لم ينل وسام الشهادة في عملية سُجد النوعية عام 1999، عندما تعرض لجراح بليغة حينها، بل كان مقدّراً له مسيرة طويلة في المقاومة، في كل ساحاتها وميادينها ومحاورها. لذلك لم ولن تحقّق إسرائيل بقتله شيئاً، لأن هذا ما كان يطمح إليه الشهيد القائد وسام طويل دائماً، بأن يُستشهد على أرض الميدان.
فما هي أهم وأبرز المعلومات حول مسيرة الشهيد القائد وسام حسن طويل "الحاج جواد"؟
_ من مواليد بلدة خربة سلم في جنوب لبنان في الـ 20 من أيلول / سبتمبر للعام 1975. متأهل ولديه 4 أولاد.
_ هو أخُ لشهيدين في المقاومة الإسلامية: قاسم الذي استشهد خلال أحداث "ثكنة فتح الله" الشهيرة في شباط / فبراير من العام 1987، والشيخ فادي الذي استشهد خلال عملية "بدر الكبرى" ضدّ مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي. ثمّ هو عم لشهيدين أيضاً: محمد هاني طويل الذي اسُتشهد خلال معركة الدفاع عن سوريا، وحسين هاني طويل الذي اسُتشهد "على طريق القدس".
_ التحق وسام بصفوف المقاومة في العام 1989.
_ شارك في العديد من عمليات المقاومة الإسلاميّة قبل تحرير الجنوب عام 2000، وخاصةً النوعية منها.
_ بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في نيسان / أبريل من العام 1996، تسلّم مهمّة الاستطلاع في محور إقليم التفاح، حيث كان يخترق الشريط المحتلّ من أجل استطلاع المواقع والقوات الإسرائيلية، ثم تولى بعدها بفترة نيابة مسؤولية المحور ذاته.
_ أصيب بجراح بليغة في رقبته أثناء مشاركته في عملية سُجد النوعية خلال العام 1999.
_ بعد تحرير الجنوب في أيار / مايو من العام 2000، شارك في العمليات النوعية التي استهدفت مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. كما شارك في عملية الأسر (الوعد الصادق) في العام 2006 وفي حرب تمّوز / يوليو بعدها.
_ خضع للعديد من الدورات العسكرية وتدرّج في مراحل التدريب العسكري وصولًا لأعلى مستوياته.
_ساهم بشكل كبير وفعال في بناء وتطوير الجهاز التدريبي في المقاومة. كما كان ركناً أساسياً في عملية تطوير المقاومة بعد العام 2006 وشارك في وضع البرامج المتعلقة بتطوير الميدان. وكان له دور أيضاً في نقل تجربة حزب الله إلى المقاومة الفلسطينية.
_ واكب ورافق العديد من الشهداء القادة في المقاومة في مقدمتهم الحاج عماد مغنية "رضوان"، السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار"، الحاج أبو محمد سلمان الإقليم، الحاج محمد عيسى "أبو عيسى الإقليم"، الحاج حاتم حمادة "علاء الجوي"، الحاج علي فياض "علاء البوسنة"، خالد بزي "قاسم"، محمد قانصو "ساجد الدوير"، الحاج محمد سرور "جهاد"، وغيرهم.
_ معروفٌ في أوساط قيادة المقاومة بأنه رجل الميدان والخبير بكل تفاصيله. أما في الجانب الروحي، فقد كان يشدّد دائماً على نفسه أولاً، أهمية التواضع وعدم التكبر والعجب، وهذا ما يظهر في رسالة أعدّها في الـ 19 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2021.
_مع بدء الحرب الكونية على سوريا، كان في طليعة القادة المقاومين الملتحقين في مهمة التصدي للتنظيمات الإرهابية، وقاد العديد من العمليات النوعية التي استهدفت هذه التنظيمات والتي ساهمت في التحرير الثاني. كما تولّى مسؤولية قيادة العمليات في سوريا، تحت قيادة الشهيد القائد مصطفى بدر الدين. وفي آخر جلسة قيادية عقدها السيد ذوالفقار قبيل استشهاده، كان جواد جالساً إلى يمينه. وتحت قيادة الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني، تولى الحاج جواد جزءاً أساسياً من العمليات العسكرية في منطقة البادية السورية.
_كان له مساهمةً في تحرير العراق من تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، من خلال مساعدة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية.
_ بعد الانتصار على داعش عام 2018، عاد الحاج "جواد" إلى لبنان، ليتولى مهاماً أساسية ومركزية بمواجهة العدو الإسرائيلي، وتوزعت مهامه بين التدريب والتخطيط والإشراف على تنفيذ المهام الكبيرة.
_ بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، قاد العديد من العمليات التي استهدفت مواقع وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، دعمًا للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته. وقد حضر في الميدان وفي أقرب نقطة من حدود فلسطين المحتلة مرات عدة.
_حاز على تنويه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عدة مرات.
_ كان هدفاً للاغتيال الإسرائيلي منذ سنوات حيث حاول الكيان النيل منه عدّة مرات.
_اغتاله جيش الاحتلال صبيحة الاثنين 8 كانون الثاني / يناير من العام 2024 عندما استهدف سيارته في منطقة "الدبشة" في بلدة خربة سلم – جنوب لبنان.
_ اعترف وزير خارجية الكيان يسرائيل كاتس في مقابلة مع القناة 14، بمسؤولية الكيان عن اغتيال الشهيد طويل.
المزاعم الإسرائيلية حول الشهيد القائد طويل
_ وصفته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية بـ "محمد الضيف" في حزب الله، كما زعمت بأنه قائد قوة الرضوان الخاصة النخبوية. كما زعمت الصحيفة بأنه كان المسؤول عن عملية "مجدو" في آذار / مارس العام الماضي، والتي قيل يومها بأنها عملية أمنية معقدة نفذها حزب الله، من خلال زرع عبوة ناسفة في عمق فلسطين المحتلة.
_ كان مسؤولاً عن عملية الأسر الأولى لحزب الله في مزارع شبعا المحتلة في الـ 7 تشرين الأول / أكتوبر من العام 2000، والتي تم خلالها أسر جنود الهندسة القتالية عدي أفيتان وبني أبراهام وعمر سعيد. وكان أيضا وراء عملية الأسر الثانية في محلّة خلّة وردة بالقرب من عيتا الشعب التي تم تنفيذها في الـ 12 من تموز / يوليو من العام 2006، والتي أُسر خلالها الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف.
_ وصفه معلق الشؤون العربية في قناة الأخبار 13 تسفي يحزقالي بالعقل العسكري لحزب الله.
_ أما قناة "الحدث" السعودية فزعمت بأنه كان مسؤولاً عن وحدة مشاة تعرف باسم "الوحدة 800"، وتعمل في سوريا. مضيفةً بأنه تولى خلال الشهر الماضي قيادة الوحدة 122 من قوة الرضوان.
_ زعمت بعض الواقع الإخبارية الإسرائيلية بأنه شارك أيضاً في جبهة اليمن، خلال العدوان الأمريكي السعودي على أبناء هذا البلد، لا سيما فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ.
الكاتب: غرفة التحرير