الخميس 16 تشرين ثاني , 2023 02:35

هذا ما قاله الإمام الخامنئي لهنية

الإمام الخامنئي وهنية خلال لقاء سابق

ليست وكالة رويترز هي المؤسسة الأولى ولن تكون الأخيرة، في محاولة زرع الفتنة والشقاق بين حركات ودول محور المقاومة. فهذا الهدف الأمريكي الإسرائيلي، هو من الأهداف الاستراتيجية دائماً مع دوام الصراع، وسيظلان يعملان على تحقيقه عبر مختلف الوسائل الإعلامية وغيرها، التي يمتلكون فيها نفوذاً. فضرب وحدة المحور ووحدة الساحات، أقله عبر زرع بذور الشكّ لدى الشعوب، خاصةً في ظل معركة كبيرة كطوفان الأقصى، ستفيدهم في المرحلة المقبلة من دون شك.

لهذا فإن ما نشرته وكالة رويترز من مقال، عن "معطيات مزيّفة وكاذبة من نسج خيال كاتبيه"، عما دار في لقاء قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي مع رئيس المجلس السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، يصبّ في إطار ومسار ما ذكرناه من جهود أمريكية إسرائيلية. وهذا ما أشار إليه المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، السيد كميل باقر زاده، عندما قال في تغريدة له على منصة "X": "رويترز الجبانة التي لم تتجرأ حتّى على تسمية قاتل مصوّرها المظلوم عصام عبد الله فضلاً عن إدانته، وأعلنت وقوفها إلى جانب الكيان الصهيوني المجرم، نشرت اليوم خبراً كاذباً من نسج خيالها حول لقاء الإمام الخامنئي وإسماعيل هنية متوهّمة القدرة على الإيقاع بين الإخوة والأصدقاء! خسئتم!".

وسارعت حماس عبر بيان رسمي منها، الى نفي صحة ما ورد في تقرير رويترز، معبّرةً عن أسفها لنشر الوكالة خبراً لا أصل له، داعيةً إياها لتحرّي الدقة. كما تحدّث مسؤول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان في هذا السياق أيضاً، واصفاً ما ذكره تقرير رويترز بأنه "محض كذب وافتراء، والوكالة لم تقدم أي معلومات، وإنما قدمت كذبة رخيصة."

وقد نفى مسؤول ايراني كبير في حديث لوكالة يونيوز أيضاً ما نشرته رويترز (دون أن يسميها)، واصفاً تقريرها بأنه تضمن "اكاذيب وافتراءات هدفها خلق فتنة".

الوقائع تكذّب رويترز

أمّا عن وقائع ما جرى من حديث في لقاء الإمام الخامنئي وإسماعيل هنية، فإنه العكس تماماً عما ذكرته رويترز، بحسب ما كشفته مصادر خاصة للخنادق. فقد أشاد الإمام الخامنئي مجدداً بعملية طوفان الأقصى معتبراً أن "عملكم هذا كان واجباً وضرورياً"، وهذا ما يتقاطع مع كل خطاباته ما بعد العملية، لا سيما خلال المراسم المشتركة لتخريج طلّاب جامعات الضبّاط التابعة للقوّات المسلّحة، عندما اعتبر العملية بأنها أثبتت "كيف تمكنت مجموعة صغيرة وبمعدات وإمكانات قليلة جداً، لكن بإيمان وعزم راسخ أن تذهب بنتاج سنوات من جهود العدو الإجرامية، وتذرها في الهواء في غضون ساعات قليلة. لقد أذلَّ الفلسطينيون الكيان الغاصب وكذلك الحكومات الاستكباريّة الداعمة له، بعلمهم وشجاعتهم ومبادرتهم واليوم بصبرهم". وهذا ما يشكّل من جهة أخرى، تعزيزاً لمشروعية ما قامت به كتائب القسام خلال العملية، ويشكّل ردّاً على المغرضين الذين هاجموا حماس او توقيت العملية، أو اتهامها بقتل "المدنيين" وغيره من الأمور.

وحول إحاطة قيادة القسام للعملية بالسرية القصوى، حتى عن قيادة الجمهورية الإسلامية وغيرها من حركات المحور، فقد قال الإمام الخامنئي "أنا موافق على كل التكتيكات التي استخدمتموها"، مضيفاً بأنه "لقد أصبتم العدو في مقتل". وهذا ما يعزّز ما جاء في الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بأن عامل السرية المطلقة ‏هو الذي ضمن نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجئة المذهلة خلافاً لما يظنه البعض... فهذا الإخفاء لم يُزعج أحداً في حركات المقاومة والمحور على الإطلاق بل أثنينا ‏عليه جميعاً لأنه كان شرطاً طبيعيا لنجاح العمل وليس له أي تأثير سلبي على الإطلاق على أي ‏قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة".

وأعاد الإمام الخامنئي الإشادة بـ "صمود الشعب الفلسطيني والتضحيات في غزة"، معتبراً بأن "هذا الصمود الأسطوري يستحق أن يُبذل لتحقيق النصر العظيم"، أي أن كل التضحيات التي يبذلها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وآلاف الشهداء سيكون ثمنها نصراً عظيماً لهذا الشعب. وبالتأكيد لا يعني ذلك إبراء مسؤولية الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال عن المجازر والإبادة البشرية التي يرتكبانها.

كما حسّم الإمام الخامنئي لهنية بأنه "حتماً غزة وفلسطين سينتصران بإذن الله، وإن أخذ ذلك بعض الوقت"، مضيفاً بالدعاء "أسأل الله أن يقرّب قدر النصر". وهذا ما أشار إليه السيد نصر الله ايضاً، في ختام خطابه الثاني خلال طوفان الأقصى، عندما توجّه إلى مناصري المقاومة بالقول: " أنا أدعوكم أيضًا إلى الدعاء، الدعاء، لا تستخفوا بالدعاء، الدعاء بالنصر، الدعاء بتعجيل النصر، الدعاء باختصار الزمن، الدعاء لإخوانكم وأخواتكم وأهاليكم وأحبائكم في غزة، في الضفة، في كل الجبهات، بأن يُنزل الله سبحانه وتعالى النصر عليهم، وهو يرى صدقهم وإخلاصهم وجهادهم وتضحياتهم". وبالتالي فإن النصر وفقاً للإمام الخامنئي "مقدّر" ومحتوم، وفقاً للسنن الإلهية، و تؤكّده الإخفاقات الإسرائيلية والأمريكية الكبيرة خلال العدوان.

هنية يثمن موقف محور المقاومة 

أمّا حول ما يقوم به محور المقاومة بكافة جبهاته في إطار مساندة المقاومة الفلسطينية في غزة، والمشاركة في المعركة واستنزاف أمريكا وإسرائيل، فقد عبّر رئيس المجلس السياسي لحماس إسماعيل هنية عن تثمينه لما تقوم به هذه الجبهات، خاصةً اليمنية والعراقية واللبنانية. وهذا ما يختلف تماماً عما صدر في تقرير رويترز، وعما صرّح به البعض لناحية انتقاد ما تقوم به جبهات المحور، وهذا يعود الى جهلهم بوجود غرفة عمليات عسكرية مشتركة، تضم الجمهورية الإسلامية وكافة أطراف المحور تتابع تطورات المعركة لحظوياً وتتخذ ما يلزم من إجراءات وتنسيق، وهي على تواصل دائم مع قيادة المقاومة في غزة، لتحقيق الأهداف التي وضعتها المقاومة الفلسطينية، من رفع للحصار وتحرير الأسرى حتى تبييض المعتقلات. وأولوية محور المقاومة في هذه المعركة، إيقاف العدوان على غزة عبر استنزاف الإسرائيلي والأمريكي، في كل الساحات الممكنة وبمسار تصاعدي مدروس، لكن بسقف مفتوح على كل الاحتمالات. وخطوط المحور الحمراء: شعب قطاع غزة لن يهزم، والمقاومة الفلسطينية في مقدمتها حركة حماس لن تهزم.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور