هل الأيام القادمة تحمل إبرام صفقة تنهي الحرب على غزة؟

في تطور لافت، تسلّم رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، تصوّر حماس الشامل لوقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى، وذلك عبر الوسيط القطري. وقد اعتبرت المصادر الإسرائيلية أن رد حماس يشمل "مطالب معقولة" وترى أن هذه الخطوة تشكّل "تقدّم إيجابي" نحو اتفاق محتمل. في حين أن موقف نتنياهو لا يتوافق مع هذه الرؤية، إلا أن هذه الخطوة أقرب للإيجابية في ملف المفاوضات بعد سلسلة من العقبات والتأخيرات حالت دون إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين حركة حماس وكيان الاحتلال. فهل الأيام القادمة ستحمل إبرام صفقة تنهي الحرب على غزة؟

بيان حماس ووفد الدوحة

على إثر هذا التطور في المباحثات نستطيع القول إن مؤشرات إبرام صفقة ارتفعت عن الأيام والأسابيع الماضية، في هذا الصدد، أصدرت حركة حماس بياناً قالت فيه إنها قدمت للوسطاء "تصوراً شاملاً يرتكز على هذه الأسس التي تعتبرها الحركة ضرورية للاتفاق، كما ويشتمل التصور رؤية حماس فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى".

وشددت على أن التصور المقدم يأتي "في سياق متابعة المفاوضات عبر الوسطاء في مصر وقطر لوقف العدوان على شعبنا في غزة وتقديم الإغاثة والمساعدات له، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع". لكن، على الجانب الإسرائيلي، قررت تل أبيب إرسال وفد إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات بعد أن وصفت العرض المقدّم من حماس بغير الواقعي.

التفاؤل الأميركي الحذر

نقل مراسل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين قولهم، إن من المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعاً تشاورياً مساء السبت أو صباح الأحد لاتخاذ قرار بشأن توسيع تفويض الوفد الإسرائيلي قبل مغادرته إلى قطر. من الجدير بالذكر، أن نتنياهو، أصدر بياناً رسمياً باسمه قلل من أهمية رد حماس، وقال: "حماس ما زالت تتحصن خلف مطالب لا أساس لها". في حين،  قالت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي: رد حماس كان ضمن الإطار المتفق عليه في اجتماع باريس.

يُظهر هذا المشهد أن الفجوات كبيرة بين الطرفين، تستدعي تنازلات إضافية من جانب كيان الاحتلال. في هذا السياق، تطالب حماس بألف سجين، 100 منهم يقضون عقوبة السجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح الرهائن، وطلبت المجموعة على وجه التحديد 250 سجيناً فلسطينياً مقابل خمس جنديات إسرائيليات. من المحتمل أنه لا تزال النسب التي طرحتها حماس تواجه معارضة كبيرة من الأعضاء اليمينيين المتطرفين في ائتلاف نتنياهو. في المقابل بقيت حماس على موقفها بوقف إطلاق النار بشكل نهائي وذلك في المرحلة الثانية من الصفقة.

 يمكن القول، بأنه لا تزال العقبات تعرقل الوصول إلى اتفاق نهائي، إلا أن المباحثات لم تنتهِ بعد، وذلك بحسب تعبير وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حيث صرّح بأن أن هناك محادثات تجري الآن بشأن الصفقة، وأن إسرائيل ترسل فريق تفاوض لمتابعة هذا الأمر، مما يعكس إمكانية وضرورة التوصل إلى اتفاق. كما عبّر البيت الأبيض عن تفاؤل حذر بأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة تتحرك في الاتجاه الصحيح.

أهالي الأسرى: "صفقة الآن"

قبل عدة أيام، خرجت عائلات الأسرى الإسرائيليين، في تظاهرات مناوئة لحكومة نتنياهو التي عجزت حتى الآن عن توصّل لاتفاق يعيد أبنائهم المحتجزين، وأغلقت العائلات شارع "أيالون" الرئيسي وسط "تل أبيب"، وسط مطالبات بـ"صفقة الآن"، واندلعت مواجهات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتظاهرين. ولا يزال أهالي الأسرى يشكلون عاملاً داخلياً ضاغطاً على نتنياهو يسرّع من عملية المفاوضات.

تأتي هذه المعطيات وسط تعنّت إسرائيلي، يفتقد لأي مرونة وخصوصاً نتنياهو الذي وافق يوم الجمعة، على خطط للعمل العسكري في رفح.