الخميس 26 أيلول , 2024 03:54

المقاومة العراقية تحذّر إسرائيل: بانتظارك مفاجأة كبرى إذا نفّذت اجتياحاً برياً ضد لبنان

مرفأ إيلات بعد عملية المقاومة العراقية

رداً على تصعيد الكيان المؤقت لاعتداءاته في لبنان وفلسطين، قامت المقاومة الإسلامية في العراق بتصعيد لافت كبير خلال الأيام الماضية، في عملياتها الهجومية النوعية والمؤثرة. ما دفع بالناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هغاري للقول: "إننا نتابع التهديدات القادمة من العراق ونجمع المعلومات وسوف نفعل ما يلزم".

فتصريحات هغاري جاءت على خلفية هجوم المقاومة العراقية بمسيرات إنقضاضية على ميناء إيلات، وهو ما أدى الى وقوع إصابات بشرية وأضرار في المنشآت. وقبلها، كانت المقاومة العراقية قد أعلنت، في بيان فجر أمس الأربعاء 26/09/2024، بأنها هاجمت هدفاً حيوياً شمالي فلسطين المحتلة بصاروخ كروز "الأرقب"، وقبلها بقليل، أفادت بأنها هاجمت هدفاً آخر قرب غور الأردن بالمُسيّرات الانقضاضية.

هذه العملية تؤكّد من جديد، أن معادلة وحدة الساحات مترابطة بالتصعيد المتبادل. وهنا كان لافتاً التصريح الصادر عن القيادي في كتائب سيد الشهداء (ع)، عباس الزيدي، من أن فصائل المقاومة العراقية على جهوزية لحرب مفتوحة طويلة الأمد مع إسرائيل خلال المرحلة المقبلة. وأن لديها القدرة والجاهزية الكبيرة للدعم العسكري واللوجستي في "حرب حزب الله ضد الكيان الصهيوني في لبنان، وأي دولة أخرى من دول محور المقاومة يتعرض الى أي عدوان". وبيّن الزيدي أن "قضية دعم الفصائل العراقية يفرضه مبدأ وحدة الساحات، وبناء قدرات الفصائل طيلة الفترات الماضية كان هدفه الأساس تبادل الخبرات والتعاون المستمر في العمل الجهادي ما بين كل فصائل محور المقاومة". مضيفاً بأن "طيلة فترات استراحة فصائل المقاومة، هي لا تستريح بل تعمل على تطوير قدراتها العسكرية والأمنية على مختلف المستويات، ولهذا فصائل المقاومة العراقية دائما ما تكون على جاهزية عالية لخوض حرب طويلة الأمد من خلال التجهيز والتسليح والتعبئة الجماهيرية". متابعاً بأن "قضية وصول صواريخ فصائل المقاومة العراقية الى تل ابيب وعمقها، يعتمد على الخطة الاستراتيجية والتطورات الاحداث ونظر محور المقاومة في الميادين والساحات ومبني على ردود الأفعال، ففي بعض الأحيان يكون دفاع الفصائل ثابت واحياناً يكون دفاعاً متحركاً". أما الرسالة الأبرز منه، فهي التحذير من أنه "في حال أقدمت إسرائيل على أي عملية اجتياح بري سوف يكون لدى فصائل المقاومة العراقية مفاجأة كبرى، ربما نفتح جبهات في لبنان وسوريا وحتى من جهة الأردن".

هل امتلكت المقاومة العراقية تقنيات الحرب الإلكترونية؟

نجاح عمليات المقاومة العراقية، دفع بعض الخبراء والمتابعين الى التقدير – بناءً على التحليل الدقيق للضربات - بإمكانية امتلاكها وحصولها على تقنيات الحرب الإلكترونية، لاسيما "التخفي عن الرادار" في سلاح الجو المسيّر لديها.

وما يرجّح هذا التقدير، هو وجود خبراء متخصصين كثر لدى المقاومة العراقية، وغير استبعاد وجود تعاون تقني بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية مرورًا بغرفة عمليات محور المقاومة بمن فيها.

فالضربات الأخيرة تبدو موفقة بشكل واضح، بالرغم من قطع الطائرات المسيرة لمسافات طويلة، الا أنها استطاعت تحقيق إصابات تدميرية مباشرة كما حصل في استهداف قاعدة عين ياهف في وادي عربة وهدف الجولان العسكري مرورا بضربة إيلات.

وعليه فإن صحّ هذا التقدير، فإن الضربات المقبلة للمقاومة الإسلامية العراقية، ستكون مؤلمة وكبيرة ومدمرة لاسيما ما يطال الخاصرة الرخوة للكيان في الجولان المحتّل وغور الأردن وصولاً إلى إيلات.

الدعم الإغاثي

ووازى هذا التصعيد العسكري، تفاعلٌ كبير في الأوساط الرسمية والشعبية والسياسية والدينية في العراق، مع دعوة المرجع السيد علي السيستاني لتقديم المساعدة للبنان (التي ماثلت بتأثيرها فتوى الجهاد الكفائي عام 2014)، حيث أُطلقت حملات لجمع وإرسال التبرعات والمستلزمات الإغاثية بمختلف أشكالها المادية. وهو ما عززه إعلان رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، عن إطلاق جسرين جوي وبري لإغاثة الشعب اللبناني. كما أعلنت وزارة الصحة العراقية استعدادها لاستقبال جميع الجرحى في مستشفيات البلاد لمعالجتهم. وعلى صعيد النزوح، أعلنت العديد من المؤسسات التابعة للمراقد الشريفة والحوزة العلمية، استعدادها لاستقبال النازحين اللبنانيين، وفتح المواكب والمدن والحسينيات لهم.

وفي السياق نفسه، أعلن الحشد الشعبي تسيير أول قافلة إغاثية براً إلى لبنان، تتضمن مستلزمات طبية ومواد غذائية، بالإضافة الى إطلاق حملة تبرعات لدعم الشعب اللبناني، وتهيئة أماكن محددة لاستقبال المساعدات وإرسالها الى لبنان.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور