الثلاثاء 26 أيلول , 2023 04:23

تجدّد الاشتباكات في دير الزور: استنزاف قسد

مقاتلين من قسد والعشائر وبينهما جندي أمريكي

عادت الاشتباكات بين العشائر العربية وميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في عدة قرى من محافظة دير الزور شرقي سوريا، بعد توقف الاشتباكات لحوالي أسبوعين تقريبا. وبذلك تكون جهود الوساطة الأمريكية قد فشلت في إعادة الهدوء الى المنطقة، مع أنها هي السبب الرئيسي للتوترات فيها، حيث تتواجد وتتمركز حول الآبار والمنشآت النفطية، وكونها الداعم الرئيسي لميليشيا قسد التي تمارس أشد أنواع القمع في هذه المنطقة.

وقد اندلعت الاشتباكات العنيفة في قرى ذبيان والطيانة والمحمدية، بعد أن أعلنت العشائر العربية بدء معركة جديدة. حيث وجه شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل رسالة صوتية، أعلن فيها بداية هجوم العشائر ضد قوات "قسد"، داعياً مقاتلي العشائر إلى النفير العام ومساندة أبناء الفرات لقتال "قسد وقنديل والخونة من أذنابهم". مضيفاً بأن قوات العشائر تخوض معارك طاحنة في ذيبان، من أجل فرض المكون العربي واسترجاع أرضها وكرامتها. وكان الهفل قد أعلن الخميس الماضي، عن تشكيل جيش قوات العشائر العربية، وأن مهمته قتال ميليشيا قسد.

وقد سارعت "قسد" الى ارسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق الاشتباكات، في محاولة منها لمنع تمدد قوات العشائر الى مناطق تقبع تحت سيطرتها، كما أعلنت حظراً للتجوال في قرى الصبحة والإبراهية والبصيرية والشاهل وباغوز وذبيان. وقد أدت الاشتباكات إلى مقتل 6 عناصر من "قسد" وتدمير عدة سيارات عسكرية لها، واستطاع مقاتلو العشائر السيطرة على عدة نقاط تابعة لقسد واغتنام أسلحة وذخائر منها. فيما سجّل تحليق طائرات دون طيار استطلاعية تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي (وهذا ما يبين دور واشنطن الواضح في حصول التطورات في هذه المنطقة).

ولأن هناك اختلاف كبير في العديد والتسليح والتجهيز ما بين الجانبين لصالح قسد، فقد يكون الهجوم العشائري يأتي ضمن سياق هجمات استنزاف متقطعة، يضربون فيه الميليشيا في نقاط حرجة لها، دون أن يتطور إلى هجوم واسع يفضي لسيطرتهم على الأرض.

ممارسات قسد القمعية

_ بعد انتهاء عمليات قسد التي نفذتها في الفترة من 27 آب / أغسطس الماضي إلى 13 أيلول / سبتمبر الجاري، وفرضها سيطرتها على القرى العربية التي كانت تحت سيطرة العشائر، قامت بحملة اعتقالات واسعة، تخللها قيام عناصرها بالتنكيل بالأهالي واقتحام المنازل وسرقة البيوت وحرقها ومصادرتها.

_ فرضت الحصار على منطقة العزبة شمالي دير الزور، وواصلت اعتقال الشبان على الحواجز، بالرغم من تزايد حاجة المدنيين في هذه المنطقة إلى المياه والمواد الغذائية.

_ أساس المشاكل بين قسد والعشائر هو قيام الأولى بالسيطرة بدعم أميركي على دير الزور التي يشكل العرب كامل سكانها، تحت ذريعة قتال تنظيم داعش الوهابي الإرهابي. مع الإشارة الى القوات الأمريكية وقسد يفرضون سيطرتهم على الضفة الشرقية والشمالية للمدينة، بينما تسيطر قوات الحكومة السورية وحلفاؤها، على الضفة الغربية والجنوبية من النهر.

_ تقوم قسد بتجنيد الأطفال العرب في المناطق التي تسيطر عليها، وتقوم بإجبارهم على القتال في صفوفها.

_رغم سيطرتها اللاشرعية على موارد المنطقة النفطية، وتسفيد من عوائد بيعهم، إلا أنها تحرم سكان المنطقة من الخدمات والمساعدات.

_منذ سيطرتها عام 2019 على هذه المناطق من دير الزور، لم تتعاون قسد مع شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة، بل قامت بتنصيب أشخاص تابعين لها، وصارت تدعمهم عبر قبول وساطتهم في الإفراج عن سجناء لديها، من أجل تمرير أجندتها في المنطقة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور