الأربعاء 25 تشرين أول , 2023 03:35

ورقة قانونية: التورط الأمريكي في جرائم الإبادة الجماعية في غزة

تدمير غزة

المشاركة والدعم الأمريكي المطلق للكيان في حربه على غزة معلنة، وفي عالم الجريمة الشريك كالأصيل عليه تحمل المسؤولية الجنائية بنفس الجرم وفقا لنتائجه. أصبح واضحا اليوم، الدعم اللامتناهي الذي تقدمه الإدارة الامريكية، بل كل الغرب للكيان. وما صمتهم على ما يحصل من انتهاكات جسيمة وصارخة لكل قواعد القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية، الا مشاركة في الدم، وبشكل علني ومباشر. يكفي الإشارة الى الموقف الأمريكي والغربي في مجلس الامن الدولي، حيث اشارت مندوبة الولايات المتحدة في المجلس عقب مناقشة مشروع قرار تقدمت به البرازيل: رفضنا مشروع القرار الخاص بغزة لعدم إشارته على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها...أفعال حماس هي سبب الأزمة الإنسانية والمعاناة في غزة"، وأشار المشروع الي ضرورة حث جميع الأطراف على الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ودعا الى هدن إنسانية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق". لكن أعضاء المجلس الـ 15 لم يتفقوا على مشروعي قرارين يهدفان إلى وقف إطلاق النار، وإنشاء ممر إنساني للفلسطينيين المحاصرين، إضافة إلى أمور أخرى وفي كل مرة يصطدم المشروع المقدم (البرازيلي، الروسي) بالفيتو الأمريكي المؤيد علنا للعدوان الإسرائيلي على غزة.

الى جانب ذلك كله، ومع التغطية الامريكية والغربية الكاملة للجرائم الإسرائيلية، تستمر المواقف الامريكية والأوروبية في مجلس الامن على حالها، بهدف منع اصدار أي قرار يدين الكيان الصهيوني ويدين جرائمه وانتهاكاته سواء في غزة او في الضفة. من هذا المنطلق يتلخص الموصف الأمريكي مما يحصل الآن في غزة فيما يلي:

- السلوك الأمريكي يزداد خطورة رغم تحذير بايدن الكيان الصهيوني، وقادته من التورط في إعادة احتلال غزة!

- حالة المد والجزر ستستمر وستقود إلى إجهاد سياسي وعسكري من الممكن أن يفضي لارتكاب أخطاء استراتيجية كبرى.

- التورط الأمريكي يتنامى شيئا فشيئا، منذرا باحتمال تورط واسع في وجود تيار أمريكي مشجع ورغبة إسرائيلية، يمكن أن تفتعل حوادث أمنية تساعد وتقود لذلك.

- المؤشرات على الارض تؤكد إمكانية تورط أمريكا واسع النطاق في الصراع، الأمر الذي تترقبه روسيا والصين على أمل تغذيته لتعميق أزمة أمريكا في المنطقة.

- حشود أمريكية قد تكرر حادثة خليج تونكين بفيتنام بزعم استهداف مدمرات أمريكية من قبل فيتنام الشمالية عام 1964 ما أفضى لتورط أمريكي طويل بحرب فيتنام انتهى بهزيمة.

- نشر 2000 جندي أمريكي بفلسطين المحتلة لمساعدة قوات الاحتلال، وتقديم الدعم اللوجستي والمشورة؛ تزامن مع مشاركة انتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي للمرة الثانية في أقل من أسبوع، في الاجتماع الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

- تعاظم الحشود العسكرية والحراك الدبلوماسي الأمريكي الممزوج بالغطرسة؛ يرفع من حدة التوتر في الاقليم، ومن الممكن أن يفضي إلى حرب إقليمية واسعة تقود لانحسار النفوذ الأمريكي، خاصة أن موسكو التي أجرى رئيسها بوتين اتصالات مع كل من سوريا وإيران والكيان الصهيوني؛ سارعت على لسان الناطق باسم الرئاسة فيها إلى التحذير من حرب إقليمية، عارضةً الوساطة على الاطراف المنخرطة في المواجهة

- السلوك الأمريكي يزداد خطورة رغم تحذير الرئيس الأمريكي بايدن الكيان الصهيوني، وقادته من التورط في اجتياح قطاع غزة وإعادة احتلاله، إلا أن المؤشرات على الارض تؤكد إمكانية تورط أمريكا على نطاق واسع في الصراع، الأمر الذي تترقبه روسيا والصين على أمل تغذيته لتعميق أزمة أمريكا في المنطقة

عكست الأيام الأخيرة قدراً من الارتباك والتردد وفقدان العقلانية لدى الادارة الأمريكية، ما يعني إمكانية التورط في حرب اقليمية واسعة؛ لا يبدو أن أمريكا تعمل بجد على تجنب التورط فيها، إذ تتجاذبها الضغوط الداخلية، والمخاوف من خسارة حليفتها الحرب، وانكسارها استراتيجيا. يبدو أنّ حالة المد والجزر ستستمر وستقود إلى إجهاد سياسي وعسكري من الممكن أن يفضي لارتكاب أخطاء استراتيجية كبرى من قبل الولايات المتحدة. من هنا يظهر الدور الأمريكي الكامل في هذه الحرب، ليس فقط بسبب اعلان الدعم الكامل للكيان الصهيوني، والتغطية على جرائمه، بل والمشاركة في هذه الجرائم.

صرّح الرئيس بايدن بنوايا الولايات المتحدة: "لقد أوضحت لرئيس الوزراء نتنياهو أننا على استعداد لتقديم جميع وسائل الدعم المناسبة لحكومة وشعب إسرائيل". وهذا يتماشى مع نصف قرن من السياسة الأمريكية. والمشكلة هي أن هذا الالتزام يحدث عندما ترسل الولايات المتحدة أيضاً معدات إلى أوكرانيا لمساعدتها على صد الغزو الروسي وإلى تايوان لتعزيزها في مواجهة التهديدات والاستفزازات الصينية. تكشف الدراسة تلو الأخرى عن أوجه القصور في مخزونات الأسلحة والذخائر الأمريكية. وبالنظر إلى هذه الالتزامات الأخرى، هل تستطيع الولايات المتحدة أن تحافظ على إمدادات الكيان الصهيوني، أم أن هذا يتجاوز ما يمكن أن تفعله حتى قوة عظمى؟

ومن هذا المنطلق، الى أي مدى يمثل هذا الدعم المفتوح والمطلق والمستمر حجة لإدانة الولايات المتحدة بوصفها شريك للكيان في ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية للشعب الفلسطيني؟

للاطلاع على الدراسة كاملة إضغط هنا.





روزنامة المحور