يعدّ الأسير محمود عيسى "أبو البراء"، من ضمن سلسلة القادة الفلسطينيين الأسرى المحكومين بالمؤبدات، الذين آلموا كيان الاحتلال بشدّة، بسبب بطولاتهم وعملياتهم النوعية. لذلك سيكون بالتأكيد في مطلع قائمة المقاومة، للأسرى المحررين في أي صفقة تبادل مع الاحتلال، بفضل ما حققته عملية ومعركة طوفان الأقصى.
فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة القائد محمود عيسى؟
_هو من الأسرى المقدسيين فهو من مواليد بلدة عناتا شرقي مدينة القدس المحتلة، في الـ 21 من أيار / مايو للعام 1968، وقد نشأ وترعرع في القدس وضواحيها، فدرس الابتدائية والإعدادية في مدرسة عناتا ثم انتقل إلى مدرسة الرشيدية الثانوية في القدس، وكان منذ طفولته قوي الشخصية وقيادي يستطيع أن يؤثر على من حوله.
_ التحق بكلية الشريعة وأصول الدين في جامعة القدس، وانضم هناك للكتلة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة حماس)، لكنه لم يكمل تعليمه بسبب نشاطه العسكري المقاوم وملاحقة الاحتلال له. كما درس أيضاً دبلوم مختبرات طبية. وكان يعمل مدير مكتب جريدة صوت الحق والحرية بالقدس التي كانت تصدر من مدينة أم الفحم.
_ كان من القادة الميدانيين لكتائب الشهيد عزالدين القسام في القدس قبل اعتقاله. فهو الذي أسس أول فرقة خاصة في كتائب سميت بالوحدة الخاصة 101، وهي التي حملت على عاتقها تحرير الأسرى الفلسطينيين عن طريق أسر جنود الاحتلال، ومن ثم مقايضتهم بعميلات تبادل.
_ تم اعتقاله في الـ 3 من حزيران / يونيو 1993 (كان عمره حينها 25 عاماً)، قبل توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان المؤقت، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 3 مرات و49 عاما، بتهمة أسر وقتل الرقيب أوّل في جيش الاحتلال نسيم توليدانو، الذي تم اختطافه قرب مدينة اللد المحتلّة بتاريخ 13-12-1992، في محاولة من المقاومة لتحرير الأسرى، وعلى رأسهم مؤسس حركة حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين، لكن عندما لم يستجب الكيان لمطلبهم عندها قامت المقاومة بقتل توليدانو.
_ أمضى أكثر من 12 سنة في العزل الانفرادي، ومُنع من الزيارة 8 سنوات. وقد قام الإسرائيليون بتعذيبه بكل الوسائل والطرق، من منعه إكمال دراسته الجامعية، أو حتى من أبسط حقوقه كالتزود بثياب مناسبة للطقس.
_ حاول مع رفاقه في إحدى السنوات الهروب من سجن عسقلان الذي كان مشهوراً بقسوة سجانيه، إلا أن الاحتلال اكتشف النفق.
_ فقد والده بعد سنة من اعتقاله، كما فقد والدته في العام 2021، بعد رحلة من المعاناة والانتظار، وقد حرمه الاحتلال كما حرم الآلاف من الأسرى من وداعهم الى مثواهم الأخير.
_ تنقّل في العديد من سجون الاحتلال: الرملة، هشارون، عسقلان، بئر السبع، نفحة، ريمون الصحراوي، وهداريم.
_ بالرغم من قسوة المعتقل والسجّان وما يتعرض له من ضغوط، استطاع أن يتحدى الإرادة الإسرائيلي من خلال التركيز على هواياته التي أبدع فيها مثل:
1)الكتابة التي شكّلت أهم هواياته، وقد أنتج العديد من الكتب السياسية والروائية والقصصية.
2)فن الخطّ: حيث يملك خطاً جميلاً، سخّره لعمل الاشغال اليدوية والزخرفة والتلوين.
3)ممارسة لعبة الكاراتيه التي يحترفها بشكل كبير.
_ رفض كيان الاحتلال الافراج عنه خلال صفقة وفاء الأحرار (صفقة التبادل مع الجندي جلعاد شاليط)، ولم تفرج عنه أوعن أفراد مجموعته وعن بعض الأسرى الآخرين مثل الأسير عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس السيد، بسب شخصياتهم الكاريزماتية والقيادية، ولكونهم مصنفون كخطيرين جداً. كما يعتبر القائد محمود عميد الأسرى المعزولين ومن قيادات الحركة الأسيرة.
الكاتب: غرفة التحرير