الثلاثاء 31 تشرين أول , 2023 04:25

قطاع غزة لا يشبه أحداً

فلسطيني من قطاع غزة يرفع علم بلاده فوق دبابة ميركافا الإسرائيلية

وفقاً للعديد من المؤشرات الميدانية، المتقاطعة مع ما تنشره وسائل إعلام أمريكية، وخصوصاً موقع أكسيوس الذي نقل عن مسؤولين أميركيين بأن الرئيس جو بايدن يريد أن يكون الغزو الإسرائيلي البري أقرب إلى ما حصل في الموصل العراقية عام 2016، وليس ما حصل الفلوجة عام 2004.

هذا الأمر دفع بالإدارة الأمريكية الى إرسال الجنرال جيمس غلين، الذي ترأس سابقا العمليات الخاصة لمشاة البحرية الأميركية (المارينز) والملقّب بـ "سفاح العراق"، لكي يقدم المشورة لقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن تخطيطهم العسكري للعمليات البرية في قطاع غزة، والتي يبدو بأنها تسير وفقاً لإستراتيجية المشي البطيء، لأن جميع هؤلاء (أي الأمريكيين والإسرائيليين) يخشون من مفاجآت المقاومة في قطاع غزة.

غزة لا تشبه أحد

هناك العديد من النقاط التي يمكننا من خلالها الجزم، بأن العملية البرية الإسرائيلية الواسعة في قطاع غزة، لن تكون كما يتخيلها الأمريكيون أو الإسرائيليون إطلاقاً. فوضع المقاومة الفلسطينية في القطاع يختلف في أغلب الأمور عن وضع تنظيم داعش الوهابي الإرهابي في مدينة الموصل – مع الإشارة الى أن القوات العراقية من حشد شعبي وجيش وشرطة وقوات مهام خاصة هي من حققت إنجاز تحرير المدينة وليس القوات الأمريكية - وأبرز هذه النقاط:

_ تمتلك فصائل المقاومة الفلسطينية عشرات آلاف المقاومين المجاهدين المتمرسين والمتدربين والمجهزين والمنتظرين لهذه المعركة بأشد الروحية القتالية والدينية، وهو ما لا يملكه أفراد الجيش الإسرائيلي، وهذا ما لم يكن مقاتلي داعش يمتلكونه أيضاً (لغياب الأيديولوجية لديهم والقضية المحقّة).

_المقاومة تتمتع باحتضان ودعم ونصرة أهل القطاع، بينما داعش كانت قوة تسلّط وبطش ضد أهل الموصل، وبالتالي فإن أهل غزة لن يرحبوا بالغزاة الإسرائيليين، كما تصرف أهل الموصل مع منقذيهم في القوات العسكرية العراقية. وبالتالي سيكون لأهالي قطاع غزة مواجهات بطولية مع قوات الاحتلال لن يقلّ تأثيرها عن مواجهات المقاومة العسكرية.

_بقي داعش في الموصل لمدة 3 سنوات تقريباً، فيما فصائل المقاومة موجودة في غزة منذ عشرات العقود، بحيث توارث مقاوميها قضيتهم جيلاً بعد جيل. ومن جهة أخرى فإن ما تملكه المقاومة في غزة من قدرات ومدن أنفاق وغيره، يجعل ما ملكته داعش في الموصل من قدرات وأنفاق يبدو وكأنه متاهة صغيرة.

_تمتلك المقاومة ورقة ضغط قوية، وهي الأسرى الإسرائيليين الذين يزيد عددهم عن 200 أسير (ربما يصل العدد الى 300). وبالتالي قد تقوم الفرق الإسرائيلية المشاركة في الغزو بقتل أسراها، ومن الواضح أن أهاليهم يلعبون دوراً مهماً سيكون ضاغطاً بقوة مستقبلاً.

_استمرار قدرة المقاومة في القطاع على إطلاق الصواريخ ضد الكيان، سيشكل عبئاً قوياً على سلطات القرار في الكيان.

_ وجود محور المقاومة الذي سيمنع الاستفراد بقطاع غزة ومقاومته، وسيكون له إجراءاته التصعيدية التي ظهرت في العديد من الساحات في لبنان والعراق وسوريا واليمن، والتي قد تصل الى حدود الحرب الكبرى، كما هدّد بذلك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ذات مرّة.

فمن هو سفّاح العراق الأمريكي؟

_قائد في مشاة البحرية الأمريكية، يشغل حالياً منصب نائب القائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في مشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، وهو المنصب الذي تولّاه منذ تشرين الأول / أكتوبر من العام 2022.

_تولى قيادة العمليات الخاصة في المارينز من حزيران / يونيو 2020 إلى أيار / مايو 2022.

_تخرج بدرجة بكالوريوس عام 1989 من الأكاديمية البحرية الأمريكية وحصل على درجة ماجستير في شؤون الأمن القومي من الكلية الحربية للجيش الأمريكي، ودرجة ماجستير في الدراسات العسكرية من كلية القيادة والأركان لسلاح مشاة البحرية، وهو خريج مدرسة الحرب البرمائية لسلاح مشاة البحرية.

_تشمل مسيرته العملياتية:

1)معركة الفلوجة عام 2004.

2)الرمادي عام 2006.

3) معركة الموصل عام 2017 (أي في أواخر معركة تحريرها).

4) معركة الرقة (بحسب المزاعم الأمريكية).


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور