الأحد 29 أيار , 2022 04:09

الجماعات اليهودية المتطرفة: مخططات تشعل الاشتباك!

اليمين اليهودي المتطرف

قال زعيم الجمهور الحريدي في الكيان المؤقت، الحاخام غرشون أدلشتاين "ألا يفهمون (اليهود) أن هذه المسيرة استفزازية وتعرض حياتهم للخطر دون وجود داعي لها؟"، ودعا إلى إقناع اليهود بعدم المشاركة في المسيرة أو اقتحام المسجد الأقصى. وبدورها طالبت عضو الكنيست (المستقيلة من الائتلاف) غيداء ريناوي من مفوض الشرطة "عدم الانجرار وراء قطاع اليمين المتطرف وغاياته" معتبرةً أن "مسيرة الأعلام في القدس بمسارها الحالي هي استفزاز لمشاعر المسلمين ومن الممكن أن تؤدي إلى تصاعد نحن بغنى عنه - الأقصى حق مقدس للأمة العربية والإسلامية ويجب التعامل مع هذه القضية على هذا الأساس".

تصاريح لافتة، تلخّص حجم الدور الكارثي الذي تلعبه جماعات اليمين المتطرّف على الكيان الاسرائيلي ومستقبله، حيث تزّج به في المشاكل الأمنية والسياسية وكذلك العسكرية من خلال جرّه نحو تصعيد مع فصائل المقاومة في غزّة من خلال ضغوطها لتمرير مسيرة الأعلام حسب المخطط المحدد سابقاً أو من خلال أعمالها الاستفزازية الممنهجة في شوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة وعند أبواب المسجد الأقصى.

ومن أبرز هذه الجماعات اليهودية الارهابية المتطرفة:

_ منظمة "لاهافا": وهي اختصار لـ "الوقاية من الانصهار في الأراضي المقدسة" حسب اللغة العبرية، وفي العربية تترجم الى "اللهب. وهي منظمة صهيونية يمينية متطرفة، تحظى بتأييد وحضور في القدس المحتلة وتنشط في العديد من مناطق الداخل المحتل والضفة الغربية. يعتبرها البعض امتداداً لحركة "كاخ". أسسها المتطرف "بنتسي غوبشتاين" عام 1999، وخضع للاستجواب في محاكم الاحتلال في عام 2015 بعد دفاعه عن حرق الكنائس زاعماً "أن الشريعة اليهودية توصي بتدمير الأوثان في أرض إسرائيل".

تورطت باعتداءات لفظية وجسدية على الفلسطينيين. تدعو في كل مناسبة إلى اقتحام  المسجد الأقصى وباحاته وإقامة الطقوس التلمودية فيه. وبرز دورها عام 2021، حيث شكّلت مسيرة أعلامها واستفززاتها واعتدائها على الفلسطينيين في القدس شرارة انطلاق معركة "سيف القدس". وفي "يوم القدس" حسب التقويم اليهودي، دعا زعيمها غوبتشان الى اعتبار هذا اليوم مناسبة للبدء بهدم قبة الصخرة.

_ "حركة كاخ"، تدعي أن بالعنف و"السيف" (الذي اختارته شعارا لها) تحقق أهدافها. كما تعتقد هذه الجماعة أن "خلاص اليهود لن يتم إلا بإجلاء جميع أعداء اليهود من أرض فلسطين". أسسها الحاخام المتطرف مائير كاهانا عام 1971، وقد حظرت الحكومة الاحتلال نشاط هذه الجماعة إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، إلا أن أعضائها انخرطوا في جماعات متطرفة أخرى.

_جماعة "أمناء جبل الهيكل، أسسها ضابط في جيش الاحتلال هو كرشون سلمون عام  1967، وهي حركة يهودية أرثوذكسية متعصبة مقرها القدس المحتلة. ومن أهم أهدافها بناء "معبد هيكل سليمان" المزعوم مكان المسجد الأقصى. وقد حاولت أكثر أكثر من مرة وضع حجر الأساس "للهيكل"، لكنها فشلت.

_ "جباية الثمن"، وأسسها  مستوطنون من مستوطنة" كريات أربع" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ومستوطنة" يتسار" قرب نابلس في العام 2008، (ومن المعروف أن هاتين المستوطنين يحتلّها اليهود الأشد تطرفاً). وتتخذ هذه الجماعة اليهودية من الاعتداء والحرق وسيلة لتحقيق أهدافها. ويزعم قادتها  أنها "تأتي كردة فعل على هجمات فلسطينية، ومنع الحكومة الإسرائيلية من إخلاء بؤر استيطانية".

_ "شبيبة التلال"، تضم هذه الجماعة طلاب من المدارس الدينية في مستوطنات الضفة الغربية والداخل المحتل، وتركز في هجماتها على المساجد والكنائس، كما تسعى لتهجيير الفلسطينيين.

_ " عصابة اليهود" التي تدعي تهجير كافة الفلسطينيين من أرضهم تطبيقا لعقيدة "أرض إسرائيل النقية"، وتكثف هذه الجماعات هجماتها على الفلسطينيين في الداخل المحتل.

ودعت الجماعات اليمينة المتطرفة اليوم الأحد في 29 أيار / مايو لاقتحام باحات المسجد الأقصى لمناسبة "يوم القدس" اليهودي خلال ساعات النهار، وتنفيذ مسيرة الأعلام التي يبدأ الحشد لها عند الساعة الرابعة عصراًعلى أن تنطلق هند الساعة، ضمن مسار يمر عبر باب العامود الى الحي الاسلامي وصولاً الى حائط البراق في البلدة القديمة في القدس المحتلة. ويقابل الفلسطينيون هذه المخططات اليهودية بالتصدي الشعبي الواسع والرباط في المسجد الأقصى والاستباك عند نقاط التماس مع قوات الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة.  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور