الأربعاء 07 آب , 2024 03:48

السيد علي الخامنئي واصفاً الكيان الإسرائيلي: "عصابة مجرمة وإرهابية"

السيد الخامنئي والجرائم الإسرائيلي

طرح قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي مصطلح "العصابة المجرمة والارهابية" في تعريف وتصنيف الكيان الإسرائيلي، في العديد من الخطابات واللقاءات الرسمية، وفي كل مرة كان يؤكد فيها على أنّ هذا الكيان لم ولن ينجح في أن يصبح دولة في يوم من الأيام، لأنه بني على ضلال وظلم وقهر وقتل وتنكيل بأهل الأرض من جهة ولأنّ الذين صنعوه ودعموه قاموا بذلك خدمة لمصالحهم الاستعمارية. وفي حديثه عن موضوع الحرب على غزة، (بتاريخ 28 تموز 2024) في حفل تنصيب مسعود بزشكيان رئيساً تاسعاً للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979، قدّم رؤىً جديدة، نتجت عن حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي المؤقت بحق الشعب الفلسطيني، فقال السيد علي الخامنئي في وصفه لمجريات الأمور:

- إن غزة تحوّلت إلى قضية عالمية ولم تعد قضية خاصة بدول العالم الإسلامي.

- حققت انتشارا على مستوى العالم، من الجامعات إلى الأمم المتحدة إلى الألعاب الأولمبية في باريس.

- يقدم الكيان الإسرائيلي نفسه بأقبح صورة عصابة مجرمة.

- هؤلاء (الصهاينة) ليسوا حكومة بل عصابة مجرمة. عصابة قتَلَة وإرهابيين سجلوا في الاغتيال والقسوة والإجرام والجرائم المهولة مستوى جديداً في تاريخ الإجرام البشري حول العالم.

وفي تقييم هذا الطرح، يُلاحظ أن السيد علي الخامنئي ينهج منهجاً جديداً في رؤيته للكيان الإسرائيلي، لأنً الكيان بات اليوم يصنع صورته من خلال أفعالِهِ ومجازره التي لا تتوقف، وبناء على ذلك، لم يعد صحيحاً أن توضع الحكومة الإسرائيلية في موضعٍ تتساوى فيه مع باقي الحكومات في العالم، لأنها ببساطة لا تشبه أي حكومة أخرى، وأفعالها لا تشبه أفعال الحكومات أيضاً، لذلك وصفها قائد الثورة بـ" العصابة المجرمة". هذه العصابة ليست مجرد عصابة فحسب، بل عصابة مجرمة وأعضاؤها قتلة وإرهابيون، يقومون بما لم يقم به أحد في تاريخ الاغتيالات والإجرام.

من هذا المنطلق يمكن القول إنّ هذا الكيان الهجين لا يمكن أن يكون دولة، بل هو كيان تأسس كمعسكر تديره عصابة مجرمة وارهابية تأسست على:

- الروح العدوانية والنزعة الإرهابية والسلوك العنفي.

- فتاوى الحاخامات التي أسست لعمله ومشروعه الإرهابي والاجرامي.

- الاستعمار الاستيطاني المنافي لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية.

جذور الروح العدوانية والنزعة الإرهابية والسلوك العنفي عند العصابة الارهابية

إن جذور الروح العدوانية والنزعة الإرهابية والسلوك العنفي عند الإسرائيليين لا يعود إلى مثيرات خارجي تعرض له اليهودي مع أعدائه، بل إن التكوين الفكري والتاريخي والمعرفي للشخصية اليهودية على امتداد مراحل تكوينها منذ مرحلة الشتات إلى مرحلة الغيتو ثم إلى مرحلة الصهيونية، في كل هذه المراحل كانت أيديولوجيا العنف والعدوان تتأصل وتنضج وتتجه نحو التصلّب؛ لتصبح جزءاً من النسيج التكويني والمعرفي والعقدي للشخصية اليهودية والصهيونية).

فتاوى الحاخامات التي أسست لعمل العصابة المجرمة والارهابية

إذا كانت مصادر الفكر الديني اليهودي تتمثل في نص العهد القديم باعتباره الكتاب الأساسي للديانة اليهودية، بالإضافة لمصادر أخرى تتمثل في نصوص المشنا والجمار والتلمود، فهناك مصدر أساسي إضافي يحرك جموع المتطرفين اليهود، ألا وهو فتاوى الحاخامات؛ حيث تتمتع فتاويهم بقوة تأثير داخل المجتمع الإسرائيلي تفوق قوانين الدولة، ويعد نهج الإبادة الجماعية للجماعة المعادية الذي اتبعه يشوع بن نون في قيادة بني إسرائيل عند دخوله أرض كنعان، هو النموذج الأمثل لليهودي المتطرف عند تعامله مع الآخر. وعلى أساس هذا النموذج -الإبادة الجماعية- تصدر الفتاوى عن كبار الحاخامات في "إسرائيل"، والتي تحض على ضرورة التخلص من العربي حتى لو كان طفلاً رضيعاً، إذ إن العربي الطيب -عندهم- هو العربي الميت.

الاستعمار الاستيطاني المنافي لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية.

أخذت القوات المسلحة والمنظمات الصهيونية الإرهابية عند دخولها إلى أرض فلسطين على عاتقها العديد من المسائل:

- تفعيل الاستعمار الاستيطاني وذلك بالاستيلاء بالقوة الجبرية على الأراضي الفلسطينية وتوطين المهاجرين اليهود عليها. بمعنى آخر اقتلاع السكان الأصليين واغتصاب الأرض من أصحابها ومنحها لمستوطنين يهود وافدين من كل دول العالم.

- توفير الأرض الجديدة الضرورية للاستيطان عبر الاستيلاء عليها بالقوة والبطش والقتل وارتكاب المجازر في حق أصحابها الأصليين.

- تأمين الأرض المستولى عليها والمشاركة في الدفاع عنها وتهيئة الظروف المناسبة لازدهار الاستعمار الاستيطاني فيها.

- خلق الجندي المزارع الصالح لإقامة المستعمرات الدفاعية الحصينة وتأمين الحدود.

- توجيه الاستعمار الاستيطاني بما يحقق مزايا عسكرية إضافية بتوفير المزيد من الدعم للأمن الاستراتيجي للكيان المحتل.

- اتخذ التوسع الصهيوني أشكالاً متطورة بنيت على قاعدة بقاء الكيان "بلا حدود سياسية معلنة" فهو:

- توسع إقليمي يهدف إلى تأمين مجال حيوي جغرافي ثم تتحول إلى توسع سياسي يهدف إلى السيطرة على المنطقة والتحكم في أجوائها ومياهها ومنافذها الاستراتيجية.

- توسع اقتصادي يتطلع إلى تمكين الدولة من تبوء مكانة سامية في الإنتاج والتصنيع تمكنها من التغلغل الاقتصادي، وبسط السيطرة على الأسواق المتاخمة والمجاورة في الشرق الأوسط، وبعض مناطق آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

إنّ السياسة الاستيطانية كانت ولا تزال تمثل انتهاكاً واضحاً لكل المواثيق والقوانين والقرارات الدولية، التي ترفض الاستيطان وتصنفه كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق النظام الأساسي لروما المتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية.

خلاصة القول، إنّ هذا الكيان الصهيوني المحتل هو كيان أسس على الانحراف في العقيدة والشريعة والاخلاق، فهو كيان بني على:

- عقيدة الإبادة الجماعية: حيث يؤمن اليهود وفقًا لتعاليم التوراة بأسلوب الإبادة الجماعية للأعداء، الذي يشمل كل نسمة حية من إنسان وحيوان ونبات، وعدم تنفيذ هذه الوصايا يجلب غضب الرب، ويمنع نصرته ويحجب رحمته ورضاه عن شعبه، بل يوردهم موارد الهلاك ويبتليهم بالهزيمة والخسران.

- التحريض على شنّ الحروب: اشتملت التوراة والتلمود على نصوص واضحة تحث على شنّ الحروب ضدَّ غير اليهود، وإعمال القتل وعدم الرحمة بهم، وهي نصوص تستند إليها مرجعيات التيار الديني الصهيوني ونخبُه في تبرير الحماسة لشن الحروب.

- العنف والإرهاب: من أهم المرتكزات التي تقوم عليها الشخصية اليهودية، والمتتبع لتاريخ اليهود يعلم أن العنف والإرهاب من أهم الأدوات التنفيذية للإستراتيجية الصهيونية، بل من أهم المرتكزات التي يقوم عليها المشروع الصهيوني.





روزنامة المحور