يكشف تقرير استقصائي من إعداد المحققين الصحفيين Jack Poulson و Lee Fang، وقد نُشر على موقع Substack في شهر كانون الأول 2023، كيف تقوم مجموعة من أكثر من 300 شخصية ذات نفوذ ومؤيدة للصهيونية، بالتنسيق فيما بينها لتوجيه الرأي العام لصالح "إسرائيل" والتحكم بتدفق المعلومات ومصادرها، وممارسة الضغوط والابتزاز والتهديد والطرد من العمل من وراء ستار ضدّ معارضي السياسة الإسرائيلية والمتعاطفين مع فلسطين. وهذه الشخصيات تضمها مجموعة واتسآب يشارك فيها مستثمرون ومسؤولون تنفيذيون وناشطون أمريكيون في وادي السيليكون ومجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى مسؤول حكومي إسرائيلي على الأقل، وأفراداً مرتبطين بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك). تعمل مجموعة الواتسآب هذه مع مختلف الأطراف على تبادل الأفكار، والتعاون في سبيل ما يُسمى "الدفاع" عن "إسرائيل" في وسائل الإعلام، والأوساط الأكاديمية، وعالم الأعمال. وتعكس مدى التنسيق بين القوى الداعمة لـ"إسرائيل"، وكيفية استغلال "إسرائيل" وحلفائها الأميركيين لقطاع التكنولوجيا المؤثِّر لحشد الدعم العالمي لـ"إسرائيل" في معركة طوفان الأقصى، ولملاحقة أي نشاط عالمي داعم للفلسطينيين والضغط لإيقافه.
تكشف محادثات المجموعة عن التكتيكات التي يتّبعها المنتسبون إلى جانب أهدافهم، والتي غالباً ما تكون من مثيرة للجدل، مثل مضايقة منتقدي "إسرائيل" على وسائل التواصل الاجتماعي، كما حصل مع رجل الأعمال في وادي السيليكون بول جراهام؛ وفصل موظفين وأكاديميين في أبرز الجامعات والمؤسسات الأمريكية، حيث هناك مجموعة عمل مهمتها "إقالة الأساتذة الذين يعلمون الأكاذيب لطلابهم"، وتشمل القائمة أكاديميين في جامعة Cornell University، وجامعة University of California Davis، والحرم الجامعي لجامعة New York University في أبو ظبي، وغيرها، كما يعمل أعضاء المجموعة مباشرة مع مدراء تنفيذيين في مجال التكنولوجيا على مستوى عالٍ لإقالة موظفين مؤيدين للفلسطينيين؛ وإلغاء مجالات التحدث في الجامعات، كما حصل عبر الضغط على جامعة ولاية أريزونا لإلغاء مشاركة للنائب رشيدة طليب في فعالية تقيمها، والضغط على جامعة University of Vermont لإلغاء محاضرة محمد الكرد، وهو كاتب فلسطيني في مجلة ذا نايشن؛ والتحقيق في مصادر تمويل الهيئات الطلابية مثلModel Arab League، كما ركَّزت العديد من الرسائل في المجموعة على كيفية تشكيل حياة الطلاب في جامعة Stanford University، بما في ذلك دعم نشطاء مؤيدين لـ"إسرائيل"، وتشويه سمعة الصحفيين من جهة والضغط على وسائل الإعلام البارزة من جهة أخرى لإقالتهم ولضبط وتوجيه رسائلهم الصحفية.
ومن الجمعيات المؤيدة لـ"إسرائيل"، التي قامت بحملات للضغط على وسائل الإعلام الرئيسية لتقديم تغطية مؤيدة عن "إسرائيل" خلال معركة طوفان الأقصى، المركز البريطاني الإسرائيلي للاتصالات والبحوثBritain Israel Communications and Research Centre—BICOM، الذي يموّله بوجو زابلودوفيتش Poju Zabludowicz، ابن مؤسس شركة أسلحة إسرائيلية مملوكة حالياً من Elbit Systems. وتشمل إحدى الجهود الحالية للمركز حملة رسائل إلى أعضاء البرلمان البريطاني، تطالبهم بالتحكم في تغطية بي بي سي BBC للصراع.
ومن ضمن الجهود الأخرى لمجموعة الواتسآب ضمن دفاعها عن "إسرائيل"، انتقاد وتشويه صورة منظمات حقوق الإنسانHuman Rights Watch وذلك لانتقاداتها الصريحة لسجل "إسرائيل" في الأراضي المحتلة وسلوكها العسكري. كما تدخلت المجموعة بمطالبة شخصيات حكومية باتخاذ إجراءات ضدّ Netflix بسبب عرضها لفيلم "الفرحة"، والضغط على أمازون عبر الإنترنت لإزالة السلع التي تحمل شعار "من النهر إلى البحر، ستكون فلسطين حرة".
للمرة الأولى خلال معركة طوفان الأقصى، تُكشف أسماء ومحادثات داخلية، ما وراء الكواليس، بين أصحاب نفوذ أميركيين داعمين لـ"إسرائيل" تفضح شبكة عملهم وسعيهم للضغط والتأثير والتغيير سواء في الشركات أم الجامعات أم المجال الإعلامي.
قام بترجمة التقرير مركز الزيتونة، مُرفق ببيانات تُنشر للمرة الأولى. على الرابط من هنا
المصدر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات