الجمعة 13 أيلول , 2024 01:49

دويلات داخل الدولة.. "إسرائيل" الى كيانات سياسية متعددة!

الانقسام الداخلي الإسرائيلي

لكي ندرك جذور الانقسام الحاصل في إسرائيل، لا بد لنا من الرجوع الى المرحلة التكوينية لهذا الكيان وكيف تم تأسيس نواة هذا المجتمع، الذي يعتبر بطبيعة الحال مجتمع جديد. قائم على أيديولوجيا استيطانية استعمارية أثنية، تسوده الاختلافات الحضارية والثقافية والدينية. مجتمع ناتج عن هجرة يهودية من جميع أصقاع العالم الى فلسطين، بهدف بناء كيان اجتماعي سياسي موحد.

إلا أن السمة الاستيطانية للبنية الاجتماعية حالت دون النجاح في انصهار المكونات الأم في بوتقة صهر واحدة ومجتمع واحد، وحالت دون صناعة الإنسان الجديد والمستقبل الجديد كما خطط الآباء المؤسسون. مما جعله مجتمع شديد الدينامية تسوده الصراعات السياسية والاجتماعية العميقة والانقسامات الإثنية والطبقية والثقافية، بالرغم من الاتفاق على المبادئ الأساسية للحركة الصهيونية. صراعات أدت للتغيير بالاتجاه والدرجة داخل المجتمع الاسرائيلي، تغيرات مثيرة، كبيرة وشاملة.

وعقب تشكيل حكومة نتنياهو أواخر عام 2022، طفت التوترات الداخلية بشكل لافت بين القيم الصهيونية والمبادئ الدينية، بين ضرورة وجود إسرائيل وبين الحاجة للتعامل مع المطالب المتضاربة في الداخل والمحيط والعالم. ليشتد الصراع بين قبائل إسرائيل ليقودها نحو كيانات سياسية أو دويلات داخل الدولة.

وليظهر لدينا نماذج كيانات سياسية في الضفة الغربية (دويلة الاستيطان)، الجليل والجولان، الى جانب الكيان السياسي-الحقوقي (الدولة العميقة في غوش دان).

ولعل التصريحات التي تصدر عن المسؤولين والقيادات في مختلف التيارات، بالإضافة الى الأحداث والتطورات الجارية على الأرض، قد أشارت بوضوح الى تهيئة أرضية حقيقية وترجمة واقعية لفكرة قيام كيانات سياسية متعددة. فمن ناحية نظرية تعتبر هذه الكيانات إطاراً جغرافياً بداخلها تيارات ذات أيديولوجيا ورؤية تعتبران أنه لمن الأفضل الاستمرار بوجود إسرائيل. وهذا الإطار الجغرافي يعتبر أن العامل الأول لتنفيذ هذا المشروع على المدى البعيد، او الاستمرار بالوجود بالسلطة على المدى القريب وفرض المشروع عبر الأطر المؤسساتية والقوة، كما فعل بن غوريون الأب المؤسس لدولة إسرائيل الأولى، وتشير الدراسات في الكيان أن هناك إجماع لدى علماء الاجتماع اليهود على عدم قدرة مجتمع المستعمرين أو الدولة العميقة على رأب الصدع أو التجسير بين المجموعات المختلفة والمتصارعة. لذلك قد نجد البعض من هؤلاء العلماء والمتخصصين يتحدثون عن تقسيم الدولة إلى عدة مناطق متجانسة إلى حد ما في الموقف من الدين، الإثنيّة والليبراليّة، كمحاولة لإنقاذ الدولة من مصيرها المحتوم.

في هذا السياق، نقدم لكم دراسة مفصّلة بعنوان "دويلات داخل الدولة اسرائيل الى كيانات سياسية متعددة نموذج دويلة الاستيطان في الضفة الغربية" التي يمكنكم تحميلها في الأسفل، وتنقسم إلى العناوين الفرعية التالية:

أولاً- تاريخ الفكرة وأساسها

ثانياً - القدرات الاقتصادية

ثالثاً - القدرات العسكرية

رابعاً - الرؤية الامنية   

خامساً - الغطاء الدولي  

سادساً - العلاقة الحالية مع الدولة

سابعاً - خلاصات ونتائج


المصدر: مركز دراسات غرب آسيا

الكاتب: علي جمال الدين بظّت




روزنامة المحور