الإثنين 25 آذار , 2024 02:50

عيد المساخر: اقتحامات في المسجد الأقصى ونتنياهو "سندخل رفح"

حديث نتنياهو للجيش الإسرائيلي - عيد "المساخر" والمسجد الأقصى

يتعرض مجدداً المسجد الأقصى لاقتحام ممنهج من قِبل جماعات الهيكل اليهودية المتشددة للاحتفال بعيد المساخر اليهودي (البوريم) الذي حلّ يوم أمس الأحد، والذي يستمر إلى اليوم الاثنين، ويتقاطع مع منتصف شهر رمضان المبارك.

يعدّ عيد المساخر (بوريم) من أكثر الأيام شعبية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ يعتبر يوماً للمرح والاحتفال الكارنافالي كذكرى لهزيمة اليهود لأعدائهم، وإحباط مخطط الوزير الفارسي (هامان حجي) لإبادتهم في جميع أنحاء المملكة الفارسية، في القرن الخامس قبل الميلاد. في هذا السياق نظم المستوطنون اليهود مسيرة بمناسبة عيد المساخر، في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، فيما فرضت الشرطة الإسرائيلية طوق أمني لمنع المسلمين من الوصول للمسجد الأقصى ولحماية المستوطنين. وفي هذه المناسبة ألقى نتنياهو خطاباً موجّهاً للجنود الإسرائيليين تخلله التأكيد على أهمية احتلال رفح.

نتنياهو يؤكد على أهمية الدخول الى رفح

في سياق يوم العيد ألقى نتنياهو خطاباً الى الجنود الإسرائيليين قائلا: "نحتفل اليوم بعيد المساخر، قبل ألفي عام في فارس القديمة، ظهر طاغية معادٍ للسامية، هامان الشرير الذي سعى الى إبادة اليهود عن وجه الأرض، اليهود قاموا، توحدوا، حاربوا وحققوا نصراً مطلقاً".

وأضاف في كلمته باعثاً رسالة ضمنية الى الولايات المتحدة "اليوم في فارس الحديثة قام طاغية جديد- النظام الإيراني الذي يسعى الى إبادة دولة اليهود، رأينا ما قام به أحد أذرع هذه الطاغية هذا، حماس نفذ السابع من أكتوبر، والذي وصفه الرئيس بايدن أنه الشر المطلق".

خاتماً "لا يمكن أن نحقق النصر على الشر المطلق إذا تركناه في رفح، كما كان في العصور القديمة، مثل إخوتنا، أيضا نحن نتحد، نحارب وننتصر. نحن سندخل الى رفح وسنحقق النصر الكامل. قضينا على هامان وسننتصر أيضاً على السنوار".

تأتي تصريحات نتنياهو بعد تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس خلال مقابلة صحافية مع "أي بي سي" عن عملية محتملة في رفح  حيث قالت "لقد كنّا واضحين في كل المحادثات وفي كل الطرق الممكنة- أي عملية شاملة في رفح ستكون خطأ كبير". وتابعت هاريس خلال المقابلة: "درست الخرائط، لا يوجد مكان للناس حتى يذهبوا إليه. الدخول الى رفح سيكون خطأ" وأضافت هاريس بأنها "لا تستبعد" إمكانية فرض عواقب بخصوص علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل في حال دخلت الى رفح.

اقتحام المسجد الأقصى

تزامناً مع عيد "البوريم" اقتحم باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية أكثر من 100 مستوطن يهودي، يوم الأحد، بحماية الشرطة الإسرائيلية. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في بيان أن أعدادا كبيرة من الشرطة الإسرائيلية قامت بتأمين عملية اقتحام المستوطنين للأقصى الذين نفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية.

كما تنكر عدد من المستوطنين لدى اقتحامهم للمسجد في زي "كهنة المعبد"، تكريساً للحضور الديني اليهودي المتطرف في الأقصى. سبق ذلك منذ يومين، اقتحام ما يزيد عن 200 مستوطن المسجد الأقصى، لإحياء يوم صيام "إيستر" الذي أتى يوم الخميس الماضي.

يشهد المسجد الأقصى خلال شهر رمضان تقييداً كبيراً على دخول المصلين المسلمين، ومنعاً شبه تام لدخول فلسطينيي الضفة الغربية. وفي سياق متّصل، اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية واليوم الأحد 16 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية، بينهم طفل وأسرى سابقون، فيما اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من الضفة. تمثّل الضفة الغربية، الساحة الثانية، بعد غزّة وتعيش على الخطّ الفاصل بين الالتحام والانفصال في العَلاقة مع معركة طوفان الأقصى.

بعد أكثر من 6 أشهر على عملية طوفان الأقصى، ومع وجود أكثر من مليون فلسطيني على وشك المجاعة، انقسم يهود "إسرائيل" حول كيفية الاحتفال بـ"عيد المساخر"، حيث يريد البعض المتعة على وقع وطأة الحرب، فيما اعتبر آخرون أن الاحتفال في هذه الأجواء يثير مشاكل أخلاقية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور