فيما لم يحدّد بعد الموعد النهائي للانتخابات الرئاسية في السلطة الفلسطينية، الا ان الأسماء من داخل السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية بدأت بنصب أعينها على خلافة الرئيس الحالي محمود عباس، خاصة بعد تصاعد الأصوات في الأوساط الفلسطينية التي لم تعد تؤيّد وجود عباس في المنصب.
ويبدو أن ثلاثة أسماء من داخل "جسم السلطة" بدأت ترشّح نفسها للرئاسة، وأي من يطمح بالمنصب يجب أن يمرّ عبر الزيارات، بل عبر"الدعم" من كيان الاحتلال، كما يجب ان يمر ببعض الزيارات الخليجية أو الدولية.
وفي كلام في الاعلام العبري يتضح إسمان: " عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج، يعتبران الشخصيات المفضلة بالنسبة لإسرائيل، لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. الشيخ وفرج هما الشخصيتان الاقوى داخل السلطة الفلسطينية، على الأقل من النواحي النظرية، أكثرهم قرابة لعباس. أما من النواحي العملية فيعتبران قنوات الاتصال الخاصة بالتنسيق الأمني والمدني مع الاحتلال، والولايات المتحدة والدول العربية. وتظهر لقاءات وزير الخارجية يائير لابيد التي عقدت بمصادقة ومعرفة رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، من هي الشخصية المفضلة بالنسبة للمؤسستين العسكرية والسياسية الإسرائيلية لخلافة عباس.
حسين الشيخ
يشغل منصب رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير من العام 2019، وبحكم هذا المنصب فان الشيخ يدير العلاقات السياسية والمدنية مع الكيان الإسرائيلي، وهو أيضاً رئيس لجنة التنسيق المدنية منذ العام 2007، وكان عقيد في قوات الأمن الوقائي لمدة سنة (1994 –1995). ويعرف الشيخ بتأييده لعلاقات السلطة الفلسطينية مع كيان الاحتلال حيث علّق مرّة في تصريح له في الاعلام العبري حول لقاء عباس بوزير حرب الاحتلال بني غانتس: "أن القيادة الفلسطينية تسعى إلى صنع التاريخ مع بني غانتس أو أي شخص آخر في حكومة إسرائيل". وقد اجتمع الشيخ في 23 الشهر الجاري مع رئيس خارجية الاحتلال يائير لابيد في "تل أبيب"، في زيارة توصف "بالانتخابية"، بالإضافة ابى اعتبارها "قفزة كبيرة في إطار نقل العلاقات بين السلطة وإسرائيل من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي"، وهو ما عجز عن تحقيقه رئيس السلطة الحالي محمود عباس، الذي طالب في أكثر من مناسبة بإجراء لقاءات مع مركبات حكومة الاحتلال، بمن فيهم وزير الخارجية لابيد ورئيس الحكومة نفتالي بينت الذي يرفض لقاء عباس.
فيما وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، حسين الشيخ بأنه " من نوع الفلسطينيين الذين يمكن للإسرائيليين والأمريكيين التعامل معه".
ماجد فرج
أما الاسم المرشح الاخر لخلافة عباس، ماجد فرج، فهو رئيس المخابرات العامة الفلسطينية منذ العام 2009، وكان ايضاً مديراً لجهاز الأمن الوقائي في أكثر من محافظة فبل العام 2006. ويبرز في الحياة المهنية لفرج علاقات قديمة وتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. كما لفرج علاقات تنسيق أمني واسعة مع قوات الاحتلال، حيث نقل في الأيام القليلة الماضية معلومات الى كيان الاحتلال عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وسعيهما لرفع وتيرة المواجهة مع الاحتلال، وشملت المعلومات أسماء أشخاص من الحركتَين من داخل قطاع غزّة وخارجه، يعملون على تثوير الأراضي المحتلّة، مع توصية من فرج "بتكثيف مراقبتهم وتعقّب خطواتهم ومنعهم من تنفيذ مخطّطاتهم، بما يؤدّي إلى إحباط أيّ عمليات فدائية قبل وقوعها". وكان الاعلام العبري قد ذكر لقاء جمع فرج بوزير خارجية الاحتلال يائير لابيد.
وفي شهر تشرين الثاني الماضي، كان فرج قد زار الامارات والتقى نائب رئيس دولة الامارات ورئيس وزرائها محمد بن راشد آل مكتوم.
ومن ناحية أخرى يبرز اسم محمد الدحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة، من بين الأسماء التي تطوف في كيان الاحتلال والدول الآخرى لتتولى منصب رئاسة السلطة حيث التقى دحلان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع الشهر الحالي.
وفي النتيجة تتغير الأوجه "الطامحة" الى الاطاحة بعباس في الانتخابات المقبلة لكنها تبقى في سياق إقامة العلاقات التطبيعية مع الاحتلال، بل العمل على زيادة التنسيق الأمني، ليثبت دائماً ان طريق التسويات السياسية – الذي يدّعيه "متعطشو السلطة" - لن يعيد الحق الفلسطيني ولا اللاجئين في الداخل والخارج، كما تبقى للمقاومة الفلسطينية كلمتها أيضاً.
الكاتب: غرفة التحرير