الإثنين 29 تموز , 2024 03:17

هل ينتهي خلاف غالانت- نتنياهو بالإقالة؟

أضافت مجزرة مجدل شمس التي ارتكبها كيان الاحتلال بحق المدنيين الدروز فصلاً جديداً من الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت. وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يهدد بها نتنياهو بإقالة الوزير من حكومته، إلا أن الخلافات التي تأخذ منحى تصاعدي في كل يوم إضافي من عمر الحرب، تعكس تشرذماً واسعاً في الحكومة، يصعب لملمته مع اتساع رقعة المعارضة أيضاً.

بعيد الاستهداف الذي نجم عن صاروخ إسرائيلي أصاب ملعب كرة قدم وراح ضحيته 12 شخصاً واصابة آخرين، أطلق غالانت جملة من التصريحات التي اتهمت حزب الله متوعداً برد قوي. وهذا ما اعتبره نتنياهو تجاوزاً للصلاحيات. وقالت هيئة البث العامة "كان" إن نتنياهو غضب من تصريح غالانت خاصة وأنه اجتمع مع قادة الأمن لمناقشة "الخيارات" واصداره "تعليمات إلى مؤسسة الدفاع وفقاً لذلك". معتبراً أنه "يريد إدارة الحرب بمفرده".

في حين طالت الانتقادات نتنياهو الذي استغرق قرار عودته إلى الكيان 8 ساعات. وتقول صحيفة هآرتس في هذا الصدد: "جاء التقرير الأولي عن سقوط الصاروخ القاتل وعدد الإصابات الجماعية من نجمة داود الحمراء حوالي الساعة 6:30 مساء بتوقيت إسرائيل. أقلعت "جناح صهيون" من قاعدة أندروز الجوية إلى مطار بن غوريون في الساعة 02:30 صباحاً بتوقيت إسرائيل. كل شيء موثق. ثماني ساعات".

وتقول صحيفة معاريف العبرية في هذا الصدد أن "غالانت لم يتخذ قراراً، بل إنه أمر بإعداد خيارات للرد الإسرائيلي". لكن ذلك لم يجعله بمنأى عن هجوم أعضاء الكنيست.

وبحسب محللين إسرائيليين فإن مقربين من رئيس الوزراء، يعتقدون ان "فكرة التخلص من وزير الدفاع قائمة، وربما أكثر مما كانت عليه في الماضي".

وعن طرح نتنياهو لاسم جدعون ساعر كبديل عن غالانت، لا يبدو أن الأول يتجه فعلاً نحو هذا الخيار، على الرغم الشكوك المتزايدة بينهما. اذ لا مبرر واضح يقدمه للجمهور لإقالته مرة أخرى، بعد أن أعاده إلى العمل، خاصة على ضوء الاحتجاجات المحتملة. من ناحية أخرى، فإن ساعر أيضاً لا يحظى بثقة نتنياهو. في حين يرى ساعر أيضاً أن لا معنى لانضمامه لحكومة قد تسقط في غضون أشهر، وتحمل عبء الحرب وإعادة الأسرى.

ويأتي هذا الخلاف ضمن سلسلة من التناقضات التي تحيط بتفكير الرجلين بعدد من الملفات. وكانت القناة 12 قد نقلت عن مصدر قوله إن الخلاف بين نتنياهو وغالانت يحول الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد إلى "وسطاء" خلال زمن الحرب، مما يعيق تحقيق أي أهداف استراتيجية.

وقال مصدر آخر للقناة 13 إن "أحد أسباب عدم توصل النظام الإسرائيلي إلى قرار بشأن قضية "اليوم التالي" هو أن نتنياهو "لن يوافق" على قبول خطة غالانت على الرغم من حقيقة أن مقترحات وزير الأمن لم تكن مختلفة بشكل كبير عن مقترحات نتنياهو... لم يكن هناك اجتماع ثلاثي بين رئيس الوزراء ووزير الأمن ورئيس الأركان منذ فترة طويلة، مما يسلط الضوء على مدى سوء العلاقات داخل مجلس الوزراء".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق عن مصدر مقرب من نتنياهو قوله إن وزير الأمن يوآف غالانت هو بيدق في يد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي.

وكان قانون تجنيد الحريديم المتطرفين نقطة خلاف أساسية بين الجانبين أيضاً. حيث عارض غالانت في اجتماع حكومي عقد بشأن رفع سن الخدمة للجنود الإسرائيليين من 32 شهرا إلى 36 شهرا، انخراط الوزراء في السياسة. وقال "في مواجهة التهديد المتزايد في الشمال، يرفضون تمديد الخدمة العادية...نحن نمارس السياسة بدلاً من التوصل إلى اتفاقات".

وانتقد وزراء آخرون في الليكود إصرار غالانت على السعي للحصول على موافقة أوسع على مشروع قانون لتعديل قانون التجنيد، بدعم من بيني غانتس من حزب "أزرق أبيض"، باعتباره يتيح مساراً لوزير الحرب السابق لزرع الخلاف داخل الائتلاف ويؤدي إلى انتخابات مبكرة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور