الثلاثاء 31 تشرين أول , 2023 01:44

خيارات جيش الاحتلال في التوغل البري؟

دبابات إسرائيلية على أبواب غزة

لا زال نسق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ معركة طوفان الأقصى في ال 7 من أكتوبر/ تشرين الأول يراوح مكانه، عبر استهداف لكل ما هو حجر وبشر؛ سوى المزيد من المجازر دون أدنى اعتبار لأيٍ من القوانين والشرائع السماوية والدولية؛ حتى أصبحت المستشفيات هدفاً مشروعاً لآلة الحرب والدمار الصهيونية، وأضحى مجمع الشفاء هدفاً رئيسياً للكذب والتزييف الإعلامي الصهيوني والتضليل المعلوماتي لا سيما بعد قصف المستشفى المعمداني حيث ارتكب الاحتلال أبشع مجازر القرن وارتقى فيها ما يزيد عن ال 500 شهيد جُلهم من الأطفال والنساء النازحين من بيوتهم المهدمة، وما أعقبها من استهداف للنازحين في كنيسة الروم الأرثوذكس وسط غزة.

بينما القصف الجوي مستمر بأشكاله المتعددة؛ فلا زال التهديد بالحرب البرية منذ اليوم الأول قيد التحديث على مسمياته حتى وصل لمسمى العمليات البرية، فرغم محاولات جيش الاحتلال لتنفيذ بعض العمليات لعدة أمتار بدخول عدد من الدبابات؛ تصدت لها كتائب القسام وسرايا القدس على عدة محاور قبل أن تعود أدراجها خلف السلك الزائل، وتكبد خسائر اعترف بها بعد أن وقع في كمين على محور كيسوفيم، لكن يبقى السؤال ما هي خيارات جيش الاحتلال في العمليات البرية؟

أولا: يقوم جيش الاحتلال بعملية برية محدودة مكتشفاً ما يوجد أمامه من كمائن يتم التعامل معها من خلال الطيران الحربي قبل الانتقال إلى منطقة أخرى، أو يقوم الطيران الحربي بتنفيذ حزام ناري لعدة أمتار أمام الجيش للتخلص من المخاطر قبل الدخول للمحور المستهدف، لكن هذه الطريقة تحتاج لوقت طويل ومكلفة جدا، وغالباً ما تتغلب عليها المقاومة من خلال الالتحام مع جنود الاحتلال والاشتباك عن قرب مما يحجم سلاح الطيران وتبقى خياراته محدودة كما حدث في اليومين السابقين من الدخول لعدد من المحاور.

ثانياً: عملية مباغته وسريعة كعملية طوفان الأقصى التي أبدعت فيها كتائب القسام، من خلال إجراء تمويه سياسي كالقرب من انجاز صفقة أو غيرها من المكاسب السياسية أو الاقتصادية لقطاع غزة؛ أو عسكري يتم فيه جلب تركيز المقاومة على محاور معينة والمباغتة من محاور أخرى تصبح ضعيفة حسب تقديراتهم، أو جذب المقاومة لكمائن كما حدث من خلال ما يسمى عملية مترو الأنفاق في معركة سيف القدس والذي تمكنت المقاومة من خلال معلومات استخباراتية من اكتشافه والتعامل معه.

ثالثاً: يقوم بعملية برية من خلال البحر او البر في محاور يُعتقد أنها قد تكون خاصرة ضعيفة؛ مستغلا المساحات الواسعة المكشوفة والتي يستطيع خلالها الطيران الحربي مسح الأرض أمامه، ولكن هذا لن يحقق الا المكسب النفسي لجيشه، لأنه لن يحقق الكثير من الإنجازات على الصعيد العملياتي، وسيحتاج لخطة أخرى عند اقترابه من الوصول للمدن إن لم تواجهه مفاجآت تربك حساباته.

رابعاً: استخدام أنفاق عكسية قد يكون جهزها خلال المرحلة السابقة يقوم باستخدامها لعمليات الانزال وصولا لأماكن متقدمة ليتم مباغتة المقاومة من الخلف، أو القيام بمهمات خاصة داخل قطاع غزة كتحرير جنوده لو استطاع لوصول لمعلومات عن أماكن تواجدهم، مما يرفع من معنويات جنوده المهزومة بعد طوفان الأقصى، محاولاً بهذا اضعاف الجبهة الداخلية الحاضنة للمقاومة.

مما سبق يتضح أن خيارات جيش الاحتلال محدودة في قطاع غزة، وهذا ما يبرر التأخر والتردد في بدء العملية بالإضافة لبعض التجهيزات الميدانية التي تسعى لتنفيذها من خلال القصف الجوي على حساب قصف المدنيين؛ وانتظار الدعم الامريكي الأمني والميداني، ولذلك فإن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية من خلال متابعة إدارتها للمعركة فقد بات واضحا انها قد أعدّت نفسها لجميع الخيارات التي ستكبد العدو خسائر فادحة، وستجعل تكلفة استنزافه في خطة الانسحاب والعودة للخلف أعلى مما يتخيل، وعلى ما يبدو أننا امام أيام خيارات الهزيمة لجيش الاحتلال أعلى من فرص التفوق العسكري على المقاومة.


الكاتب:

فادي رمضان

-كاتب صحفي فلسطيني




روزنامة المحور