الأربعاء 06 آذار , 2024 01:33

الشهيد القائد مهدي الكناني: شجاعة لا تحدّها حدود

الشهيد القائد مهدي الكناني

"أخو زينب" و"سيف العباس"، ألقاب ارتبطت بالشهيد القائد مهدي خادم عليوي الكناني، تدلّ على إحدى محطات جهاده ومقاومته، لكنها تعكس جانباً محورياً من شخصيته خلال العديد من المحطات، سواء ضد صدام حسين ونظامه أم ضد قوات الاحتلال الأمريكي، أم ضد المجموعات التكفيرية الإرهابية.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة القائد الكناني؟

_ولد في مدينة الصدر في العاصمة بغداد عام 1965، وقد نشأ وترعرع فيها مع أسرته التي اكتسب منها صفات الشجاعة والحنكة والذكاء، والتي عُرفت بعداءها الشديد لنظام صدام حسين، وتنفيذها لعمليات جهادية ضده. فأخوه عبد الهادي الكناني كان من الملاحقين بسبب عملياته ضد النظام لحين استشهاده عام 1998. وإحدى عمليات أخيه الشهيد كانت القضاء على كبار قيادات حزب البعث العراقي "فلاح الفلاحي" الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير أمن مدينة الصدر.

_ في منتصف التسعينيات، تعرفت أسرة الحاج مهدي على المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر (الذي استشهد لاحقاً على يد أجهزة أمن صدام)، وتعلقت في أفكاره الإصلاحية الثائرة ضد الظلم والفساد والطغيان. واستمرت هذه العلاقة وتعمّقت عندما كان مهدي يحضر صلاة الجمعة في مسجد الكوفة بإمامة الشهيد الصدر.

وبعد استشهاد السيد الصدر الثاني في شباط / فبراير 1999، استمر الحاج مهدي بنشاطه الثوري ضد نظام البعث، فشارك في تنفيذ العديد من العمليات البطولية ضدهم.

_ بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان / أبريل 2003، كانت لمهدي مواجهة مباشرة أولى مع جنود أمريكيين قرروا اقتحام أحد مكاتب الشهيد الصدر بمدينة الصدر، حينما قام بضربهم بقبضات يده وتمكن من انتزاع سلاح أحدهم، بعد أن قاموا بالاعتداء على راية الإمام المهدي (ع). وقد هرب به ليُشتت انتباههم ويفرق تجمعهم عن المكتب (بعدها بسنوات في العام 2012، قام بإهداء نفس السلاح للأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي خلال حفل افتتاح مكتب ممثلية الرصافة).

ومن ثم صار الحاج مهدي من أوائل المؤسسين للمجاميع الخاصة لمقاومة الاحتلال (التي تحول اسمها فيما بعد إلى عصائب أهل الحق)، وقد نفذّ العديد من العمليات وخاض الكثير من المواجهات مثل:

1)استهداف قواعد الإحتلال الأمريكي.

2)كان له دور كبير وبارز في انتفاضة النجف الاشرف ضد العدو الأمريكي عام 2004، حيث تولى مسؤولية آمرية جيش المهدي "ع" في هذه المدينة، وقام بالعديد من العمليات الموجعة ضد قوات الاحتلال.

3)عملية إسقاط طائرة هيلوكوبتر مقاتلة للاحتلال الأمريكي قرب مستشفى الحكيمة.

4)في إحدى المواجهات مع القوات الأمريكية بمنطقة الأورفلي ببغداد، تمكن بمفرده من تدمير عدد من آلياتهم، بالرغم مما كانت تحتاجه هذه المهمة الصعبة من دقة وحنكة.

_ كان من أوائل القادة والمشاركين في الدفاع عن سوريا خلال الحرب الكونية عليها ما بعد آذار / مارس 2011. فكان مع مجموعته في العصائب من الذين شاركوا في معارك الدفاع عن مقام السيدة زينب (ع)، حتى أنه في الفترة الأولى بقي هُناك أكثر من ستة أشهر دون أن يعود لأهله ولو ليوم واحد (مع أن سقف المأموريات حينها كان 40 يوماً).


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور