يسعى الإعلام العبري منذ اندلاع العمليات على الساحة اللبنانية إلى تفعيل آلياته لضخ مجموعة كبيرة من التصريحات والمعلومات المتعلقة بمختلف جوانب العملية العسكرية التي يشنّها على مختلف الأراضي اللبنانية.
وبعد رصد هذه التصريحات والمعلومات، يبرز حجم التناقض والتضليل الذي ينعكس بدوره على توجيه الرأي العام في الداخل والخارج كما والتأثير على مجريات الأحداث لا سيما في الميدان في شتى المستويات، إن كان على صعيد أمد المعركة أو أهدافها بالإضافة إلى الخطوات المستقبلية وظروف التفاوض بصورة تولّد جوًّا من عدم الوضوح وتشتيت التوقعات كما واستغلال الخداع والمماطلة بما يخدم العمليات العسكرية، لا سيما التي توقع عدد من المجازر كما والعمليات الأمنية التي تستهدف قادة المقاومة.
وتعتبر وسائل الإعلام إحدى الأدوات الأساسية في الحروب التي يشنّها الكيان خاصة فيما يتعلق بسرد الروايات وتوجيه التوقعات كما والرأي العام كجزء من العمليات العسكرية، وذلك من خلال توظيف هذه الوسائل والدعاية لتحقيق الأهداف المبتغاة في محاولة لتوظيف ماكينة إعلامية معقدة تحاول من خلالها السيطرة على المعلومات الموجهة للجمهور المحلي والدولي. وقد تناولت التصريحات والمعلومات المطروحة خلال الأيام الماضية عناوين عدّة تشير إلى:
- الضغط على نتنياهو لاستمرار الحرب.
- التلميح بوقف إطلاق النار كمناورة سياسية يلجأ لها نتنياهو لكسب مزيد من الوقت لاستكمال العمليات العسكرية وجرائمه بحق المدنيين.
- دفع حزب الله للتراجع وتقديم التنازلات التي من شأنها أن تؤدي لوقف إطلاق النار.
- التحضير والاستعداد لحرب طويلة.
- استعادة سكان الشمال بالضغط العسكري.
- التذرع باستعادة سكان الشمال من أجل استكمال التصعيد في لبنان، وبالتالي استمرار العمليات حتى تحقيق أهداف الحرب.
- زيادة الضغط العسكري من أجل تحصيل أدوات التأثير على حزب الله بما يحقق انسحاب قوة الرضوان إلى ما وراء الليطاني، وهذا الطرح لا يعتمد على إخضاع حزب الله عسكريًا.
- العمل على استغلال خدعة المفاوضات كما حصل في غزة وهي جزء من الضغط لإحباط بيئة المقاومة والمماطلة لتحقيق الغايات الإسرائيلية.
- التأكيد على الدعم الأمريكي للعمليات.
- اعتبار ما حصل فرصة انتظرها الكيان منذ سنوات لتحقيق الأهداف في لبنان.
يسعى الإعلام العبرى إلى تزوير الحقائق خدمةً لأهداف الحرب على المستويين الداخلي والخارجي، وتسويق الرواية الإسرائيلية كما والتسويق لأهداف حكومة نتنياهو (خدمة الحكومة)، بهدف الضغط وتفعيل الحرب النفسية والحرب الإدراكية على بيئة المقاومة، كما وإدارة التوقعات لإبقاء الجمهور منجذبًا إلى الحركة الميدانية للعدو ليصبح تحت تأثيرها النفسي، عبر التضليل والتلاعب بالمعلومات. جميع هذه التكتيكات وغيرها من الأدوات الإعلامية التي تحاول التلاعب بالخصم والضغط عليه، هي جزء من الإعلام الحربي الذي لا ينفصل عن العمل العسكري والذي يصب في شرعنة الاعتداءات الممنهجة أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.