الإثنين 04 كانون الاول , 2023 04:20

دبابة باراك الإسرائيلية: كسرها طوفان الأقصى

إحدى الدبابات الإسرائيلية المشتعلة خلال عملية طوفان الأقصى

"دبابة غير قابلة للكسر" أو دبابة "البرق – باراك" التي ستشعر بالرعد حين تراها، بهذه الصفات تم الترويج لها في أيلول / سبتمبر الماضي، فجاء اختبارها الميداني بعد أيام فقط، وجرفها طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة في الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

فبعد مرور 20 سنة على استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لدبابات مارك 4 (وفي العام 2009 أدخل دبابات مارك -4 400)، أدخل سلاح المدرعات الإسرائيلي دبابات باراك، الجيل الخامس من الدبابات، إلى النشاط العملياتي لأول مرة. وزعمت وزارة الحرب الإسرائيلية بأنها ستكون "الدبابة الأكثر تقدما في العالم، والمنصة الأرضية الأكثر تشابها مع طائرة إف-35".

ففاجأتها بعد أيام كتائب القسام بقذيفة الياسين 105 ذات الرأس الترادفي، أو بعبوات العمل الفدائي، التي إن لم تستطع تدميرها في أرض المعركة، أعطبتها وجعلتها عبئاً إضافياً على القوات الإسرائيلية، من أجل سحبها ومحاولة صيانتها.

خوذة lighting

فما هي أبرز مواصفات هذه الدبابة التي استطاعت المقاومة بالرغم منها التفوق عليها، بوسائل أقل ما يمكن وصفها بأنها متواضعة، بسبب الحصار المفروض على القطاع وعلى المقاومة منذ أكثر من 17 عام؟

_ الميزة الأساسية في الدبابة، أنها تمكّن قائدها من خلال خوذة " Lightning" القتالية التي يرتديها، أن يرى ويمسح كل محيط الدبابة 360 درجة، بمساعدة شبكة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار التي وضعت حول الدبابة. كما تعرض له جميع البيانات القتالية ذات الصلة على زجاجة الخوذة عن طريق تحريك رأسه، وبالتالي يبقى هو وجميع المقاتلين بداخلها. مع الإشارة الى أن كتائب القسام كشفت في العديد من الفيديوهات، كيف تمكّن مقاومون "إستشهاديون" من الاقتراب منها ووضع عبوات العمل الفدائي عليها، أو توجيه قذائف الياسين عليها، دون أن يرصدهم طاقمها، بل في بعض الأحيان تم رصدهم لكن جنود الاحتلال لم يستطيعوا القيام بأي ردة فعل.

ولا تنتهي مزايا الخوذة عند هذا الحد، فإلى جانب قدرات المسح، فهي تتضمن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تحدد مواقع الأهداف في الوقت الفعلي، والتي يمكن نقلها بسهولة إلى مجموعات الهجوم والتسليح، وإلى الفرق الأخرى في ساحة المعركة (دبابات، آليات، طائرات، المدفعية، غرفة العمليات).

_ جرى تحسين مدفعها (طراز MG253 عيار 120 ملم وتحمل الدبابة 48 قذيفة من هذا العيار)، وجميع أسلحتها يتم التحكم فيها كهربائياً، وهذا ما يجعل رمايتها النارية أكثر فعالية ودقة. كما يمكن استخدام أسلحتها من الداخل بشكل كامل، وهو ما يمكنهم من إطلاق النار دون فتح أي غطاء، وهذا ما سيضعف من الروح القتالية لديهم أيضاً بشكل كبير.

_كما زودت بنظام "سترة الرياح - Trophy" الذي زعم الاحتلال بأنه يحميها من الصواريخ والقذائف المضادة الدبابات.

_مواصفات أخرى:

1)قدرات مراقبة ليلية ونهارية متقدمة وكاميرات برجية وكاميرات أمنية وحماية محيطية.

2) قدرات معالجة الصور واستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم للاستخراج الفوري.

3) نظام حماية نشط يتمتع بقدرات استخلاص سريعة للمعلومات.

4) قدرة اتصال عالية مع تنوع القوات في ساحة القتال والارتباط بقوات إضافية، نظام اتصالات قتالي BMS.

5) تحسين القدرة على إغلاق دوائر النار بطريقة سريعة ودقيقة وعالية الجودة. القدرة على إنتاج واستيعاب المعلومات بسرعة، ونقلها إلى مجمع الهجوم وأيضاً بين الأذرع.

6) تمتلك نظام تحكم بالنيران متطور يسمى "ليشيم" بقدرات مراقبة متقدمة ليلاً ونهاراً.

_ أول من استلمها السرية الأولى من الكتيبة 52 في لواء المدرعات 401.

_ تسليحها: رشاش عدد 2 ماغ 7.62 ملم، مدفع رشاش ثقيل إم 2 براوننج 0.5 بوصة، هاون داخلي سولتام 60 ملم الجيل الثاني، ويمكن أيضاً تزويدها بمدفع رشاش آخر.

_ تم تركيب أسطوانة تحتوي على عشر قذائف في برجها، يستطيع المُحمل تحديد نوع القذيفة الكترونيا، ثم تحميلها. يتم تخزين باقي القذائف في أغلفة مقاومة للحريق لزيادة قدرة الدبابة على البقاء.

_ استطاعت المقاومة الفلسطينية تحديد نقاط ضعفها بشكل مسبق، من أجل استهدافها، وهذا ما بينته ورقة تعليمات مع رسم الدبابة التي كتبت بالعربية والتي وجدت مع المقاومين في هجوم عملية طوفان الأقصى. أما نقاط الضعف فهي كالتالي:

1)مخازن الذخيرة الموزعة على الجانبين وفي الخلف.

2)الباب الخلفي.

3)المساحة بين البرج والهيكل.

4)خزانات الوقود، واحد في الأمام واثنان في الخلف.

5)المنطقة الأمامية السفلية الأقل تدريعاً في الدبابة، ويمكن بإصابتها تعطيل المحرك (هي بعكس أغلب الدبابات في العالم، يتواجد محركها في الأمام، وهو ما جعل عندها ضعف في المناورة أثناء القيادة بسبب نظام التعليق الأمامي، كما أنها تستهلك الوقود بشكل كبير بسبب دفعها الأمامي).


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور