يعتبر الجيش السوداني من أقوى وأكبر الجيوش في القرن الأفريقي، ويتراوح حجم قواته بين 100-150 ألف جندي مدعوم بقوات ما يعرف (بالدفاع الشعبي) تقدر بحوالي 150 ألف مجند، والجدير بالذكر أن الدفاع الشعبي هو صنيعة حكومة الحركة الإسلامية على غرار (حرس الثورة الإسلامية)، وتسعى الحكومة إلى رفع عددهم منذ العام 1995 الي مليون مجند.
أسلحة المشاة والمدرعات والمظلات هي عماد قوته، يعتمد في إمداداته وتدريبه على روسيا والصين وإيران سابقًا وجنوب إفريقيا، خرج من بين صفوفه 3 انقلابات أساسية، الأولى حكمت البلاد لمدة 6 أعوام (الجنرال عبود)، والثانية لمدة 16 عام (الجنرال نميري)، والثالثة لمدة 30 عامًا (الجنرال البشير)، أو ما يُعرف بانقلاب الحركة الإسلامية. وأيضا بالإضافة لـ 32 محاولة انقلابية فاشلة، وخرجت من بين صفوفه أيضًا حركة (الانانيا) الأولى والثانية، بعد تمرد الفرقة الاستوائية في العام 1955، وأول محاولة انقلابية فاشلة قامت بدعم من حركة الاخوان المسلمين في نوفمبر 1959 م، وهي محاولة علي حامد وعبد الرحمن كبيدة والرشيد الطاهر (المرشد العام للإخوان) حينذاك. ومن بين قواته نشأت (حركة تحرير شعوب السودان) - splm بتمرد الكتيبة 105 (بور) عام 1983 م، ومن ضباطه وجنوده تم تكوين (القيادة الشرعية) و(قوات التحالف السودانية)، وتأسست هياكل الاجنحة العسكرية للأحزاب السياسية. وقد تعرض منذ انقلاب يونيو 1989 م، لأكبر حملة تصفية واعادة تنظيم وتأهيل على أساس عقائدي، وعلى أساس الولاء والانتماء الحزبي، حيث تم الاستغناء عن ما يقدّر بحوالي 30 ألفًا، منهم حوالي 8 آلاف ضابط وصف ضابط من أسلحة المدرعات والإشارة والمهندسين والذخيرة والسلاح الطبي.
إلى ذلك، لم يكن الجيش السوداني غائبًا عن المسرح السياسي، حيث استولى على السلطة في السودان أربع مرات بنجاح. كما عرف بخبرته القتالية الطويلة، فقد ظل في وضعية قتالية منذ (الحرب العالمية الثانية) وفترة ما بعد الاستقلال، بسبب التمرد والحروب الأهلية المتقطعة، والتي أكسبته الكثير من ربط الجأش والانضباط تحت كل الظروف.
ما هو موقف الجيش السوداني من الكيان المؤقت وما هي عقيدته العسكرية، بالإضافة إلى نشاطاته السياسية وعملياته الخارجية وتنظيماته؟ في هذا التقرير الذي أصدره مركز دراسات غرب آسيا.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا