملية "بأس الأحرار" في جنين في التاسع عشر من الشهر الجاري. كما أنّ الالتفاف الشعبي الكبير ولاسيما من فئة الشباب التي تحظى به كتائب ومجموعات المقاومة في تلك المناطق يشغل أوساط التحليل وصناعة القرار لدى الاحتلال.

في هذا السياق، ينتقد جنرال احتياط في مخابرات الاحتلال، عنات سوركيس، استراتيجية الجيش والمستوى السياسي في الضفة المتكررة والتي لم تستطع يومًا التعامل مع هذا الوضع المربك لـ "إسرائيل": "العمليات والاعتقالات على الأرض، وسحب تصاريح العمل، هدم المنازل، هذا كله من باب المزيد من نفس الشيء". كما اعترف في مقاله في صحيفة "معاريف" العبرية أنه " كلما تطورت قدرتنا على جمع المعلومات وأساليب عملنا، كلما اتسعت دائرة العمليات وانضم إليها جيل الشباب من صغار السن".

المقال المترجم:

أحداث الأيام الأخيرة تحاول أن توصل إلينا رسالة مختلفة، جديدة، بأننا ما زلنا نجد صعوبة في الاستيعاب، والأمر ينفجر في وجوهنا. وفي العموم، لم يكن من المُمكن عدم الإدراك أن نتاج عملياتنا في الضفة الغربية سيؤدي في الفترة الأخيرة إلى التغيير، وإلى التصعيد، واشتعال المنطقة، وتأجيج المشاعر والاحتقان. هذا الأمر ينضم أيضًا إلى الوضع السيء جدًا في المناطق، والذي يتفاقم ويزداد خطورة.

هناك توافق بين خصائص عملياتنا العسكرية في المنطقة، وحجم التعقيد المتزايد لنشاطات العناصر الفلسطينية. كلما تطورت قدرتنا على جمع المعلومات وأساليب عملنا، كلما اتسعت دائرة العمليات وانضم إليها جيل الشباب من صغار السن، المفعمين بالحماسة والعزيمة دونما خوف، والمستعدين للتضحية بحياتهم دون تردد.

الدعم، التشجيع، والاستنساخ، والمرافقة المهنية؛ كلها تأتي من عناصر حماس والجهاد الإسلامي، حزب الله، وإيران، ومن خلال الرغبة في تحريك الضفة الغربية وحكم السلطة الفلسطينية، التي لا تحسن التصرف والأداء هي الأخرى، وجرّها إلى صراع عنيد. أمر واحد غاية في الوضوح: كلما أوقعنا الميدان في المشاكل وأصبح أكثر تعقيدًا وتحديًا؛ أصبح المطلوب منا أن نفكر بطريقة أخرى، أن نبدع، ونبلور ونطور أساليب جديدة. ليس بالضرورة أن يكون الرد مباشرًا أو أن يكون عسكريًا محضًا.

واضحٌ أن الحديث يدور عن دوامة تحوم فيها جميع الأطراف، هناك قوى نافذة تسحب وتضغط في سبيل توفير استجابة على هيئة تطهير الأرض. يجب أن نحلل مسبقًا، وبشكل جيد، انعكاسات مثل هذه الخطوة على كل ما يتضمنه هذا الأمر؛ إشعال ساحات أخرى، الانعكاسات أمام حماس والجهاد الإسلامي في القطاع، حزب الله وإيران، الولايات المتحدة والعالم برمته، ووضعنا أيضًا ليس مبهرًا في مواجهتهم في الوقت الحالي أيضًا.

يجب أن نرتقي طبقة عن الانشغال بالمستوى التكتيكي - العملي (العمليات والاعتقالات على الأرض، وسحب تصاريح العمل، نسف منازل "المخربين" وما شابه - هذا كله من باب "المزيد من نفس الشيء") الذي سيكون موجودًا على الدوام، إلى التفكير وصياغة مبادئ وخطة عمل على المستوى الاستراتيجي، وعلى المدى البعيد. هذا الأمر يتطلب تفكيرًا خارج الصندوق، ويتطلب أيضًا التحرر من أنماط العمل التقليدية التي تراكمت على مر السنين.

لقد تحسن مستوى الاستخبارات والانسجام بين مختلف الأجهزة الأمنية، وكذلك وسائل العمل، القوات والقدرات أصبحت دقيقة وفعالة، لكن ما يزال الحديث يدور عن نفس السيدة مع تغيير عباءتها.

المنظومة الأمنية عليها - وهي تعرف كيف تقوم بذلك - أن تأتي للحكومة من الزاوية الأخرى، وتقنع وتضم المستوى السياسي إلى التغيير الواجب، رغم الصعوبة والتحدي. امنحوا المنظومة العسكرية الهدوء لكي تتمكن من القيادة. الضجيج السياسي، ليس فقط غير ضروري وغير مهني؛ بل إنه يعزز ويزيد من قوة الجهات الأخرى.


المصدر: معاريف




روزنامة المحور