اتسمت الأعوام بين 2016 و2018 م باتخاذ قيادة الثورة والحكومة في صنعاء استراتيجية الدفاع والصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته، واحتواء توسع المعارك والجبهات المفتوحة على امتداد الجغرافيا اليمنية ، وعدم تمكين العدوان من حسم أي من تلك الجبهات ، كما استهدفت العمق السعودي بصواريخ محلية ومعدلة كرسائل بأن اليمنيين ماضون في الدفاع عن وطنهم حتى الانتصار.
وبالتوازي مع استراتيجية الدفاع والصمود في كلا الميدانين العسكري والشعبي ، شهدت الأعوام من 2016م وحتى 2018م عمليات بناء ترسانة أسلحة متنوعة وفي المقدمة بناء أسلحة الردع ، فنشطت دائرة التصنيع العسكري لدى الجيش واللجان لصنع مختلف صنوف الأسلحة ، وبات أن الجيش يصنع جميع أسلحته التي تحتاج إليها الجبهات محليا ودون الحاجة لاستيرادها من الخارج حيث يفرض العدوان حصارا خانقا ، وفي مجال الأسلحة النوعية ظهرت أجيال من الصواريخ محلية الصنع كزلزال 1، 2 وصواريخ صمود وثاقب ، ومن الصواريخ الباليستية : صواريخ زلزال3 ، وقاهر وأجيال صواريخ بدر الذكية والمتشظية ،وحديثا اعلن عن صاروخ قاصم المتشظي وصاروخ قدس الجوال.
وبالتزامن مع بناء ترسانة صاروخية معدلة عن نماذج روسية وكورية كصواريخ بركان أو أخرى جديدة ومحلية كأجيال صواريخ بدر وقاصم ، التي تمكنت من اختراق منظومات الدفاع الامريكية المتعدة وجرى جلبها الى السعودية والامارات تباعا.. وصولا إلى تصنيع الطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي.
وقد عملت قيادة الثورة على اجتراح مجال عسكري جديد وهو صناعة الطيران المسير ، وكان بداية بغرض توفير معلومات ميدانية للجبهات والقادة العسكريين كطائرات هدهد وراصد قبل أن يعمل على تطوير وتنفيذ عمليات كبيرة .
سلاح الطيران المسيَّر اليمني ذو البصمة الردارية المنخفضة للغاية والبعيد المدى والوصول إلى جيل خامس من الحروب يدشنه اليمنيون وهو الطيران المسيَّر الذي يحوِّل منظومات الدفاع الصاروخي المتطورة الى خردة يمر بجوارها ليصل الى هدفه دون أن يتم اعتراضه .
ولقد حققت أجيال عدة من الطائرات المسيَّرة اليمنية كأجيال قاصف وصماد وأخرى ذات رؤوس انشطارية سمعة عالمية لنوعية الاهداف التي جرى اختيارها لضربها بهذا السلاح .
عملية تحذيرية
في العاشر من رمضان المبارك 1440هـ الموافق 14 مايو 2019م، نفذت أهم العمليات الكبرى التي تستهدف المنشآت الاقتصادية للنظام السعودي حيث نفذ سلاح الجو المسير عمليةٍ هجوميةٍ كبرى “عمليةِ التاسعِ من رمضان” واستهدفت منشآتٍ حيويةً تابعةً للعدوِّ السعوديِ في محافظتي الدوادمي وعفيفْ بمنطقةِ الرياض.
العملية الهجومية نفذت بسبعِ طائراتٍ مسيرةٍ تابعةٍ لسلاحِ الجو واستهدفت محطتي الضخِ البتروليةَ في خطِ الأنبوب الرئيس للنفطِ 8-7 الذي يربط بين رأسِ ألتنورهْ وينُبع والذي يضخُ ثلاثةَ ملايين برميلَ نفطٍ يومياً .. حيث أدت العملية إلى التوقف الكامل لضخ النفطِ عبر خط الأُنبوب وأثرت بشكل مباشر على اقتصاد العدو.
عقب العملية أكدت القيادةُ العامةُ للقوات المسلحة جاهزية القوات المسلحة بمختلف صنوفِها وتشكيلاتها القتالية لتنفيذ عملياتٍ نوعيةٍ أخرى في حال استمرار العدوانِ بارتكاب الجرائم وانتهاك السيادة الوطنية، محذرة دول العدوان من مغبة التمادي في حصار وتجويع شعبنا العزيز الصامد ونهب ثرواته واستهداف كافة اليمنيين بمن فيهم موظفي الدولة باستمرار التوقفِ عن دفع المرتبات.
كما أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة قدرتَها على تنفيذ عملياتٍ نوعيةٍ أوسعَ وأكبرَ في عمق دول العدوان وأن الحل في المنطقة هو التوقف عن العدوان على اليمن
مرحلة توازن الرّدع الاولى:
مع استمرار العدوان في ارتكاب الجرائم الوحشية ومواصلته للحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي، وزيادة الضغط الاقتصادي على الشعب اليمني، كان لا بد من الانتقال إلى مراحل جديدة في سير العمليات العسكرية لردع العدوان وتأديبه، عسى أن يراجع حساباته ويوقف عدوانه وحصاره فأعلن عن الدخول في مرحلة توازن الردع.
بداية عمليات توازن الردع كانت في الـ17 من أغسطس 2019م حيث استهدفت عشر طائرات مسيرة حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة. حيث يضم حقل ومصفاة الشيبة أكبر مخزون استراتيجي في المملكة ويتسع لأكثر من مليار برميل.
العين بالعين
تصاعدت بعدها عمليات سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية بصورة غير مسبوقة، وتم تدسين معادلة ” العين بالعين ” وتم خلالها استهداف قاعدة الملك خالد الجوية لثلاث مرات بطائرات قاصف تو كي تركزت على مرابض الطائرات الحربية، ومبنى الاتصالات، وبرج الرقابة في القاعدة.
في أبها نفذ سلاح الجو المسير عدة هجمات بطائرات قاصف 2k على مطار أبها الدولي استهدفت برج الرقابة في المطار وكانت الإصابة مباشرة، وتسببت في تعطيل الملاحة الجوية في المطار.
عمليات توجت بـ”عملية واسعة جدا” هي الأولى والأكبر منذ بدء العدوان بالأسلحة البالستية المتوسطة، حيث أطلقت القوة الصاروخية عشرة صواريخ بالستية نوع بدر 1 استهدفت مرابض الطائرات الحربية والأباتشي في مطار جيزان الإقليمي ومواقع عسكرية أخرى في جيزان.
ونفذ الطيران المسير هجوما واسعا بعدد من طائرات صماد3 على هدف عسكري في الرياض والإصابة كانت مباشرة.
وفي يوم الخميس الأول من أغسطس أطلقت القوة الصاروخية صاروخا باليستيا متطورا بعيد المدى على هدف عسكري هام في الدمام و كانت الضربة تجربة جديدة للقوة الصاروخية اليمنية.
مرحلة توازن الرّدع الثانية
لم يعي العدوان الدرس ولم يقرأ الأحداث جيدا فاستمر في عدوانه وحصاره وبشكل أقوى مما مضى، متغافلا ما وصلت إليه القدرات اليمنية من تقنيات وامكانيات تمكنها من إيلام العدو وتكبيده خسائر فادحة على مختلف المجالات.
ففي الـ14 من سبتمبر 2019م، تم تنفيذ عملية توازن الردع الثانية وتم خلالَها استهدافُ مصافي بقيق وخريص النفطية في المنطقة الشرقية بالسعودية وعطّلتْ قلبَ السعودية النابض بالنفط والغاز.
العملية أثبتتْ مرةً اخرى أنّ الجيشَ اليمني ولجانه الشعبية أصبحوا أقوى من ذي قبل، ولديهم الخبرةُ والمعرفةُ اللازمة لضربِ السعودية في مقتلِ وايقافِ اقتصادِها وضربِ عمقِها الاستراتيجي. وبهذه العملية يكونُ الجيشُ واللجان الشعبية قد أثبتَ قولاً وفعلاً تهديداتهِ المتكررةَ التي أطلقَها مراراً وتَكْراراً بانه سوف يضربُ الاقتصادَ السعودي بكلِ قوة اذا لم يتوقفْ العدوانُ ويُرفَعْ الحصارُ عن الشعب اليمني.
وتم تنفيذ عملية توازن الرّدع الثانية بطائرات مسيرة قادرة على حمل 4 قذائف برؤوس انشطارية,, وهذه الطائرات تعمل بمحركات نفاثة وعادية انطلقت من ثلاث نقاط أساسية بحسب المدى والمسار ومن جهات مختلفة بحسب مكان الهدف.
وانطلقت من النقطة الأولى طائرات من نوع قاصف من الجيل الثالث والتي تصل إلى مديات بعيدة نكشف عنها لأول مرة وقد استخدمت من قبل، والنقطة الثانية انطلقت منها طائرات صماد 3 والتي يبلغ مداها ما بين 1500- 1700 كيلو والنقطة الثالثة انطلقت منها طائرات ذات محركات نفاثة وقد تم استخدامها من قبل وسيتم الكشف عنها لاحقا.
مرحلة الوجع الكبير:
وفي بداية هذا العام 2020م صرح متحدث القوات المسلحة العميد “يحيى سريع” بالقول: نحن جاهزون لتنفيذ مرحلة الوجع الكبير إذا ما أصدرت القيادة توجيهاتها القاضية بتنفيذها، مشيرا الى وجود 6 أهداف بالغة الأهمية في السعودية و 3 في الإمارات.
واكد القوات المسلحة اليمنية، استمرار تعزيز القدرة الدفاعية لتحرير وتأمين اليمن ووقف العدوان ورفع الحصار، فرض معادلات عسكرية جديدة تقوم على استراتيجيات الضربات المفاجئة.
وقال سريع: الرد بالمثل على عمليات العدو بما يتناسب مع كل عملية وحجمها وهدفها ونتائجها، ورفع مستوى الرد على الجرائم التي تستهدف مواطنين بمن فيهم أهل جنوب البلاد وشرقها.
وجدد التأكيد بتوسع بنك الأهداف ليشمل أهدافا حساسة وحيوية على طول وعرض جغرافيا دول العدوان.
مرحلة توازن الردع الثالثة
وفي بداية هذا الأسبوع نفذت عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعودي، حيث نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير “عملية توازن الردع الثالثة” في العمق السعودي بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى”.
واستهدفت العملية شركة أرامكو وأهدافا حساسة اخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة، وهي رد طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف.
وأمام التطورات والخسائر الكبرى التي مني بها النظام السعودي لم يعد أمامه سوى الاعتراف أن الاستمرار في العدوان على اليمن لن يجدي نفعا، بل ستكون تبعاته كبيرة على قوى العدوان بشكل عام.
شنّت السعودية الحرب على اليمن في اذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف عربي تقوده الرياض، إضافة للدعم السياسي واللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني – الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين والأبرياء اليمنيين.
المصدر: موقع انصار الله
الكاتب: غرفة التحرير