يُعدّ حزب "الليكود" واحد من أبرز الأحزاب السياسية في الكيان المؤقت، والذي تأسس في العام 1973 بهدف توحيد القوى اليمينية في البلاد. يمثّل الحزب توجهًا قوميًّا يهوديًّا، ويُعتبر من الأركان الأساسية في المشهد السياسي الإسرائيلي. فمنذ نشأته، لعب الليكود دورًا محوريًا في تشكيل السياسات "الوطنية"، خاصةً في مجالات الأمن والاقتصاد والعلاقات الدولية. وهو يُعرف بدعمه للاستيطان في الضفة الغربية، واهتمامه بقضايا الأمن، بالإضافة إلى دعمه للاقتصاد الحر. وقد تولّى هذا الحزب السلطة عدة مرّات، وكان بنيامين نتنياهو من أبرز زعمائه، حيث خدم كرئيس وزراء لفترات متعددة.
الليكود، حزب سياسي إسرائيلي يميني. تأسس في أيلول 1973 لتحدي حزب العمل الإسرائيلي، الذي حكم البلاد منذ استقلالها في العام 1948، وجاءت المبادرة إلى تأسيسه من آريئيل شارون الذي انضم إلى الحزب الليبرالي بعد تسريحه من الجيش في العام 1973، وقد نجحت مساعيه في تكتّل أحزاب: حيروت، والليبرالي والمركز الحرّ وحركة العمل من أجل أرض "إسرائيل" الكاملة. وتولى الحزب السلطة لأول مرة في العام 1977، حيث ترأّس مناحيم بيغين الحكومة. وعلى مدى عقود من الزمن، تناوب الليكود على الحكم مع ائتلافات يسارية، كما شكّل ائتلافات مع أحزاب صغيرة، وخاصة تلك التي تتبنى أيديولوجية متطرفة دينيًا أو قومية. وبسبب التشرذم السياسي في البلاد والاحتياجات الأمنية، دخل الليكود ومنافسوه في بعض الأحيان في ما يسمى "حكومات الوحدة" مع بعضهم البعض.
وقد عرّف البيان التأسيسي الحزب على أنّه عبارة عن: حركة وطنية - ليبرالية تسعى من أجل جمع الشتات اليهودي في أرض الوطن. وأن الحزب يعمل من أجل حرية الانسان والعدالة الاجتماعية. ولتحقيق هذا سيقوم الحزب بما يلي:
- تجميع شتات "الشعب" اليهودي في أرض "إسرائيل"، والحفاظ على حقه الكامل بالأرض، كونه حقًا أبديًا لا توجد مساومة عليه، وأن تكون دولة "إسرائيل" هي دولة الشعب اليهودي وصاحبة السيادة على أراضيها بأكملها، وأن تعمل من أجل الأمن والسلام مع جاراتها.
- تعميق قيم "الشعب" الاسرائيلي في التراث وإقامة نظام حكم "ديمقراطي".
- دمج الأقليات في "إسرائيل" في حياة الدولة.
- تطوير المرافق الاقتصادية.
- الاهتمام بالجوانب التعليمية والصحية والبيئية والعمل للسكان في "إسرائيل".
- رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
- التأكيد على أن القدس هي عاصمة "إسرائيل" الأبدية والموحدة.
- الالتزام بتعزيز الاستيطان اليهودي في المناطق المحتلة.
- المطالبة بتعزيز الأمن القومي الإسرائيلي وقوة الردع العسكري.
تأثير الليكود على العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية
إن موقف حزب الليكود المتشدّد تجاه القضية الفلسطينية له تأثير كبير على العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، وذلك على عدة مستويات:
السياسة الخارجية والحل السياسي:
- يرفض الليكود بشكل قاطع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وينأى بنفسه عن أي مفاوضات تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية.
- يدعم الحزب استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يثير توترًا وصراعًا مع الفلسطينيين.
- يتبنى الليكود خطابًا قوميًا متشددًا تجاه الفلسطينيين، ويصر على الحفاظ على السيادة الإسرائيلية الكاملة على جميع الأراضي.
- يدعم الليكود سياسات أمنية صارمة تجاه الفلسطينيين، ويؤيّد استخدام القوة العسكرية عند الضرورة.
- يرفض الليكود أي تنازلات أو تسوية سياسية قد تُضعف الموقف الأمني للكيان.
- يرى الحزب أن الردع العسكري وحماية المستوطنات الإسرائيلية هما أساس الأمن القومي.
- تؤدي سياسات الليكود إلى تصعيد التوترات على الأرض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
- يساهم موقف الحزب المتشدد في تغذية الاحتقان والعنف بين الطرفين ويؤجج دوامة الصراع.
الليكود بين التماسك والتفكك: أبرز عناوين الخلاف
برزت العديد من العناوين التي شكّلت محطّ انقسام وخلاف داخل حزب الليكود منذ فوزه في الانتخابات الأخيرة التي جرت أواخر العام 2022، ومن أبرز تلك العناوين:
أيّد عددًا من أعضاء الكنيست من حزب الليكود دعوة وزير الدفاع يوآف غالانت لوقف قانون "إصلاح القضاء"، بينما حثّ آخرون رئيس الوزراء على طرده. وقد ظهرت الانقسامات الداخلية داخل حزب الليكود الحاكم على السطح في أعقاب دعوة غالانت الحكومة إلى وقف مؤقت لتشريع الإصلاح القضائي للسماح بإجراء محادثات تسوية.
- 20 حزيران 2024: خلال تصويت أعضاء الكنيست الإسرائيلي لاختيار مندوبَين واحد عن المعارضة وآخر عن الائتلاف في اللجنة المكلفة اختيار القضاة، برز حدثان مهمان؛ الأول، تصويت أربعة أعضاء من الائتلاف الحكومي من حزب الليكود، لمصلحة مندوبة المعارضة في اللجنة كارين إلهرار التي تنتمي إلى حزب "يوجد مستقبل"؛ والثاني، تمرّد عضو الكنيست من الليكود تالي غوتليب على طلب زعيمها نتنياهو بعدم الترشح للمنصب وإصرارها على ذلك وخسارتها في التصويت.
أظهرت انتقادات وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت لرئيس الوزراء وزعيم الحزب الذي ينتمي له الطرفان، حزب الليكود الحاكم، منعطفًا جديدًا تعكس عمق الخلافات بينهما. حيث وجّه غالانت انتقادات وصفت بـ "الحادة" لنتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بقوله إن الصفقة تأخرت "بسبب إسرائيل"، معتبرًا أن نتنياهو "لا يبدي الشجاعة التي يتحدث عنها علنًا، في الغرف المغلقة". ويمثّل غالانت وجهة نظر المؤسسة العسكرية والأمنية، التي حاولت منذ أشهر أن تتحدث عن مخاوفها من فقدان الكيان نتائج الإنجازات العسكرية على الأرض بسبب الاعتبارات السياسية الداخلية. على الفور أصدرت رئاسة الوزراء الإسرائيلية بيان قالت فيه إن وزير الدفاع يوآف غالانت، يتبنى ما سمته "السردية المناهضة لإسرائيل، ويضر باحتمالية التوصل إلى صفقة تبادل"، مشيرة إلى أن غالانت من المفترض أن يهاجم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي اتهمته بـ "رفض إرسال وفد إلى المفاوضات" وبأنه "لا يزال العائق أمام إتمامها".
ومع تصاعد التصريحات بينهما، قالت القناة الثانية عشر الإسرائيلية، نقلاً عن مقربين من نتنياهو، بأن الأخير لا يفكر في إقالة غالانت "رغم الخلاف بينهما"، فيما أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن نتنياهو، يدرك أنه لا يمكن إقالة غالانت "في خضم الحرب".
- قانون تجنيد الحريديم: 20 تموز 2024: شكّل قرار وزير الحرب بالموافقة على إصدار أمر التجنيد لليهود الحريديم صدعًا آخر داخل الليكود. حيث أحدث خرقًا في إجماع الليكود على رفض التجنيد.
- صفقة الأسرى: تعتبر صفقة الأسرة من العناوين التي تشكّل نقطة خلاف بين مكونات "المجتمع الصهيوني"، لا سيّما داخل حزب الليكود الذي ينقسم أعضاءه بين مؤيد ومعارض لشروط محدّدة تتخلّلها الصفقة.
ختاماً، اعتبرت المعسكرات إحدى السمات المميّزة لحزب الليكود على مرّ السنوات، بحسب صحيفة إسرائيل هيوم، وليس هناك ليكود بلا مؤامرات، بلا مجموعات، وبلا معسكرات. ففي الماضي شكّل شموئيل تمير معسكرًا ضدّ مناحيم بيغن، كذلك كان معسكر دافيد ليفي ضدّ معسكر شامير آرنس. وخلال فترة الانسحاب الأحادي الجانب كان هناك ثلاث معسكرات: (آرييل شارون مع أولمرت/ معسكر المتمردين بقيادة أوزي لانداو والمعسكر الأوسط على الحياد يضمّ نتنياهو وسيلفان شالوم وتساحي هنغبي بالإضافة لليمور ليفنات). أمّا اليوم فبات حزب الليكود ينقسم وفق الآارء المختلفة كما والأفكار المتعلقة بطرق العمل.