الإثنين 05 شباط , 2024 01:16

بن غفير: بايدن يعرقل المجهود الحربي للجيش

بن غافير-نتنياهو-بايدن

دعا وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير مجدداً إلى تشجيع سكان قطاع غزة على "الهجرة الطوعية" ومنحهم حوافز مالية للقيام بذلك، وهاجم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واتهمها بعرقلة المجهود الحربي الإسرائيلي، مما أثار عاصفة انتقادات لدى إسرائيل. وقال بن غفير في مقابلة أجرتها معه صحيفة وول ستريت جورنال إن بايدن "بدل أن يقدم الدعم الكامل لنا فإنه يقدم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة وذلك يذهب إلى حماس"، واعتبر أن السلوك الأميركي سيكون مختلفا تماماً لو كان الرئيس السابق دونالد ترامب في منصب الرئاسة.

أثارت تصريحات بن غفير الاستياء والانتقادات الحادّة، حيث وصفها عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بغير المسؤولة، وقال إن على نتنياهو أن يأمر بن غفير بالتوقف عن الإضرار بعلاقات إسرائيل الخارجية. كما اعتبرها زعيم المعارضة يائير لبيد دليلاً على عدم سيطرة نتنياهو على المتطرفين في حكومته. في هذا السياق، نشرت صحيفة هآرتس تقريراً ترجمه موقع الخنادق بعنوان "نتنياهو مرة أخرى يسمح لبن غفير بجعله ضعيفاً"، يعلّق كاتب المقال على تصريحات بن غفير الموجّهة حسبه إلى رئيس حكومته نتنياهو، وليس لجو بايدن، ويتطرق بذلك إلى سلوك اليمين المتطرف أمثال نتنياهو وبن غفير، وتفضيل الأخير لترامب وعلاقتهم المفتقدة "للامتنان" مع إدارة بايدن.

النص المترجم للمقال:

لا يهتم الرئيس الأمريكي عندما يرغب الوزير الإسرائيلي (بن غفير) في عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، ويتهم جو بايدن بتفضيل دعم حماس على مساعدة إسرائيل، نتنياهو هو الذي سيتعين عليه التعامل مع ردة الفعل السلبية.

على عكس وجهة النظر التقليدية، فإن "الهجوم" الذي شنه وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، في المقابلة التي احتلت العناوين الرئيسية في صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد، كان موجهاً ضد رئيس وزراء إسرائيل أكثر منه ضد رئيس الولايات المتحدة. فعندما يتمنى سياسي حقير، مخلوق من الحضيض يحتقره معظم الأمريكيين، عودة دونالد ترامب ويتهم جو بايدن بتفضيل دعم حماس على مساعدة إسرائيل، فإن الرئيس الأمريكي لا يهتم بذلك...

بنيامين نتنياهو هو الذي سيتعين عليه التعامل مع رد الفعل السلبية للمقابلة، والتي تضمنت نقل المقترح لسكان غزة (من المفترض أن يكون بناءً على محادثات أجراها بن غفير مع فلسطينيي غزة ومع المخابرات). مرة أخرى، خرج نتنياهو وكأنه زعيم ضعيف، ضحية ابتزاز، بصورة كاريكاتورية. الرسائل التي أرسلها بن غفير في المقابلة ضمن مسار حملته المستمرة، تبهج قاعدته اليمينية المتطرفة، فالمساعدات الإنسانية لغزة التي وافق عليها نتنياهو مرة بعد مرة، وحتى تبريرها على أنها ضرورية لمواصلة الحرب، ينظر إليها اليمين على أنها خضوع للإملاءات الأمريكية، وجزء كبير منهم (الجناح اليميني) يدعو إلى طرد سكان غزة وإقامة المستوطنات مكانهم.

يعتقد هؤلاء الأشخاص أن قيم وأخلاق ترامب تتماشى مع نتنياهو، نفسه ترامب الذي سخر بعد أيام من المذبحة في إسرائيل (عملية 7 تشرين) لتفاجئها بالحادثة، وأعرب عن إعجابه بمبادرة حماس واستخباراتها، ووصف وزير الدفاع يوآف غالانت بأنه "أحمق"، وهو نفسه ترامب الذي لم يتوقف عن مهاجمة نتنياهو منذ خسارته انتخابات 2020.

 قال بن غفير إن نتنياهو "على مفترق طرق، وعليه أن يختار في أي اتجاه سيذهب". هذا صحيح جزئياً فقط: لقد قرر نتنياهو وجهته، سيعطي الأولوية دائماً لتحالفاته وكتلته المكونة من 64 مقعداً في الكنيست، على البلاد، وعلى 136 رهينة، وعلى الأمن القومي وعلى مستقبل الدولة.

ردّ نتنياهو بشكل فاتر وجبان على تصريحات وزيره المتمرد دون ذكر اسمه، وبشكل ضمني وحذر، في بداية اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد، وقال بأن "إسرائيل كانت دولة ذات سيادة" هي الكلمات الافتتاحية لنتنياهو، قبل أن يثني على نفسه لتجربته الوفيرة وحكمته في إدارة العلاقات الخارجية للبلاد. بعد التشدق بالكلام لبايدن، وصف نتنياهو "التماثل المقدس" بين أولئك الذين يقولون "نعم لكل شيء" ويتلقون التصفيق في الخارج، وأولئك الذين يقولون "لا لكل شيء" ويتلقون التصفيق في الداخل. "الحكمة هي معرفة كيفية الانتقال.... لست بحاجة إلى المساعدة في معرفة كيفية الانتقال من علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والوقوف بحزم إلى جانب مصالحنا الوطنية".

هذا التفاخر هو الذي أعلن الانقلاب القضائي (حجة المعقولية)، في الأشهر التسعة الأولى من حكومته، حيث أوصل مكانة إسرائيل الدولية إلى مستوى منخفض وغير مسبوق، بينما عرّض "المصالح الوطنية" للخطر بطريقة لم يفعلها أي من أسلافه. إنه يفعل ذلك مرة أخرى الآن برفضه قول كلمة تفيد بأي شكل من الأشكال، بأن قادة السلطة الفلسطينية سيكون لهم أي دور في حكم قطاع غزة في اليوم التالي. إن الدعم الهائل الذي حظيت به إسرائيل من المجتمع الدولي بعد 7 أكتوبر يتآكل ولا يتحمل ذلك سوى شخص واحد. إنه يشعر بأعصاب الأمريكيين الذين كانوا يأملون، ربما، أن المذبحة، ومسؤوليته عن أكبر كارثة حلت بالشعب اليهودي منذ الهولوكوست ستغير شيئاً فيه.

فكرة "الامتنان" غائبة عنه، يجب أن يتعلم من "آري ديري"، الذي سارع لتقديم الثناء والشكر لبايدن. كتب ديري: "أنت وأمريكا مملكة لطيفة، لقد دفعت ثمناً شخصياً وسياسياً لمساعدتنا وعلى ذلك سنشكرك إلى الأبد. الله سيحميك أنت وأمريكا ".

هذا ما يجب أن يقوله نتنياهو، لكنه مشلول بسبب الخوف.


المصدر: هآرتس

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور