الخميس 01 شباط , 2024 03:57

أفيغدور ليبرمان حارس الملهى الليلي

أفيغدور ليبرمان

أفيغدور ليبرمان المولود في مولدوفا عام 1958، المعروف باليميني المتشدد، الذي يحظى بقاعدة واسعة بين المهاجرين اليهود، القادمين من الاتحاد السوفياتي السابق. سبق أن خدم في الجيش الإسرائيلي، قبل أن يحصل على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة العبرية في القدس، وكان خلال دراسته في الجامعة العبرية يعمل حارساً في ملهى ليلي في القدس. وفي الوقت الحالي، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، وعضو في "حكومة الطوارئ" الإسرائيلية.

منذ تولي ليبرمان منصب وزير الدفاع الإسرائيلي في مايو/أيار 2016، لم يدّخر جهداً في إطلاق تصريحات ناريّة ضد العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً، إذ من المعروف أنه "إذا أردت أن تزداد شعبيتك بين أفراد كيان الاحتلال عليك أن تبرز عداء أكبر ضد الفلسطينيين"، وهذا ما فهمه ليبرمان، وعرف جيداً كيف يوظّف هذا الأمر لمصلحته الشخصية.

مؤخراً تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية وثيقة مصنفة بأنها سرية للغاية تعود لعام 2016، توقعت شن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" هجوماً في قلب إسرائيل على غرار عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في 7 أكتوبر/تشرين الأول في منطقة غلاف غزة المتاخمة للحدود الإسرائيلية وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان قد قدم هذه الوثيقة في حينه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي حذرت "بشكل مباشر وصريح لا يقبل التأويل" من احتمال شن كتائب القسام حرباً تنقل فيها المواجهة إلى داخل المناطق الإٍسرائيلية، واحتوت على تفاصيل مطابقة إلى حد كبير لتفاصيل عملية طوفان الأقصى حسب ما رشح من معلومات عنها، لكن نتنياهو في ذلك الوقت -وفق نفس المصادر- استخف بوزير دفاعه ليبرمان وبما قدمه مما اضطر الأخير للاستقالة من منصبة بعد عام من ذلك.

أبرز مواقفه:

- يدعو إسرائيل إلى احتلال جنوب لبنان والسيطرة أمنياً على شمال غزة وتدمير محور فيلادلفيا المتاخم لمصر، كنتيجة ضرورية لما بعد حرب غزة.

- انتقد ليبرمان طريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الحرب ضد حماس، واصفاً حكومته بأنها "لا تعرف كيف تنهي الحرب في الجنوب – أو كيف تتصرف في الشمال".

- هاجم بشكل حاد مصر بسبب موقفها بخصوص العملية الإسرائيلية في محور "فيلادلفيا".

- يشتهر ليبرمان بمواقفه السياسية المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، ويعلن رفضه القاطع لإقامة دولة فلسطينية، ويرفض الانسحاب من أي أراضٍ فلسطينية محتلة، ويؤيد تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
- بادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 إلى مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام على فلسطينيين معتقلين بتهمة قتل أو المشاركة في قتل إسرائيليين، كما يرفض عملية السلام مع الفلسطينيين، ويقول إنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام.
- حينما كان في المعارضة، أطلق تصريحات نارية في 16 أبريل/نيسان 2016، قال فيها إنه في حال تولى منصب وزير الدفاع سيغتال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية خلال 48 ساعة من توليه المنصب. وعقب هذه التصريحات بنحو شهر ونصف الشهر، وتحديدا في الثلاثين من مايو/أيار 2016، انضم ليبرمان لحكومة نتنياهو، وتسلم منصب وزير الدفاع، واستمر في هذا المنصب حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2018، دون أن ينفذ الوعد الذي قطعه على نفسه، وهو ما عرّضه للكثير من السخرية. عقب استقالته من منصب وزير الدفاع، اتهم ليبرمان نتنياهو بمنعه من تنفيذ وعده باغتيال هنية، وقال في تصريحات صحفية إنه عندما كان وزيراً للدفاع قدّم أكثر من مرة خططاً رسمية لتصفية هنية، لكن نتنياهو كان الطرف الذي أحبط كل هذه الخطط. كما اتهم رئيس الوزراء بمنعه من تنفيذ عملية عسكرية ضد قطاع غزة عندما كان وزيراً للدفاع.
- يرفض وجود أقلية غير يهودية في إسرائيل: ليبرمان يتماهى إلى حدّ بعيد مع العقلية الصهيونية التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وقتل ما يمكن قتله منهم، ولم يخالف هذه الرؤى مطلقاً، بل أبدى تشدداً أكبر من الإسرائيليين أنفسهم حيال هذا الموضوع، إذ يعرف ليبرمان بمعاداته الشديدة لفلسطيني الداخل والتي بلغت حدّ دعوته في 2006 إلى قتل كل عضو عربي في الكنيست يجتمع مع أعضاء الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس، ويُعرف بمواقفه الداعية إلى تهجير من لا يعترف بـ"إسرائيل" دولة يهودية صهيونية.

لا يمكن إنهاء الحرب على قطاع غزة دون إبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني

يعتبر ليبرمان من الداعين إلى فتح الحرب على الجبهة الشمالية ولم تشمل تصريحاته أي حلول دبلوماسية، حيث أوضح أن مستوطني الشمال الإسرائيلي لن يعود أحد منهم إلى أماكنهم عندما يرون عناصر حزب الله على السياج، ولا بد من إبعاد قوات الحزب اللبناني لما بعد نهر الليطاني، ودعا إسرائيل إلى إعادة احتلال جنوب لبنان، قائلاً إنه على لبنان أن "يدفع بالأرض" ثمن الأضرار الناجمة عن هجمات حزب الله على شمال إسرائيل. بالإضافة إلى أنه "يجب على الجيش الإسرائيلي إغلاق منطقة واسعة من جنوب لبنان ودفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، حتى لو كان ذلك يعني 50 عاماً من الاحتلال".

في هذا السياق، قال خلال الاجتماع الأسبوعي لحزبه اليميني "إسرائيل بيتنا": "لا يمكن أن تكون هناك بلدات بأكملها تم فيها تدمير ما يقرب من نصف المباني ببساطة"، في إشارة إلى شمال إسرائيل حيث تضررت مبان بضربات صاروخية. وتابع: "من يبادر ويخسر يجب أن يدفع بالأرض - كما هو الحال في جميع الحروب - وإذا لم يدفع لبنان بالأرض، فمعناه أننا لم نفعل شيئاً". اعتبر أن "كل شيء بين نهر الليطاني وإسرائيل يجب أن يكون تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، والأمر سيكون أكثر صرامة من المرة السابقة"، مشدداً على أنه "لدينا تجربة سيئة مع المنطقة الأمنية" في إشارة لاحتلال جنوب لبنان في 1982، والذي انتهى بانسحاب القوات الإسرائيلية عام 2000. وقال: "لن نضم أي شيء، ولن نبني المستوطنات، لكننا لن نغادر الأراضي إلا عندما تكون هناك حكومة في بيروت تعرف كيف تمارس سيادتها".

ونختم بتصريح سابق للرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين، أصدرها قبل عدة سنوات، قال فيها -وفق فيديو تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية- "كان علينا قتل ليبرمان صغيراً، قبل أن يكبر ويقتلنا، فأنا أعرفه منذ كان صغيراً وهو حريص على تقديم نفسه بقسوة شديدة".


الكاتب: حسين شكرون




روزنامة المحور