الإثنين 19 آب , 2024 04:39

الشهيد إسبر: بصماته على صواريخ المقاومة من طهران الى غزة

الشهيد إسبر

من الأمور اللافتة في "عماد 4"، هي المنصات والصواريخ التي تضمها هذه المنشأة، والتي كان للشهيد الدكتور عزيز إسبر- مدير مركز الأبحاث السوري -، دور كبير في صناعتها. فالشهيد إسبر، تكاد لا تخلو جبهة من جبهات محور المقاومة، من إيران الى سوريا ولبنان وصولاً الى فلسطين، من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى (بحسب تصنيف حركات المقاومة)، التي كان قد صممها وأشرف على إنتاجها ومن ثم تطويرها، منذ ما قبل العام 2000، وهذا ما جعله هدفاً لإسرائيل وأمريكا.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة الشهيد إسبر، وكيف ساهم في بناء القدرات الصاروخية لمحور المقاومة؟

_ ولد في مدينة "عين فيت" في محافظة "القنيطرة" عام 1960، ومنذ صغره عُرف عنه الذّكاء المميز والفطنة بالإضافة إلى الهدوء والتّنظيم والتّرتيب الذي انتهجه في مجمل مراحل حياته.

_درس الإعداديّة والثّانويّة بمدرسة "أمية" في العاصمة السورية دمشق حتى العام 1978، ثم التحق بالمعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتّكنولوجيا.

_بعد 3 سنوات أُوفد إلى فرنسا ليحصل على شهادة دبلوم هندسة الطيران عام 1984 من أفضل المدارس العليا والجامعات في مجال التّصميم الهندسي للأجسام الطائرة في أوروبا، وهي المدرسة العليا للطيران والفضاء "ENSAE " المعروفة باسم"SUPAERO" .

_مع عودته إلى بلاده عمل في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتّكنولوجيا لمدة عام، ليعود مجدداً إلى فرنسا، ويتابع تحصيله العلمي العالي. فحصل على شهادة دبلوم تخصصي في الميكانيك الجوي-الفضائي، ومن ثم شهادة دبلوم الدّراسات المعمقة ماجستير في الميكانيك عام 1987، وبعدها شهادة الدكتوراه في ميكانيك الموائع والسّوائل والغازات بتقدير شرف عالي عام 1991 من "ENSAE".

_مع عودته الى سوريا التحق بالعمل في معهد بحوث الطيران في مدينة حلب، وتصاعدت أعماله، فترقى لإدارة فرع البحث والتّطوير، ومن ثم استلم إدارة المعهد بعد أن حاز الدّرجة العلميّة العليا كمدير بحوث عام 2004. وبعد عدة أعوام تم تعيينه مديراً للقطاع (4) الذي يغطي المنطقة الوسطى والشّماليّة.

_لعب دورا أساسياً في برنامج تطوير الصواريخ لسوريا (مثل صاروخي ميسلون وتشرين وغيرهما)، وكانت له علاقات وثيقة مع قيادة الدولة (لا سيما الرئيس بشار الأسد)، كما كان على علاقة وطيدة بالجمهورية الإسلامية في إيران وبالمقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، ومن خلالهما بالمقاومة الفلسطينية.

وقد أشار محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن دافيد الى دور الشهيد قائلاً بأن الحديث يدور عن شخصية "أزعجتنا كثيراً وقضّت مضاجعنا"، وأضاف بن دافيد بأن الحديث يدور عن "شخصية بارزة في الصناعات العسكرية التابعة للجيش السوري حيث يُعتَبَرُ الشخصُ رقمَ ثلاثة في هذه الصناعات"، مشدداً على أنه "كان له دور كبير في تطوير المنظومة الصاروخية السورية".

_ بحسب مصادر إعلامية، أشرف الشهيد إسبر بشكل شخصي على تجهيز العديد من مخازن السلاح التابعة لحزب الله.

_كان من المشرفين على إنتاج وتطوير صواريخ M302 وصواريخ M600 وغيرها، التي قامت وزارة الدفاع السورية بإعطائها للمقاومة في لبنان، والتي تم استخدامها في حرب تموز / يوليو 2006. ثم تم نقل خبرات تصنيع هذه الصواريخ الى فلسطين المحتلة، حيث قامت فصائل المقاومة الفلسطينية باستنساخ هذه الصواريخ تحت مسميات مختلفة مثل M80 وR160. كما تزعم بعض الجهات العربية والإسرائيلية، بأنه كان مشاركاً في برنامج تصنيع وتطوير صواريخ فاتح 110 التي تملكها الجمهورية الإسلامية.

وقبل استشهاده على أيدي الموساد، كان الشهيد إسبر يعمل على تطوير هذه الصواريخ وزيادة دقتها.

_يزعم الغرب بأنه كان مشاركاً في برنامج الأسلحة الكيميائية السورية.

_ كان من المؤيدين بشدة للرئيس الأسد ولحزب الله ولقائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية الشهيد الفريق قاسم سليماني، الذي قال عنه في آخر منشور له عبر صفحته على فايسبوك – تحت اسم وهمي "نادر كوسا"- :"لا خوف على الشرق بوجود قادة من أمثالك أيها المقاتل الجسور والوفي"، كما كان يصفه بصفة: "قائد فيلق النصر في الشرق".

اغتياله

_في الـ 05 من آب / أغسطس 2018، اغتاله الكيان المؤقت عبر انفجار عبوة ناسفة (لم يتم تحديد ما إذا كان الانفجار ناجما عن عبوة مزروعة بالسيارة، أم على الطريق وتم تفجيرها عن بعد)، عندما كان في مصياف جنوبي غربي مدينة حماة وسط سوريا، وبعد دقائق من مغادرته لمنزله.

وبالرغم من عدم التبني الرسمي للكيان عن مسؤوليته في تنفيذ عملية الاغتيال، وبقاء تفاصيل العملية طي الكتمان الشديد، إلا أن أوساط الدولة السورية وجميع أطراف المحور – بالإضافة الى وسائل إعلام عربية وأجنبية وإسرائيلية -، تيقنت من مسؤولية إسرائيل عن ذلك عبر جهاز الموساد وعملائه، ممن يُطلق عليهم وصف "الثوار" (كتيبة أبو عمارة التابعة لجبهة النصرة الإرهابية). فكيان الاحتلال الإسرائيلي ركّز منذ آذار / مارس 2011، على توجيه وإدارة شبكات عملاء لضرب كل عناصر قوة سوريا وحلفائها في محور المقاومة ضمن الأراضي سوريا، بشكل ممنهج وبأسلوب أمني وبأعلى مستوى، بدءاً من الخبراء والعلماء والقادة العسكريين، وصولاً الى تدمير المنشآت ذات الصلة، عبر الغارات الجوية وعمليات الاغتيال أو حتى عبر الاقتحامات البرية مثلما ما حصل ضد منظومات الدفاع الجوي.

ومن اللافت أن أحد المسؤولين الرفيعين في الحكومة الإسرائيلية حينها، وزير الأمن العام والشؤون الإستراتجية غلعاد إردان، قد رفض التعليق على اتهامهم بالاغتيال، لكنه أشار إلى أن مقتل أسبر هو "أمر جيد".

_ تم تشييعه في قريته "وادي العيون" الحموية.

_ كشفت ابنته في منشور لها على منصة فايسبوك، أنه بعد انتهاء فترة العزاء قام وفد رسميّ من الجمهورية الإسلامية بتقديم واجب العزاء لهم كعائلة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور