الخميس 15 آب , 2024 03:04

خسائر الكيان الاستراتيجية وقابلية الترميم

خسائر إسرائيل الاستراتيجية

تعددت أوجه الهزيمة التي منيَ بها الكيان الصهيوني منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وحتى اليوم، أي بعد مرور حوالي 10 أشهر على الحرب. هذه الهزائم لم تكن تكتيكية فحسب، بل هي هزائم استراتيجية تتعلّق بمقومات الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ما يرتبط بها من ناحية الأمن والعسكر والأيديولوجية، والتي شكّلت مقدّمة لفقدان مقومات الوجود في المجتمع الإسرائيلي ونسيجه الاجتماعي، كما ولتَحلّل الأيديولوجيا التي تشكل منها المشروع الصهيوني مقابل تجذر الانتماء إلى الأرض الفلسطينية.

وعلى الرغم من أن قطاع غزّة دفع ثمنًا باهظًا على الصعيد البشري والمادي، إلّا أن تقويم الأرباح والخسائر في حرب لامتماثلة لا يُحتسب بالطريقة التبسيطية، ولا يمكن تقويم نتائج حرب طوفان الأقصى كما يتم تقويم الحروب التقليدية التي تحدث بين جيوش نظامية، حيث تقاس نتائجها بأعداد الجنود القتلى ومساحة الأرض المحتل. فمعيار النصر في حرب طوفان الأقصى يحتسب بحسب قدرة التحمل النفسية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية لدى كل طرف، ومن يملك قدرة تحمل وتماسك سياسي وتكيف اقتصادي، هو الذي يستطيع أن يصل إلى تعطيل إرادة القتال لدى الطرف الآخر.

تدرس هذه الورقة خسائر الكيان الاستراتيجية على الصعيد النفسي، الاجتماعي، السياسي، العسكري، الإقليمي، الاقتصادي، الرأي العام الدولي، وعلى صعيد الشخصية اليهودية؛ مع مقارنتها بالخسائر الفلسطينية على الصعيد الاقتصادي والبشرّي والمعنوي. كما تبحث الورقة وتقّيم منجزات الكيان مقابل منجزات غزّة بعد 10 أشهر من الحرب، وتفحص قابلية الترميم على المدى الطويل في حالة النصر أو الهزيمة للطرفين. سنقتصر في هذه المادة على تعداد الخسائر الاستراتيجية للكيان المؤقت فقط، ويمكنك تحميل الورقة بشكل كامل في الأسفل.

خسائر الكيان الاستراتيجية

الخسائر الاستراتيجية العامّة:

- صدع عميق في نظرية الردع الإسرائيلية، وتعمّق هذا الصدع أكثر مع فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب المعلنة وتحقيق الحسم: (انهاء حركة حماس، واستعادة الأسرى بالقوة، وإعادة المستوطنين إلى غلاف غزة دون تهديد).

- تبدّل الرأي العام العالمي وصورة "إسرائيل" في العالم، والتي ارتبطت بأعمال القتل والتجويع والإبادة في غزة، والذي بذل الكيان جهدًا كبيرًا لمحاولة صياغتها واحتواءها، إلا أنه فقد السيطرة عليها.

- مواجهة الكيان نزيف استراتيجي طويل الأمد على خلفية أعداد القتلى الإسرائيليين في الحرب، فبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي المنشورة على موقعه الرسمي، بلغت حصيلة قتلاه منذ بداية الحرب ولأول مرّة (حتى 18-7-2024) 682 قتيلًا، بينهم 326 ضابطًا وجنديًا قتلوا منذ بداية العملية البرية على غزّة 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

- الكشف عن أن الكيان المؤقت غير قادر على مواجهة متعددة الساحات، ذلك ما استدعى تدخلًا أمريكيًا لردع جبهات المحور من الانضمام إلى الحرب، إلا أن هذا الدعم لم يحقق الهدف، فالعمليات التي تصدر عن قوى محور المقاومة ظلّت قائمة بل وتوسعت بالشكل التي تطلبه كل مرحلة حتى طالت عمق الكيان -تل أبيب.

- انهيار سردية الاحتلال بشكل سريع؛ فما بنته "إسرائيل" خلال 75 سنة من "المظلومية"، تهاوى في الأشهر الأولى للحرب بسبب مستوى التوحّش لارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، إلى حد اتهام "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.

- بروز عزلة "إسرائيل" دوليًا، مع تصاعد مستوى التوتر بين واشنطن وتل أبيب، حيث باتت الانتهاكات الإسرائيلية وسلوكياتها العدوانية ضد الأطفال والمدنيين العزّل، تحرج الولايات المتحدة أمام شعبها والرأي العام الدولي.

- تغلغل مفهوم التهديد الوجودي وقلق البقاء في العقلية والوعي اليهودي.

- مواجهة الكيان عقدة إعادة تثبيت نفسه كقوة وازنة، وكلاعب أساسي في المعادلات الإقليمية، بعدما فقد القدرة على حماية أمنه القومي و"استئصال مصادر التهديد" (حماس من الجنوب وحزب الله من الشمال).

لتحميل الورقة من هنا:





روزنامة المحور