في اليوم الـ 13 من شهر رمضان المبارك، التقى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، بجمع من مسؤولي الجمهورية الإسلامية السياسيين والعسكريين، يتقدمهم رؤساء السلطات الثلاث، في حسينيّة الإمام الخميني (رض) بالعاصمة طهران. وكان للإمام الخامنئي خطاب، عرض فيه العديد من القضايا الداخلية والخارجية المهمة جداً، التي تبيّت في مجملها، معالم الفترة المقبلة على صعيد البلاد والمنطقة والعالم.
وفي شق القضايا الخارجية، كانت القضية الأولى تتعلق بالتطورات العالمية، ركّز فيها الإمام الخامنئي على مؤشرات تراجع النفوذ والهيمنة الأمريكية (وهو ما يمكننا إضافته الى نظرة الإمام الخامنئي حول أفول أمريكا).
ثم انتقل الإمام الخامنئي الى قضية الكيان المؤقت والمواجهة مع المقاومة الفلسطينية وتقدّم جبهة المقاومة، وكان لافتاً إشارته الى أن الإسرائيليين استعجلوا ويريدون الزوال، أسرع مما كان قد ذكره عام 2015، بأن ذلك سيحصل خلال أقل من 25 عاماً (أي قبل العام 2040).
مؤشرات تراجع الدور الأمريكي
أعاد الإمام الخامنئي التأكيد على ما قاله سابقاً، من أن العالم في خضمّ تحول سياسي مهم، وأن وضع النظام العالمي آخذ في التغيّر، لافتاً إلى أن هذا التحوّل العالمي يصبّ في اتجاه الإضعاف لجبهة أعداء الجمهوريّة الإسلاميّة، وهذا أمر مهم، مبيناً بأن هذه التطورات تجري بسرعة كبيرة، وموجهاً الدعوة لمسؤولي الجمهورية الإسلامية بزيادة المبادرات على صعيد السياسة الخارجية. وهذا ما يدلّ على أن طهران في المرحلة المقبلة، ستركّز جداً على تعميق علاقاتها الخارجية في مختلف الاتجاهات.
أمّا مؤشرات الضعف الذي أصاب الدور الأمريكي:
_ نشوء الثنائية القطبية فيها قبل عامين أو ثلاثة بسبب الانتخابات، وأن هذه القطبية الثنائية الحادة لا تزال على حالها، وهو ما استدلّ عليه بما جرى خلال الانتخابات الأخيرة للكونغرس قبل بضعة أشهر.
_ عدم تمكّن الإدارة الأمريكية من حل الأزمة السياسية للكيان الصهيوني الذي توليه أهمية كبيرة.
_ فشل واشنطن بتشكيل جبهة عربية متحدة ضد الجمهورية الإسلامية، وأن ما يحدث حالياً هو عكس ما أرادت، من خلال تصاعد علاقات المجموعة العربية مع إيران.
_ الفشل الأمريكي في إنهاء القضية النووية لإيران، وفق خطتهم عبر ضغط الحظر، وإحداث الضجة في وسائل الإعلام وغير الإعلام.
_ إشعال أمريكا لحرب أوكرانيا، والذي أدّى الى حصول شرخ تدريجي ومتزايد بين حلفائها الأوروبيين وبينها، كونهم هم من يتلقى ضربات هذه الحرب بينما تحصد أمريكا منفعتها.
_ وصول العديد من الحكومات المعادية للولايات المتحدة الى السلطة، في بلدان عدّة من أمريكا اللاتينية التي تعتبرها الإدارة الأمريكية حديقتها الخلفية. مشيراً الى فشل واشنطن في إسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وحكومته.
_ اتجاه الدولار الأمريكي نحو الضعف في العالم، بحيث هناك دول كثيرة تحوّل تعاملاتها من الدولار إلى العملات الوطنية أو غيرها.
الكيان المؤقت
أما بالنسبة للكيان المؤقت، فاعتبر الإمام الخامنئي بأن الأخير لم يواجه خلال 75 عاماً من عمره، مثل هذه الأزمات الرهيبة كما هو عليه اليوم، وهي:
1)التزلزل السياسي: استبدال 4 رؤساء وزراء خلال 4 سنوات، وسرعة تفكك الائتلافات الحزبية، وثنائيّة القطب الشديدة في أرجاء الكيان. واستدل الإمام الخامنئي على ذلك من خلال المظاهرات التي شارك فيها 100 ألف و200 ألف وأكثر في "تل أبيب" ومختلف المدن الأخرى. وهذا ما لا يمكن للإسرائيليين تعويضه عندما يطلقون 4 صواريخ على منطقة ما.
2)الهجرة العكسية لليهود والتي سيبلغ عددهم قريباً 2 مليون.
3)اعتراف مسؤولي كيان الاحتلال بأن انهيار كيانهم قريب وبأنهم لن يشهدوا الأعوام الـ 80 من عمره.
4)قوة فصائل المقاومة الفلسطينية التي صارت عشرات الأضعاف ما كانت عليه سابقاً، مستدلّاً على تنفيذ الفلسطينيّين 27 عمليّة في الأراضي المحتلّة خلال 24 ساعة (ونشير هنا إلى أن الخطاب قد سبق الهجمات الصاروخية التي انطلقت من غزة ولاحقاً من جنوب لبنان من أيام، والتي أُتبعت بعمليات بطولية أبرزها في الأغوار والقدس المحتلتين.
5)زيادة اقتدار جبهة المقاومة في المنطقة.
الكاتب: غرفة التحرير