في خطوة لا يمكن وصفها إلا بالبائسة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً في منشور تم إلقاؤه في مناطق عدة من قطاع غزة، عن جوائز مالية لمن يعطيه معلومات عن قادة المقاومة الفلسطينية في حركة حماس تمكنها من قتلهم: يحيى السنوار وشقيقه محمد، ومحمد الضيف، ورافع سلامة، الذي تكشف إسرائيل عن اسمه لأول مرة، والذي وضعت بجانب صورته مكافأة 200 ألف دولار. فهذه الخطوة تُثبت بأن إسرائيل ما زالت عاجزة عسكرياً واستخباراتياً، عن تحقيق الأهداف التي وضعتها للحرب، لذلك لجأت الى هذه الوسيلة، أملا في تحقيق إنجازٍ ما (مع العلم بأن قادة المقاومة بمختلف الفصائل يطمحون الى رتبة الشهادة منذ انضمامهم الى العمل المقاوم).
ومن المضحك بأن المنشور الإسرائيلي قد زعم بأن حركة حماس قد فقدت قوتها، وأن قادتها لم يتمكنوا من قلي بيضة، متوعداً بنهاية قريبة للحركة. وقد ردّ عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق على هذا المنشور قائلاً: "لا وقت لقلي البيض، مقاومونا منشغلون بشواء الميركافا".
من جهة أخرى، فور انتشار صور المنشور الإسرائيلي، بدأت وسائل إعلام فلسطينية وعربية وحتى عبرية، بتداول معلومات عن رافع سلامة، الذي وصفه البعض بقائد لواء خان يونس في الحركة (أي في كتائب الشهيد عز الدين القسام)، أي اللواء الذي يعدّ أحد الألوية الأكثر شراسة والأشد فتكاً بالقوات الإسرائيلية، فيما قال البعض بأن سلامة يشغل أحد مناصب القيادة في اللواء.
فما هي أبرز المعلومات التي تم تداولها عن القائد سلامة؟
_ينحدر من عائلة فيها العديد من الشهداء، في مقدمتهم والدته الشهيدة رحيمة أبو شمالة التي ارتقت وهي تحمي ابنها من هجوم نفذه جيش الاحتلال على بيتهم (يُقال بأنها استشهدت بعد أن تجمدت أمام باب منزلها دون أن تسمح للجنود الإسرائيليين بالدخول لاعتقاله، لتتأكد أن نجلها رافع قد تمكن من الهرب، وعندها أطلق عليها جنود الاحتلال عشرات الرصاصات). وخاله هو الشهيد جواد أبو شمالة الذي كان عضواً في المكتب السياسي لحماس ومقرباً من القائد يحيى السنوار، وكان معروفاً بأدبه الجمّ ودماثة خلقه وعقليته الفذة، والذي استشهد في أول أيام معركة طوفان الأقصى.
_ كان يعمل في وظيفة مرموقة في مدرسة الحوراني الإعدادية بمخيم خان يونس التابعة للأمم المتحدة، قبل أن يستقيل منها للتفرغ للمقاومة.
_تعرَّض لعدد من محاولات الاغتيال التي نجا منها جميعاً، ومنها ما حصل في عام 2021، حيث أعلن جيش الاحتلال تدمير منزله في غزة، واصفاً البيت بأنه "جزء من البنية التحتية الإرهابية" التي استهدفتها العملية. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت آنذاك: "إنّ قادة بارزين نجَوا بفارق لحظات قليلة من استهدافهم، من بينهم سلامة والسنوار وغيرهما".
_يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن التخطيط والتنفيذ لعدد من العمليات ضده والتي أدّت الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وأهمها:
1)عملية الشهيد عمر طبش عام 2005: التي تم خلالها تفجير الغرفة المخصصة لضباط الشاباك في موقع أروحان العسكريّ وسط قطاع غزّة.
2)عملية الشهيد أحمد أبو طاحون عام 2007: التي أطلق عليها اسم "صيد الأفاعي 3"، والتي استهدفت قوة إسرائيلية خاصة توغلت بشكل محدود قرب معبر صوفا شمال شرقي مدينة رفح.
3)اختطاف وتأمين الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط (عام 2006)، وغيرها من العمليات.
_ يزعمون بأنه هو الذي يدير الآن مركز القتال المركزي جنوبي قطاع غزة.
الكاتب: غرفة التحرير