الخميس 17 تشرين أول , 2024 03:37

إعلام المقاومة راية مصداقية في الحرب العسكرية

إعلام المقاومة

تلعب الساحة الإعلامية للمقاومة في لبنان دوراً أساسياً في الخطاب الإعلامي كجزء متّصل من الحرب نفسها. يتضح ذلك عبر دور الصحافة ونقل الصور الحية ودور المراسلين والمصورين من الميدان. ويتميز الإعلام الحربي لحزب الله والوحدة الإعلامية المركزية والجيش الإلكتروني والقنوات التلفزيونية والصحافة المكتوبة بدور بارز في حركة الإعلام المقاوم للرصد والتحليل والتأثير وتفنيد سردية إعلام العدو في الحرب الإعلامية بأعلى صورها وأشكالها المعاصرة.

في هذا السياق، برزت بيانات الإعلام الحربي لحزب الله كانعكاس للعمل العسكري في الميدان، ونقل عمليات المقاومة الإسلامية بشكل سريع، وبات يعتبر مصدر رسمي موثوق للمعلومات ومؤثر في نقل الحقيقة، مفنداً نوع العملية إن كانت اشتباك أو استهداف لمواقع ومستوطنات وغيرها، كما الأداة العسكرية المستخدمة كالصواريخ وغيرها، بالإضافة إلى مكان الاستهداف، إن كان رداً على اعتداء إسرائيلي معين أو دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة.

تعتبر وسائل الإعلام إحدى الأدوات الأساسية في الحروب، ومن الضروري لأي دولة أو منظمة وضع استراتيجية إعلامية متكاملة خصوصاً في أوقات الأزمات والصراعات المسلّحة. في هذا الإطار، يعمل إعلام المقاومة على التصدي والمبادرة في الحرب النفسية التي يشنّها الكيان الإسرائيلي على لبنان، خاصة فيما يتعلق بسرد الروايات وتوجيه التوقعات كما تأطير الرأي العام، وذلك من خلال استخدام الوسائل الدعائية لتحقيق الأهداف المبتغاة في محاولة لتوظيف ماكينة إعلامية معقدة تحاول من خلالها السيطرة على المعلومات الموجهة للجمهور المحلي والدولي. ويبرز دور إعلام المقاومة في الرد على السردية الإسرائيلية ودحضها بتقديم الصورة الحقيقية للمعركة متوجّها بالدرجة الأولى إلى البيئة الحاضنة للمقاومة بنشر الوعي والحقائق ورفع معنويّاتها بالإضافة إلى الوصول إلى الشعب اللبناني بمختلف توجهاته، بالتركيز على مسألة التضامن اللبناني الداخلي وأهمية الاتفاق على المصلحة اللبنانية الاجتماعية والسياسية. وثم التوجّه للجبهة الداخلية الإسرائيلية كجزء من الحرب النفسية لكن من دون اللجوء إلى التضليل الإعلامي، بل اعتماد المصداقية التي بناها هذا الإعلام بمسيرته الحافلة على مدى عقود في مناصرة قضايا الأمة. وقد تطوّر هذا الإعلام واكتسب خبرات وتقنيات عالية، وقدم نموذجاً في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وثم العدوان الإسرائيلي على لبنان.

يسعى الإعلام العبري إلى تزوير الحقائق خدمةً لأهداف الحرب على المستويين الداخلي والخارجي، وتسويق الرواية الإسرائيلية، بهدف الضغط وتفعيل الحرب النفسية والحرب الإدراكية على بيئة المقاومة، كما وإدارة التوقعات لإبقاء الجمهور منجذباً إلى الحركة الميدانية للعدو ليصبح تحت تأثيرها النفسي، عبر التضليل والتلاعب بالمعلومات. جميع هذه التكتيكات وغيرها من الأدوات الإعلامية التي تحاول التلاعب بالخصم والضغط عليه، هي جزء من الإعلام الحربي الذي لا ينفصل عن العمل العسكري والذي يصب في شرعنة الاعتداءات الممنهجة أمام الرأي العام الداخلي والخارجي. هنا يلعب إعلام المقاومة دوراً مهماً بمكافحة الرواية الأخرى وتفكيكها الذي ينصب اهتمامها وتركيزها على ما يحصل لدى الطرف الآخر، وعلى أرض الخصم، أي لدى المقاومة.

نخوض اليوم أشرس حرب عسكرية في الميدان مع اعتداءات إسرائيلية على مدنيين وأبنية سكنية واغتيالات أمنية، لكن بالتوازي تخاض حرب إعلامية أيضاً، عتادها الكاميرات والتّكنولوجيا والشّبكة العنكبوتيّة والقلم وغيرها من الوسائل، وعديدُها مجنّدون مأجورون يحملون سلاحاً أمضى من السّيف. إن دور الإعلام أصبح يوازي دور القوّة الّتي هي القول الفصل في الميدان، فالوسائل الإعلاميّة بمختلف تقنيّاتها تلعب دوراً كبيراً في معارك المصير، وعلى الرغم من الصعوبات والقدرات المحدودة لا يزال الإعلام المقاوم متماسكاً وأساسياً في الحرب الدائرة، بل سبّاقاً بنقل الصورة الصحيحة والمؤثّرة بما يتمتع فيه من مصداقية وتراكم الخبرات خصوصاً أثناء الحروب.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور