الجمعة 12 كانون الثاني , 2024 08:26

سكان الشمال: عودتنا غير مشروطة بحرب واسعة ضد حزب الله

إجلاء المستوطنين

تشهد الجبهة الشمالية للكيان المؤقت تزايداً في وتيرة التصعيد بالعمليات العسكرية بين حزب الله والكيان الإسرائيلي، وعلى إثر ذلك نزح أكثر من 200 ألف مستوطن من منازلهم في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان إلى مراكز أبعد جنوباً. في هذا الإطار، نتجت معضلة عند الحكومة الإسرائيلية تتعلق بضرورة تحسين الوضع الأمني وإعادة الأمان لسكان الشمال، بعدما سيطر عليهم الخوف والقلق الشديدان، حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، في ظل استمرار المعركة على الحدود مساندةً لأهل غزة، والذي نفذ فيها حزب الله أكثر من 700عملية عسكرية قوية ومؤثرة. ورغم ذلك أشار استطلاع للرأي في الكيان إلى ان سكان الشمال "لا يرون أن عودتهم إلى هذه البلدات مشروطة بحرب واسعة ضد حزب الله".

تتزايد مخاوف السكان من عدم العودة إلى المستوطنات قبل تأمين الحدود، واصفين أداء قيادتهم بالتراخي ومعتبرين التهديد الأكبر يأتي من الشمال حيث يوجد حزب الله، من الجدير بالذكر، أن هؤلاء المهجرين لم يعتادوا على ترك بيوتهم طيلة العقود الماضية، كما أشار السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير. في هذا السياق، صرح عضو الكنيست، يتسحاق كروزر: "يجب إزالة التهديد القادم من الشمال، لا يمكننا العودة إلى واقع نرى فيه حزب الله جالساً على السياج، يجب على المواطنين والمقيمين في الشمال العودة إلى منازلهم بأمان. عندما يرى المواطنون أن التهديد الذي يشكله حزب الله لم يعد موجوداً، سيتمكنون من العودة إلى منازلهم".

معهد الأمن القومي في جامعة تل أبيب: عودة سكان الشمال غير مشروطة بحرب واسعة

منذ أن تم إجلاء سكان الشمال من منازلهم في أعقاب عمليات المقاومة النوعية، زعمت وسائل الإعلام  العبرية مراراً وتكراراً أن المواطنين لن يعودوا طالما لا توجد حرب واسعة النطاق مع حزب الله، إلا أن هذا الزعم ليس دقيقاً، حيث أفاد تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب بتاريخ 8/1/2024، بأن الجمهور الإسرائيلي وبشكل خاص سكان البلدات القريبة من الحدود اللبنانية، الذين تم إجلاؤهم عن هذه البلدات، "لا يرون أن عودتهم إلى هذه البلدات مشروطة بحرب واسعة ضد حزب الله"، وذلك خلافاً للخطاب العام والإعلامي في إسرائيل. يرجع هذا الموقف إلى قلق المستوطنين من نشوب حرب واسعة لا يستطيعون دفع أثمانها، وخصوصاً بعد أحداث 7 أكتوبر وفتح جبهة الحدود اللبنانية في اليوم التالي، وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس لجنة إحدى المستوطنات إيتان دافيدي "بأننا لسنا سكان الثمانينيات والتسعينيات أو سكان عناقيد الغضب، نحن سكان 7 تشرين الأول/أكتوبر وقد رأينا بأعيننا ما سيحدث لنا مع حزب الله عبر السياج".

بالعودة إلى تقرير معهد الامن القومي، يقول السكان ورؤساء السطات المحلية في البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية، في وسائل الإعلام، إنه "ليس بالإمكان الاعتماد على المفاهيم التي سادت قبل 7 أكتوبر بشأن نوايا حزب الله أو التزامه بمعادلاته للعمليات التي ينفذها، وأنهم لن يعودوا إلى بيوتهم قبل أن يبتعد ناشطو حزب الله عن الحدود".

السيد نصر الله للمستوطنين: من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم

وأكد السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بتاريخ 5/1/2024، على أنه "خلال كل المرحلة الماضية لم نستهدف "المدنيين"(المحتلين) كُنا نستهدف اهدافاً عسكرية وحتى داخل المستعمرات كنا نستهدف الأليات العسكرية والضباط والجنود الذين اختبأوا في البيوت، وإذا ضربنا بيوت فإنما كانت رداً على استهداف المدنيين عندنا" ويضيف أن المستوطنين ليسوا أهدافاً لحزب الله، وإن كان جرى استهدافهم بهذا بسبب تجاوز الإسرائيلي للقواعد المرسومة واستهداف المدنيين اللبنانيين. ليختم بتوجيه كلامه إلى المستوطنين في الشمال ليقدم لهم مفتاح الحل "أقول للمستوطنين الذين يطالبون بالحسم مع حزب الله، هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم.. إذا كنتم فعلا تبحثون عن الحل، الحل هو أن يتوجه مستوطنو الشمال لحكومتهم لمطالبتها بوقف العدوان على غزة، وأي خيار آخر لن يجلب لمستوطني الشمال إلا المزيد من التهجير والأثمان الباهظة."


الكاتب: حسين شكرون




روزنامة المحور