أظهرت الاحتجاجات الواسعة ضد "قانون الإصلاحات القضائية" في شوارع "تل أبيب"، أنّ الانقسام في المجتمع اليهودي، ليس فقط على خلفية سياسية، بل إنّ الأزمة أعمق. اذ برز الصراع جليًا بين تيارين. الأوّل ديني يميني متطرّف، يريد إحكام القبضة على الكيان الإسرائيلي ومفاصله. والثاني علماني، يزعم الديمقراطية وقيمها ويرفض الديكتاتورية وسيطرة اليمين المتطرّف وأفكاره.
منشأ هذا الصراع، يعود الى الشكل الذي تكوّن به المجتمع اليهودي: مجموعات متفرّقة من القوميات والأعراق المتنوعة، ذات التوجهات المختلفة، من اليهود الذي تم استجلابهم من مختلف أنحاء العالم للاستيطان في فلسطين المحتلّة.
في هذا السياق، يسرد كتاب "اختراع الشعب اليهودي"، الصارد بنسخة العربية عام 2011 عن "مدار" (المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية)، قصة تجميع اليهود من العالم. ويعتبر الكتاب أنه "بدون فهم كافٍ لماضي إسرائيل، قادر على تجاوز وجهات النظر المعارضة اليوم، من المرجح أن تظل الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال". يضيف الكتاب أنّ "تكوين شعب يهودي ثم أمة يهودية من هذه المجموعات المتباينة لا يمكن أن يتم إلا تحت تأثير تأريخ جديد".
يناقش الكاتب، شلومو ساند، الكثير من المزاعم حول تعرّض اليهود للاضطهاد أو العنف. طارحًا تساؤلات: "هل كان هناك بالفعل منفى قسري في القرن الأول على يد الرومان؟ هل يجب أن نعتبر الشعب اليهودي على مدى ألفي عام، مجموعة عرقية متميزة وأمة مفترضة - عادت أخيرًا إلى موطنها التوراتي؟".
استنج الكاتب بعد البحث أنّ " أن أحداً لم ينفي الشعب اليهودي من المنطقة، وأن الشتات اليهودي هو في الأساس اختراع حديث".
الكاتب: غرفة التحرير